توفى زوجها تاركا لها 3 أبناء كان الأكبر فيهم فى الصف الأول الإعدادى والأصغر لم يكن التحق بالمدرسة، تلك هى حفل تكريم أمهات الرحاب على جمعة( 56 سنة) كبير إخصائيى التنمية الزراعية بدرجة مدير عام بالإدارة الزراعية بسمالوط بمحافظة المنيا. لم تبدأ قصة فايزة بعد وفاة زوجها، وإنما بدأت من قبل الوفاة، حيث عانت معه أثناء مرضه بالكبد لفترة زادت عن 7 سنوات. وتحكى فايزة وتقول "أنا قعدت 7 سنين فى رعاية جوزى وفى نفس الوقت بقيت فى الشغل حتى نقدر أن نوفر مصاريف الأولاد". بعد وفاة الزوج عانت الزوجة كثيرا من الدخل حيث كان المعاش الذى تحصل عليه بسيطا جدا لا يكفى نفقات المنزل ومصاريف الأولاد، لهذا السبب اجتهدت فايزة فى عملها كى تتدرج فى المناصب ويرتفع مرتبها. تقول فايزة: "لما زوجى مات كنت موظفة أحصل على 200 جنيه ، يعنى مينفعوش مصاريف إيد الأولاد ،عشان كده اهتميت اكتر بالشغل حتى وصلت دلوقتى مدير عام بالإدارة الزراعية". لم تيأس فايزة، ولم تقف مكتوفة الأيدى بل فعلت كل ما بوسعها حتى تحسن وتزيد دخلها لتستطيع تربية أبنائها وتعليمهم تعليما جيدا وتكفى كل متطلباتهم، فكانت تشترك بمنتجاتها الغذائية مثل "الجبن والمربى" فى المعارض التى تقيمها الإدارة. تخرج ابنها الأكبر طبيبا، والثانى محاسبا، والأخير مازال طالبا بكلية الحقوق، ثم شجعته على الالتحاق بدورة تدريبية فى صيانة المحمول ثم ساعدته فى فتح محل لصيانة المحمول حتى يستطيع تولى الإنفاق على نفسه، تقول "أنا تعبت مع أولادى بس نجاحهم نسانى كل شئ". بجانب نجاح فايزة الأم المثالية فى واجباتها مع أولادها ونجاحها فى عملها فإنها لها نشاط اجتماعى كبير فهى نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الأمل للثروة الحيوانية، بالإضافة إلى أنها الأمينة العامة للمرأة بالحزب الوطنى، مسئولة المرأة عن الزراعة بسمالوط. واختتمت فايزة حديثها قائلة "كل اللى عملتوا مع أولادى ده يعتبر ولا حاجة، أنا لسه رسالتى ماانتهتش، لسه هتبدا لما أجوزهم وأشوف عيالهم".