كثيرا ما نسمع أن صوتك أمانة للإشارة إلى أهمية صوتك الانتخابى الذى يتوجب عليك الاهتمام بالبحث والتدقيق فيمن سوف يحصل على صوتك باعتباره أمانة سوف تحاسب عليه يوم القيامة. ولكنى أظن وفى هذه المرحلة الصعبة من عمر الدولة المصرية التى مرت فى الآونة الأخيرة بما لم تمر به عبر عمرها الضارب فى أعماق التاريخ، والتى استوجبت أن نتجاوز هذه اللغة وتلكم العبارة المحذرة والناصحة إلى أن يفوقها إلى أن صوتك لم يعد فقط أمانة بل تعداها إلى أن صوتك مشاركة فى أحد المسارين اللذين قد تسلكهما الدولة، إما مسار البناء أو المسار العكسى، وهو مسار الهدم والذى للأسف ليس منا ولا من وطننا ببعيد. فصوتك طوبة فى جدار التنمية المنشودة لوطنك إن أحسنت الاختيار فالمساهمة فى البناء ليست فقط التى تعتمد على ساعد الإنسان بل تتعداه أيضًا إلى المشاركة بالصوت فى حسن الاختيار فالنائب الجيد، الذى سوف تختاره هو فقط من يملك توصيل صوتك وتنفيذ رغبتك وعرض رؤيتك ومناقشة وسائل حل همومك ومشاكلك وأناتك وكيفية توفير مستقبل مطمئن لأبنائك لأنه هو فقط من يملك ذلك باعتباره ممثلا عنك، وعن دائرتك بل عن الشعب كله لذلك قد يصل التنويه هنا إلى الرجاء، وأن استحلفكم بالله أن تتوخوا الحذر فيما تختارون، وأن تعتمدوا لهذا الاختيار معايير لا علاقة لها بما كنا نختار على أساسها فى الماضى، فكفانا ما أوصلتنا إليه هذه المعايير، ولتكن معاييرنا هذه المرة مختلفة ومتفردة باختلاف المرحلة الراهنة وتفردها هذه المعايير ليس من بينها القبلية أو الرشاوى بأنواعها أو أى عصبيات عائلية أو مكانية أو لصداقة أو خدمة شخصية سابقة غيرها. لنعتمد لنا هذه المرة معايير نختار بناء عليها وأولها هى الكفاءة ونحن نختار عضوا أو نائبا عن الوطن وليس عن الدائرة الضيقة فهذا المجلس القادم ليس مجلس دوائر، بل مجلس أمة مجلس كينونة للدولة المصرية بأكملها. والكفاءة هنا تتلخص فى قدرة الفرد على قراءة الحاضر واستقراء المستقبل ليعمل من الحاضر للمستقبل برؤية ثاقبة وبأفكار من خارج الصندوق، كما يقولون لأن الشعب قرر أن يكون ولابد لنائبه أن يكون على نفس المستوى وإلا فلن يكون ومعه ستعود الدولة إلى الوراء مرة ثانية وسيضيع من عمر الزمن، الذى احتسبه من عمرها سنوات وسنوات، سوف لا يسامحنا عليها أبناؤنا من الأجيال القادمة استحلفكم بالله أن تفيقوا يا مصريين هذه المرة اختاروا الصالح والكفء حتى لو مختلفين معه حتى لو لم يكن على هوانا حتى لو لم يكن من قبيلتنا ولا من شيعتنا ولا من بلدتنا ولا من قريتنا ولا من عصبيتنا ولكنه أكيد مصرى فلنختر المصرى ولتحيا دوما مصر