لم تتمكن فلسطين من إقرار مشروع بتحديد سقف زمنى لإقامة دولتها وإنهاء الاحتلال الصهيونى الغاشم، ليس لأنها أخفقت فى تقديم الأوراق لمجلس الأمن أو «العصابة العالمية ذو الزعامة الغربية»، ولكن الولاياتالمتحدةالأمريكية استخدمت إرهابها وأشارت ب«الفيتو»، لتفرض على العالم ما تشاء وترتكب من الجرائم ما تشاء. وزعمت أمريكا أن المشروع الفلسطينى سيزيد من المواجهات، ولن يعمل على التوصل إلى حلول وسط بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، فقط لأنها تريد أن تظل المنطقة مشتعلة لتبقى على صفيح ساخن، وسماع «شكراً جزيلاً أمريكا»، من أفواه اليهود وأبناء ابنتها المدللة « إسرائيل ». أمريكا التى خلقت الإرهاب وصنعت تنظيماته، هى من تدعى رعاية الديمقراطية فى العالم، ولكن الحقيقة مختلفة تماماً، فلن نجد كارثة حدثت فى أى بقعة من الأرض إلا كانت من خلفها، "بلاد العم سام" التى نشأت على دماء الهنود الحمر وجثث المستعبدين من أبناء البشرة السمراء، الذين تم حشرهم فى السفن واصطيادهم من السواحل الإفريقية إلى البلاد الجديدة لخدمة «رعاة البقر». اليوم أمريكا تحارب بعض الدول بتهمة إمتلاك الأسلحة النووية، فهى من دمرت العراق وغزت البلاد، وقتلت الأفغان بسبب تلك الحجة، ويتمت الأطفال ورملت النساء وشردت الشيوخ، بعد أن أصُيبت ب « الزهايمر» ونست أنها سبقت البشرية فى استعمال أسلحة الدمار الشامل، بل لم يستخدمه غيرهم حتى الآن فأسقطوا قنبلتين نوويتين فوق مدينتى «هيروشيما وناجازاكى» فى اليابان، وقتلت ما يصل إلى 220 ألف شخص فى نهاية عام 1945، وتركت التسمم الإشعاعى. وهناك فى أقصى جنوب شرق كوبا، يقع معتقل « جوانتانمو »، أو بتعبير دقيق « السلطة المطلقة لأمريكا خارج حدودها »، وبتعبير أدق « همجية هذا العصر»، هنا يتحكم الامريكيان فى الانسان، يتلذذون بشتى انواع التعذيب مثل، « الغرق والموت، خفض الحرارة، الإجبار على عدم النوم، العزل، الاعتداءات الجنسية، تعميق الإصابات، الإذلال والمشى عراة، الشرجية، استخدام الحشرات»، وغير ذلك كثير، تنمحى القيم الإنسانية وتنعدم الأخلاق، واذا تصورتم فى حالة الافراج عن المعتقل يتم ارساله إلى منفى خارج الحدود ليتم اعادة توطينه فى بلادً غير بلاده وارض ليست ارضه، فمنذ ايام قليلة ارسل « البنتاجون » 5 سجناء ( 3 يمنيين وتونسيين) إلى كازاخستان للاستقرار هناك.. هل هذا إفراج أم نفى ؟! نأتى إلى مصر التى طالها الإرهاب الأمريكى، أكثر من مرة أهمها عام 1999، حيث تردد أنها كانت وراء حادث مقتل 217 شخصاً، كانوا على متن طائرة "بوينج" تابعة لشركة مصر للطيران، من بينهم 33 شخص عسكرى و3 خبراء فى الذرة، بالاضافة إلى 7 خبراء فى مجال النفط. نرجو من السادة القائمين على الحرية والديمقراطية، نقل " تمثال الحرية " إلى مكاناً آمن تمثل فيه الديمقراطية الحقيقية خير من تركه فى أمريكا، التى صدرت الإرهاب للعالم.