فى أى زمان نتكلم ونتناقش، إنها دوامة الحياة تعلوها المشاهد الدرامية التى قد تكون مضحكة وفى آن آخر تكون مبكية، ولكن النتيجة واحدة إنها تمضى.. وتمضى معها الأجسام وتتحلل أنها الحقيقة التى قد تغيب عن بعض البشر دون وعى لحقيقة الحياة، ساعات تفصلنا عن عام يمضى وعام نستقبله وفى نفس الوقت تتناحر الكلمات والجمل فتارة نلعن وتارة أخرى نمدح، لكن ما لا يدركه الإنسان أن العيب ليس للزمان ولكن العيب فينا نحن أبناء البشر، نتغير دومًا ونريد من عام مُقبل أن يكون الأفضل، وفى نفس الجمل نتشاجر ونتخاصم فيما بيننا حتى وصل بنا الحال أن ننكر حتى تهنئة فصيل من الشعب حتى أصبحنا لا نعيش إلا من خلال دار الإفتاء.. فأين نحن من الإنسانية؟ هل تهنئتنا لأخوة لنا فى الوطن أصبحت الآن منكرة ومُحرمة؟ هل أصبحنا ملائكه نتحرى الحلال عن الحرام؟ هل نحن أرباب من دون الله نحكم فى الأرض؟ هل الجنة والنار ملك لنا ؟ كلنا متهمون فى قفص الاتهام والقاضى هو الملك الجبار.. يحكم بيننا ولا يكون هناك محام يدافع عنك وعنى وعن البشر ولكن المدافع هو اللسان والجوارح. أفيقوا يرحمكم الله.. كيف لرب خلقنا من نفس واحدة وجعل بيننا الرحمة لنتراحم فيما بيننا دون المساس بعقيدتنا وعقائد الآخرين يعذبنا لأننا ننشر السلام والمحبة بيننا؟.. أفيقوا يرحمكم الله.. الإسلام جاء دين ليعلمنا كيف نعيش ونتعايش لأن الدين المعاملة.. فلماذا يخرج علينا من يتحدث عن الدين وكأنه أصبح ربًا يشرع ويحكم دون أن يعى أنه نطفة خلقت وسيكون تراب يبعث منه فى يوم تتدنى فيه الشمس من الرءوس أين المعاملة التى ترضى الله ورسوله؟ أين أنت من رسول الله الذى سُئل عن اليهودى وزاره عندما انقطع عن رمى القازورات أمام بابه الشريف؟ ألم يقل رسول الله: «إنكم ستفتحون أرضًا يذكر فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيرًا، فإن لهم ذمة ورحمًا". أين نحن الآن من هذا الحديث؟ ماذا تفسر بالرحمة والذمة؟ أنا لستُ رجل دين لكى أوضح ما يعبر عنه الدين ولكنى أريد أن أحكم العقل بما يرضى الله ورسوله... ألم يقل الله عز وجل فى كتابه «لاَ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِى الدِينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوَهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ».. ماذا تفسر تبروهم وتقسطوا إليهم ؟ جاء الله برحمة للعالمين ليخرج الأمة من الضلال والتشكيك إلى النور والعبادة الخالصة له. خلقنا الله وجعلنا شعوبًا لنتعارف ونتزاور ونتحاور ونتشاور وليس لنحارب ونقتل ونكفر بدون وجه حق، ما يريد الله منا ذلك ولكن يريد أن يعم السلام والمحبة فى الأرض لكل مُعتقد اعتقاده ودينه ولكن يوجد الخالق الذى شرع وحكم وسيحكم بيننا، المعاملة الحسنة هى الدين فكيف تؤمن وتصلى وتؤدى الأركان على الوجه الأكمل وفى نفس الوقت تتهكم وتتشاجر وتكفر، هل سيقبل الله منك أعمالك وأنت تحيطها بالمعاملة السيئة؟ أنت أيها الشيخ ترجمة لدينك فكن على قدر المسئولية وكن رحيمًا لتعم المحبة بالعالم .. وها قد صدرت الفتوى بأن تهنئة الأقباط بأعياد الميلاد ليس محرمة، فهل لك منها نصيب أم تعاديها .. ابدأوا العام الجديد بالمحبة ونشر السلام والأمان بيننا وانشر رحمة دينك على الجميع ليعكس محبته فى قلوب البشر.