سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عالم نفس يهودى يسبح عكس التيار الإسرائيلى ويؤكد: القرآن حل مشاكل التربية منذ آلاف السنين.. عوفر جروزبارد: النبى "محمد" وضع الملايين فى مقدمة التاريخ وكان مليئًا بالحنان والرحمة والحكمة
- العالم اليهودى: القرآن يحوى الكثير من النصوص التربوية ويركز بشكل رائع على العلاقات بين البشر وبين الأم وابنها وبين الجيران وبين الخصوم. - جروزبارد: العديد من التحليلات النفسية الحديثة تتلاءم مع نصوص قرآنية كثيرة موجودة منذ مئات السنين أى قبل الاشتغال بها فى علم النفس الحديث - ويؤكد: الآيات القرآنية تبذل طاقات كبيرة لتحسين مكانة الإنسان وانخراطه فى المجتمع الذى ينشط به لتطوير وتقدم الإنسانية خروجًا عن المألوف من جانب الإسرائيليين واليهود تجاه الإسلام والمسلمين، أكد عالم النفس "السيكولوجى" الإسرائيلى الشهير عوفر جروزبارد، الحاصل على الدكتوراه من جامعة "جورج ميسون" فى ولاية "فيرجينيا" بالولايات المتحدةالأمريكية أن النبى محمد صلى الله عليه وسلم "شخصية نجحت فى إحداث ترتيب فى الشرق الأوسط، وفى دفع الملايين، ووضعهم فى مقدّمة التاريخ". وقال جروزبارد فى حوار مطول أجراه معه موقع "مكور" الإخبارى الإسرائيلى: "النبى محمد كان مليئا بالحنان والرحمة والحكمة، وكان قديرا فى تركيز القيم التى غرسها فى العرب والمسلمين وفى العالم كله من خلال بث الرحمة فى العلاقات بين الأفراد، وهو أمر لا يمكن أن نجده، على سبيل المثال، فى التوراة". img src="http://img.youm7.com/images/issuehtm/images/daily/asrail2015897h/1.jpg" alt="غلاف كتاب "القرآن الكريم مرشد لتربية الأولاد" لعالم النفس الإسرائيلى عوفر جروزبارد - 2015-02 - اليوم السابع" title="غلاف كتاب "القرآن الكريم مرشد لتربية الأولاد" لعالم النفس الإسرائيلى عوفر جروزبارد - 2015-02 - اليوم السابع"/ غلاف كتاب "القرآن الكريم مرشد لتربية الأولاد" لعالم النفس الإسرائيلى عوفر جروزبارد ومن خلال تتبع سيرة البروفيسور الإسرائيلى من خلال موقعه الرسمى على شبكة الإنترنت "ofer-grosbar" يتضح أنه متخصص فى التربية وعلم النفس والتعددية الثقافية، وهو أستاذ بجامعة "حيفا" وفى الكلية الأكاديمية العربية للتربية فى إسرائيل، ويتركز عمله فى مجال دراسة علم النفس وخاصة العلاقات بين الوالدين وأطفالهما، وكثيرًا ما يستند فى دراساته لآيات من "القرآن الكريم"، كما له العديد من المقالات والدراسات وله سبعة كتب ترجمت إلى لغات مختلفة عن الدين الإسلامى والقرآن الكريم. ويقول جروزبارد، الذى أسس موقع "قرآنت" منذ عدة سنوات ليكون جسرا للتواصل بين الإسلام والغرب لشدة إعجابه بالدين الإسلامى، على صفحة الموقع الرئيسية إن القرآن الكريم يعد أداة معاصرة وعملية تحت تصرف كل والد وكل معلم، ولذلك قام بإنشاء الموقع ليوضح توجيهات القرآن الكريم العظيمة لخدمة جميع البشر بطريقة لم تكن متاحة حتى الآن، مشيرا إلى أن موقعه يمزج بين القرآن الكريم وبين نظريات علم النفس الحديثة، ليكوّن جسرا للتفاهم ثنائى الاتجاه بين العالم الإسلامى والعالم الغربى، لافتًا إلى أن موقعه يعرض جمال آيات القرآن الكريم التى تضع حرمة الإنسان وكرامته فى العالم، وبذلك يرد، من جهة، على كل أولئك الذين يحملون أفكارًا مسبقة سلبية عن القرآن الكريم مبنية على جهلهم وعدم معرفتهم للإسلام ومن جهة ثانية يضع حدا جازما وقاطعا لتشويه صورة القرآن الكريم واستعماله كمن يشجع على الإرهاب. نسخة من الكتاب باللغة العربية وقال جروزبارد: إنه بدأ اهتمامه بالقرآن الكريم حين كان يقدم درسا روتينيا فى علم النفس التطورى لطلاب دراسات عليا من المجتمع البدوى يدرسون فى كلية علم النفس، وحاول حينها أن يفهم كيف يمكنه مساعدة الطلاب فى معالجة حوادث يواجهونها فى عملهم النفسى ومع المجتمع البدوى، قائلا: "جاءت إلى إحدى الطالبات البدويات خلال المحاضرة تدعى بشرى مزرايب، وقالت لى أريد أن أقول لك الحقيقة.. إن كل ما تعلمناه لا يجدى ولا يساعدنا، فسألتها متعجبًا: لماذا؟