خبير ب"الصحة": ضعف رأس المال والأرباح السريعة أطاحا بصناعة الدواء فى مصر

أكد الدكتور سمير بانوب أستاذ وخبير التخطيط فى السياسة الصحية، أن%90 من المواد الأولية لتصنيع الأدوية نستوردها من الخارج وأغلب الصناعات تجميعية، مشيرًا إلى أن ذلك يرجع إلى أن التصنيع والمعادلة الأولية له تحتاج إلى رأس مال أعلى مما هو متوفر، ومصانع بمعدات أكثر تعقيدًا، إضافة إلى أن استثمارات الأدوية مكسبها بطىء وبعيد المدى بعد أربعة أو خمس سنوات على الأقل.
وأضاف سمير بانوب، فى تصريحات ل"اليوم السابع"، أن تصنيع الأدوية والاعتماد على التجميع والتعليب يحقق ربحًا سريعًا لصاحب المصنع، مشيرًا إلى أنه لمواجهة ذلك تحتاج مصر إلى وضع خطة طويلة المدى، ودعم من الدولة حال عدم توفير رأس مال قوى لديه الجرأة فى الاستثمار فى صناعة قوية دون استهداف ربح سريع بسيط، لافتًا أن مصر تحتاج إلى خطة قومية أكثر من كونها استثمار لشخص ضعيف الإمكانيات، وفى حاجة إلى مكاسب سريعة.
ووصف وخبير التخطيط فى السياسة الصحية، منظومة الدواء فى مصر ب"المخزية" ولا تتعدى التعليب والتوزيع وبعض المنتجات البسيطة، بالإضافة إلى وجود قصور فى تطبيق المعايير العالمية فى التصنيع والتسويق، بخلاف الأدوية المهربة والمصنعة فى "بير السلم"، مشددًا على ضرورة تطبيق الصيدلة الإكلينيكية، وإنشاء هيئة عليا للدواء والغذاء تتبع رئاسة الجمهورية وهيئة أخرى للعمالة والموارد البشرية.
وأشار إلى أن الأمر يحتاج إلى عملية إحلال للدخول من الصناعات الخفيفة إلى نظيرتها الثقيلة، موضحًا أن الاستيراد ليس دائمًا يكلف صاحبه مبالغ هائلة، وإنما كمية المادة الخام المستوردة ومساحة وأساليب التسويق تتحكم فى الأسعار، مما يسمح للمستورد نفسه اختيار الأنسب إليه، لتحقيق مكاسب مرتفعة.