الكويت التى لم تستطع لعب دور مؤثر فى حل الأزمة اللبنانية، استعاضت عن ذلك بتكريم إعلامى لاثنين من مشاهير الإعلام اللبنانيين كانا ضحية للمارسات السياسية الخشنة فى لبنان. الأول هو غسان توينى صاحب دار النهار اللبنانية المعروفة للنشر، والذى فقد زوجته وابنيه جبران ومكرم فى عمليات اغتيال متتالية أخرها فى ديسمبر 2005، ونال تكريم الملتقى الإعلامى الخامس فى الكويت اليوم، بتسليم رئيس الوزارء ناصر محمد الصباح جائزة الإبداع العربى له. والثانية هى الإعلامية مى شدياق التى فقدت ساقها ويدها فى محاولة اغتيال فاشلة فى سبتمبر 2006. توينى وشدياق من أبرز معارضى السياسات السورية فى لبنان، إلا أنهما لم يخوضا فى السياسة أثناء تكريمهما مكتفين بالثناء على رعاة الجائزة فى الكويت. كما تم تكريم الممثل الكوميدى السورى دريد لحام، ومن مصر تم تكريم الكاتبين الصحفيين أنيس منصور ومكرم محمد أحمد. ويأتى تكريم توينى وشدياق ضمن سلسلة مواقف تتبناها السياسة العامة الكويتية تجاه سوريا، حيث تم حل البرلمان فى أعقاب أزمة مشاركة بعض أعضاء مجلس الأمة الكويتى من الشيعة فى تأبين عماد مغنية المسئول الاستخبارتى والأمنى لحزب الله، الشهر قبل الماضى، والذى سبق قيامه بعملية اختطاف طائره تابعة للعائلة المالكة فى الكويت فى التسعينيات من القرن الماضى. وكان قد تردد أن الكويت تلعب دور الوساطة بين الرياض ودمشق، الأمر الذى نفاه السفير الكويتى لدى السعودية الشيخ حمد الجابر السالم الصباح، والذى وصف الأمر بأنه غير دقيق، وجاء ذلك على هامش زيارة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح إلى السعودية السبت. جدير بالذكر أن الجائزة يفترض ألا تخضع لأية توجهات فكرية أو توجيهات سياسية، ولا تتعاطف مع الفائزين نظرا لانتماءاتهم أو مواقفهم، إنما تعتمد بشكل أساسى على عطائهم طوال السنوات الماضية وما خلفوه من أثر إعلامى عاد بالمنفعة والفائدة على الإعلام العربى ككل. إلا أن الشخصيات المكرمة تعطى انطباعا بنهج محدد للكويت تجاه سوريا فى ظل أزمة الفراغ الرئاسى، مع استمرار الدعم السورى لحزب الله وهى المواقف نفسها التى تنتهجها كل من مصر والسعودية.