، فوضحت لى أنه ربما سيأتينى أحد الطلاب ربما غدا- وأنا المستشارة التربوية- وهو يقول لى مؤكدًا: مسنى الجن، أو يقول شيئًا من هذا القبيل مما يتردد فى مجتمعنا البدوى ومعتقداته، فكيف- بالله عليك تفيدنى موادك هذه التى تعلمنا إياها؟، فرددت عليها قائلا إذن، ما الذى يساعد؟ فأجابتنى إنه القرآن الكريم". وأضاف البروفيسور الإسرائيلى: "اقتنيت نسخة من القرآن مع ترجمة باللغة العبرية وبدأت بقراءتها، واستطعت بالاستعانة بالترجمة العبرية فهمها ثم طلبت من الطلاب أن يستخرجوا الآيات التى تتطرق إلى الناحية التربوية العلاجية وكتابة قصة من الحياة اليومية لمرضاهم، وكانت النتيجة مثيرة للإعجاب حيث تلقيت أكثر من 300 قصة حقيقية ومثيرة، وتفسيرات نفسية تستند إلى تلك الآيات، وتطور الأمر سريعا جدا للبحث عن آيات أخرى وتحليلها، وفى وقت لاحق طلبت موافقة أربعة شيوخ محليين وتحول ذلك إلى كتاب أصدرته منذ سنوات تحت اسم "القرآن الكريم مرشد لتربية الأولاد". عالم النفس الإسرائيلى عوفر جروزبارد وأكد جروزبارد أنه سرعان ما فهم بأن "القرآن الكريم" يحوى الكثير جدا من النصوص التربوية، وفيه تركيز رائع على العلاقات بين البشر، وبين الأم وابنها، وبين الجيران وبين الخصوم، مضيفًا خلال حديثه للموقع أنه عندما نشر الكتاب واجه الكثير من المعارضة، وأن بعض المثقفين من جامعة الأزهر عارضوا الكتاب والكلام الذى جاء فيه، مشيرا إلى أن الكتاب أثار عاصفة كبيرة وانقضت وسائل إعلامية من جميع أنحاء العالم على القصة، قائلا: "تقديرى أن من حرصوا على انتقاد الكتاب وعملنا المتأخر فى موقع "قرآنت" الذى قمت بتأسيسه لم يكلفوا أنفسهم عناء قراءة القضايا التى قمنا بتحليلها". وردا على سؤال لماذا من بين جميع القضايا التى تُشغل عالم علم النفس اخترتم التركيز تحديدًا على الجانب النفسى للتربية فى الإسلام؟" قال جروزبارد إن الاكتشاف الأكثر إثارة، والذى وجدناه هو أن العديد من التحليلات النفسية الحديثة تتلاءم مع نصوص قرآنية كثيرة، وأنه عندما قام الطلاب بدراسات تمهيدية وبحثوا بأنفسهم فى الموضوع لم يجدوا تحليلات معاصرة فى العالم العربى عن تصورات تربوية ونفسية حديثة فى القرآن، حيث كانت الدراسات فى هذا المجال قليلة، ولكن كان الاكتشاف الأكثر إثارة والذى وجدناه هو أن العديد من التحليلات النفسية الحديثة تتلاءم مع نصوص قرآنية كثيرة، والتى كانت موجودة منذ مئات السنين قبل ذلك، أى قبل الاشتغال بها فى علم النفس الحديث. جانب من الموقع الرسمى لجروزبارد وردا على سؤال هل تعتقد أن الإسلام يحمل حلولا لمشاكل فى المجتمعات الإسلامية والعربية مثل التطرف الدينى، الذى انتشر مؤخرا؟، قال البروفيسور المتخصص فى علم النفس: "تبذل النصوص القرآنية طاقات كبيرة لتحسين مكانة الإنسان وانخراطه فى المجتمع الذى ينشط به، لتطوير وتقدم الإنسانية"، مضيفا: "من خلال قراءتى وتحليلى لما ورد بالقرآن لم آخذ انطباعًا عن التطرف، على العكس، وجدت الكثير جدًا من الاهتمام بالمجتمع، بالعلاقات بين البشر، فالآيات القرآنية تبذل طاقات كبيرة لتحسين مكانة الإنسان وانخراطه فى المجتمع، الذى ينشط به، لتطوير وتقدم الإنسانية، وأن إحدى الآيات المثيرة للإعجاب هى- وإنْ جنحوا للسّلم فاجنح لهم وتوكل على الله إنّه هو السميع العليم -، وهى آية مثيرة للإعجاب من جوانب نفسية حديثة، حيث تهتم بالاحترام، وبجوانب الثقة بالناس، وبتشجيع الأعمال الصالحة". وأكد جروزبارد أن التطرف الدينى موجود فى جميع الأديان وهو يقدّم للمتطرفين قوّة لا نهائية، قائلا: "ينبغى على الناس فهم هذه المسألة، يمنح التطرف المتطرفين قوة سيطرة وأداة لإدارة حياة الآخرين، ينبغى على الأشخاص النقديين والمعتدلين أن يكونوا واعين وأن يسألوا أنفسهم لماذا يستخدم المتطرف تعبيرات وتفسيرات متطرفة للنصوص الدينية"، موضحًا أن الناس فى الشرق يفكرون بطريقة مختلفة عن الناس بالغرب، حيث إن "الأنا" تندرج فى أعلى سلم الأولويات فى المجتمع الغربى، بينما "المجتمع" فى الشرق هو الذى يأتى فى أعلى سلم الأولويات الاجتماعى، مشيرا إلى أن التركيز الغربى هو على الفرد، على ذاته وعلى ما يمكن أن يعطيه، مقابل المنظور الاجتماعى للشرقى.