آه عارف إن مصر فيها اللى مكفيها وآه عارف إن بهية ناحت وتعبت ومن الظلم اتقهرت وانكسرت ولو قولتلى سفينة غرقت أو قصر ثقافة اتحرق أو حتى قطر ولع هقولك ما حصلت قبل كده!!!! أو لو قولتلى مصنع اتحرق هيبقى خبر جديد يعنى؟؟؟؟؟؟ وعارف تماما إن الفساد فى مصر بلغت معدلات نمو من الركب لدرجة الأعناق ومع مرتبة الشرف. لكن هل حبك لبلدك مرتبط بوجود أفراد على رأس السلطة لا يعلمون أنه ليس للكفن جيوب؟؟؟ ولا يصدقون أن عمر بن الخطاب عندما كان الحاكم ويسمع صوت بكاء طفل كان يجلس باكيا ويقول ستسأل عنه ياعمر!!!! وإن كان مثل هؤلاء يحكمون الآن فحتما تغييرهم قادم فلم يعش أحد أبد الدهر ولم نسمع عن ليل لم يتبعه صباح أحب مصر لأنها مصر التى كونت الوجدان والهوية وليس لأنها حكومة وقيادة وحزب وفكر جديد وعبور للمستقبل. لحظة من فضلك.... مش معنى كلامى إنى أطلب أن نصاب بالبلاهة وعدم الاهتمام لما يحصل حاجه فى مصر ولا معنى كلامى أن أطلب إنك تكدب شعورك أو تغمض عينك وتعمل نفسك مش شايف وتتخيل دايما إن الدنيا ربيع والجو بديع بل بالعكس تماما أطلب أن ندرك الواقع ونعيه تماما ونقدر حجم مشاكل مصر وألمها. إذن أول كلامى وبعد سلامى بنحب مصر البلد....مش مصر الحكومة ولا القيادة اللى فشلت فى قيادتها. ومصر بلدك اللى أنت بقيت دلوقتى بتحبها هى كمان محتجالك!!!! فمصر أكيد محتاجه لناس تقرأ كويس وتثقف نفسها كويس علشان تقدر تكون رؤية وتفكر كويس. وأكيد مصر محتاجة لمبدعين بيكتبوا وبيرسموا ويخططوا ويبنوا وناس تعمر... وعمال تشمر وتنتج... ومدرس يبنى فكر ويعلم وأكيد مصر مش محتاجه أن تكون صفتى ناشط سياسى وبس أو معارض للنظام مفيش زيى ولا صوتى فى النقد مفيش أخوه لكن عيزانى بلدى صاحب مهنة أو حرفة وبضيف لمجتمعى (إذا لم تضف للحياة شيئا كنت عبئا على الحياة) وبقرأ كويس وأفهم كويس ومعارض برده كويس. ولية منفكرش نجتهد ونتعب ونفكر ولو حتى من باب سد خانة زى الأكل والشرب اسمها خانة الاحتياج لتحقيق الذات. هل عمرك سمعت عن صحفى غير مهنته لأن الجرنال اللى بيشتغل فية قفل أو أصابته أزمة مالية عالمية وأفلس؟؟؟ لازم يكمل صحفى.... وأنت لازم تنجح لأن مينفعش غير إنك تنجح وتحاول إنك تنجح علشان انت بتحب بلدك ولو مرة فشلنا هنقوم تانى والحلم لازم يعدى السور وهو فى أحلى من حلم نجاح وتميز وتفوق علشان بلد؟؟؟؟ ما بالك لو كانت البلد مصر؟؟؟؟؟؟ لى صديق لبنانى أقسم لى أنهم فى لبنان يعشقون بلدهم للدرجة التى يحتارون فى تسمية أو وصف هذة الحالة من الحب. وفاجأنى عندما أصر أن لبنان لم تعطهم شيئا أبدا وأنه حتى الساعة يعانى فى استخراج بعض الأوراق والشهادات على أبواب المكاتب الحكومية. ويحكى لى عن طفولته أنه عاش متنقلا بين المخابئ تحت الأرض خوفا على حياتهم فى أيام الحروب رغم أنها نفسها لبنان التى يحتار فى وصف حبه لها ويغنى لها مع فيروز (بحبك يالبنان ياوطنى بحبك) كان يقصد أن يعلمنى أن انتمائى لبلدى وحبى لها ليس نتيجة لرخاء أو حالة اقتصادية عال العال!!!! ومن منا يحب أمة لأنها أجمل نساء الأرض ولو كانت غير ذلك يعلن كرهه لها؟؟؟؟ وبحثا على خريطة الدنيا ستجد العديد من الأمثلة والعلامات فى ذاكرة الأمم ممكن قرروا أن ينجحوا كأفراد لخدمة بلادهم ......على الرغم من أن كل شئ فى بلادهم لم يكن يدعو حتى لمجرد التفكير فى حالة الحب وكيف كان إصرارهم أن مازال هناك أمل....لكنهم قرروا وحدهم أن يصنعوا ذاك الأمل. بلد مثلا زى بنجلاديش التى تعتبر من دول جنوب آسيا...عدد سكانها 144 مليون(أكثر من مصر) واحدة من أكثر دول العالم فقرا على الإطلاق. إلا أن شخص اسمة د/محمد يونس (احفظ اسمة جيدا) من ذالك البلد الفقير قرر أن يغير وجه الفكرة ووجه الفقر عن بلاده.. محمد يونس الشاب البنغالى الفقير قرر أن ينجح وقرر أن يحب بلاده وقت أن تحتاجه بلاده أن يكون بجانبها. قرر أن يفتتح مدرسة للعالم كله ولكل فقراء العالم تلك المدرسة كانت (بنك جيرمن) Grameen Bank، وتعتمد فكرة د/ يونس على تقديم قروض صغيرة بلا فوائد للفقراء الذين لا يشملهم الغطاء البنكى التقليدى من أجل الشروع فى مشاريع متناهية الصغر.. استطاع أن يقدم قروضا بلا فوائد للفقراء حتى وصل عدهم 30 مليون مقترض حتى سمى بنك جيرمن ببنك الفقراء فى العالم. ظل يعمل على مدار 30 عاماً ليغير وجه الفقر عن بلاده وقدم وجها آخر للعمل والكفاح والتعب من أجل بلد يدرك حجم أعبائه ويسمع آهاته وآلامه. فى عام 2006 حاز الرائد د/ محمد يونس على جائزة نوبل للسلام سألت نفسى مرات هل محمد يونس لم يكن يتعمد فكرته وعمله؟؟؟؟ ولم يكن يتعمد أن ينجح ويتميز ليغير وجه بلاده؟؟؟؟؟؟ بالتأكيد كان يدرك فكرته وكان يعيش حلمه واقعا. فى النهاية نعم مازال هناك أمل موجود ومستمر باستمرار جرى الدماء فى العروق. وأنت وحدك من يصنع الأمل والطموح وأنت وحدك من يقرر أن يكون فعل وليس رد فعل لأحداث وقررات غيرة......وحدك أنت من يرسم حلمه ويجعله واقعاً. فالفجر يولد فقط من آخر نقطة سواد فى الليل. وعلى من يقرر أنه يحب بلده ووطنه أن يقف بجانبه ويخدمه وقت الشدة. ونعم مصر الآن فى شدة.. وده وقت إثبات الحب الحقيقى لبلدك..هتحدد حلمك علشان بلدك؟؟؟؟؟؟ دقت ساعات العمل وابتدينا هانت هانت * مصرى مقيم فى قطر.