في خضم الخلافات المتصاعدة بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ومستشاره السابق، الملياردير إيلون ماسك، قال الرئيس الأمريكي، مساء أمس السبت، إن علاقته مع ماسك الذي تبرع لحملته الانتخابية قد انتهت، وتوعده ب «عواقب وخيمة» إذا ما أقدم على تمويل المرشحين الديمقراطيين في مواجهة نظرائهم الجمهوريين الذين سيصوتون لصالح قانون ترامب الشامل لخفض الضرائب والإنفاق. وقال ترامب في تصريحات صحفية لعدة وسائل إعلام أمريكية، من بينها شبكات «إن بي سي» و«سي إن إن» و«سي بي إس» إن ماسك «سيدفع ثمنًا باهظًا للغاية، إذا اختار تمويل المرشحين الديمقراطيين لتحدي الجمهوريين الذين يصوتون لصالح «مشروعه الضخم». ولم يوضح ترامب طبيعة تلك «العواقب الوخيمة» أو «الثمن الباهظ» الذي سيتكبده ماسك حالما تحدى الرئيس وحزبه، لكنه أشار إلى أنه لم يفكر في إلغاء عقود ماسك الفيدرالية وإنهاء عقود الحكومة الأمريكية مع شركة ستار لينك لخدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية أو شركة سبيس إكس لإطلاق الصواريخ التابعتين لماسك، رغم أن بمقدوره ومن سلطته فعل ذلك. وردا على سؤال عما إذا كانت لديه أي رغبة في إصلاح العلاقات مع ماسك، قال ترامب إنه لا ينوي التحدث إليه، واصفًا ملياردير التكنولوجيا بأنه «لا يحترم» منصب الرئيس. وأشارت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، الأحد، إلى أن ترامب قدم في محادثاته خلال الأيام القليلة الماضية، مجموعة من الآراء بشأن ماسك، ووصفه في بعضها بالجنون، فيما أبدى في أخرى تعاطفه معه كما لو كان ماسك ابنًا متمردًا. وأوضحت الصحيفة أن ترامب أخبر مساعديه بأن ماسك فقد عقله بسبب المخدرات، بينما تمنى في أحيان أخرى له التوفيق، وكأنه يترك الباب مفتوحًا أمام إمكانية المصالحة، كما لوّح بإمكانية إلغاء العقود التي أبرمتها شركات ماسك مع الحكومة الفيدرالية. محاولات للتهدئة غير أن محاولات للتهدئة بين ترامب وماسك أجراها مقربون من الطرفين وراء الكواليس، وظهرت أولى بوادرها، مساء أمس السبت، إذ قام ماسك بحذف عدة منشورات على منصة أكس كان قد نشرها في سياق خلافه مع ترامب، شملت منشورات اتهامه للرئيس الأمريكي بالتورط في «ملفات إبستين»، المتهم بالتحرش بالأطفال، وكذلك منشور اقترح فيه عزل ترامب واستبداله بنائبه، جي دي فانس، وتهديده بإيقاف تشغيل مركبة «سبيس إكس دراجون» الفضائية فورًا، فيما لم يحذف المنشورات التي توضح موقفه ضد مشروع قانون سياسة ترامب، كما لم يحذف المنشور الذي قال فيه إن ترامب ما كان ليفوز في الانتخابات لولاه. واشتعل الخلاف بين ترامب وماسك بعد أن انتقد الملياردير الأمريكي ما وصفه ب«مشروع قانون الإنفاق الضخم المليء بالحماقات» المنظور أمام الكونجرس، ورغم أن مجلس النواب وافق على مشروع القانون بفارق ضئيل الشهر الماضي فإنه الآن مطروح على مجلس الشيوخ حيث يدرس الجمهوريون إجراء تعديلات، فيما أكد ترامب، مساء أمس الأول، ثقته بأن مشروع القانون سيتم إقراره بحلول عطلة يوم الاستقلال في الرابع من يوليو المقبل.