التعليم مفتاح الرقى والتقدم الحضارى لجميع الأمم ويعتبر وسيلة مؤثرة تساهم فى تحقيق الأهداف وركيزة أساسية لبناء الأجيال الواعية، التى تلبى متطلبات النمو الاقتصادى والسياسى والاجتماعى والثقافى.. كما هو أساس التنمية البشرية، ومن ثم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. منذ مايقارب من مائة وأربعة وعشرين عاما نشر الإنجليزى (أليك ماكلين) دراسة بعنوان "من أين نحصل على أفضل رجالنا"؟ فى إشارة منه إلى أهمية التعليم فى خلق أفضل وأحسن العقول تلك التى تقود المجتمعات إلى التنمية والتطوير والتقدم.. فالتعليم يصنع الحياة ويحميها ويدفعها إلى الأمام. إن التعليم هو البداية الحقيقية لأى تقدم اقتصادى أو اجتماعى أو عسكرى أو ثقافى أو سياسى، علينا أن نشجع طلاب العلم على الأخذ به والاستفادة منه فى التطبيق العملى على أرض الواقع. إن صناعة التعليم تؤسس منهجا يحقق طموحات أبنائنا نحو حب التعليم والتحصيل العلمى على أن يجمع التعليم بين الإبداع والابتكار والمشاركة، وأن يتم ربط مخرجات التعليم بقدراتهم وميوليهم وباحتياجات المجتمع من حولهم فلابد أن تكون مخرجاتنا التعليمية فاعلة منتجة فى بناء المجتمع لابد من غرس قيم المثل العليا لأبنائنا لبناء جيل على قدر كبير من الوعى والاتزان وأن يكون قادرًا على اتخاذ القرار والمشاركة المجتمعية. التعليم هو أمن مصر القومى دون منازع والدرع الواقى والأمل الباقى هو الذى يعد المواطن المصرى ليكون إنسانا متسلحًا بالعلم يدافع عن وطنه ضد المخاطر، التى تحاق به، فالتعليم فى حاجة إلى قراءة واعية فى ضوء المتطلبات المفروضة علينا وعلى غيرنا والناجمة عن التغيرات الهائلة فى مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بكل معطياتها. وحث الإسلام منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام على طلب العلم والمعرفة والمساهمة فى نشره لكى تستفيد منه الشعوب. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد"، وقوله صلى الله عليه وسلم: "إن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا وإنما ورثوا علما"، ويقول أفلاطون: "لاحل سوى التعليم إذا أردتم أن تبنوا أمة قوية" ويطالعنا روستو ́إنما فسدت الأمم والأخلاق بفساد التعليم" فلا توجد وسيلة للبناء غير التعليم. إن التعليم هو الحل الأوحد لمواجهة الإرهاب والفساد، فلا نهضة حقيقية لمصر بتعليم مدمر للعقل والفكر الحر، إن تعليم حشو الرءوس بالمعلومات المعلبة لا تصنع عقلا ولا تبنى فكرا. فإن بناء الإنسان يمثل ركيزة الحلم والأمل لبناء نهضة مصر فلا يعد أمامنا من خيار إلا تحديث وتطوير نظمنا ومؤسساتنا التعليمية ودعم مراكز البحث العلمى. ما أحوجنا إلى ثورة تعليمية ونضع استراتيحية جديدة واضحة وموحدة لنهضة التعليم فى مصر.. لابد من بحث أوجه الخلل فى المنظومة التعليمية الحالية والوصول إلى الحلول الناجعة بعد أن وصل المجتمع إلى حالة من الانحطاط الفكرى والأخلاقى نتيجة لتدهور نظم التعليم على مدى أكثر من ثلاثة عقود مضت أحدثت مما نحن فيه من أزمات أخلاقية وسلوكية وعلمية وظهر انعكاساتها فى المناهج التعليمية فأصبح التعليم الجامعى مجرد شهادة يحصل عليها الطالب مفرغة من قيمتها العلمية والفكرية والثقافية. لابد أن تضع الدولة استراتيجية متكاملة يشارك فيها علماء الاجتماع والتربية والسياسة والاقتصاد والتنمية البشرية لتصحيح مسار الفكر العلمى والإنتاج الثقافى والإعلامى، وأن يكون الأولوية فى تطوير التعليم والبحث العلمى، الذى يعد من أهم المشروعات القومية فى مصر حتى تتحقق التنمية الشاملة.