يعشق الظهور أمام الكاميرات التليفزيونية والصحفية.. مرتديا الكرافت الشيك.. وممسكا بالسيجار الكوبى فى يده اليمنى.. ويتحدث بلسان المليونيرات. رجل الأعمال يحيى الكومى كان فطنا إلى أن أكثر المجالات التى ستدفع به إلى تحقيق حلمه بالنجومية والشهرة من خلال التواجد داخل استديوهات القنوات الفضائية هو كرة القدم.. فسخر المال تحت أقدام لاعبى النادى الإسماعيلى ليشترى النجومية فى صفقة مدهشة، يقدم المال للاعبين فى مقابل الوقوف أمام كاميرات القنوات الفضائية، وعدسات مصورى الصحف بمختلف اتجاهاتها. وعندما غادر مقعد رئاسة قلعة الدراويش، غادرته أيضا الأضواء والشهرة، فأصيب الرجل باكتئاب شديد، وحاول جاهدا البحث عن وسيلة تعيد له بريق الشهرة، فرشح نفسه رئيسا لنادى الشمس، إلا أنه رسب رسوبا مدويا. ونظرا لعشقه للأضواء حتى الثمالة، ظل الرجل يبحث عن بارقة أو شعاع كخيط أصيل نحو دوائر الأضواء، وكانت البارقة متمثلة فى سيدة الأعمال الخليجية خلود العنزى طليقة الأمير الوليد بن طلال، وفجأة عادت الكاميرات التليفزيونية وعدسات مصورى الصحف تلاحق الكومى من جديد، ولكن عبر أروقة أقسام الشرطة، ودهاليز النيابة وهى النقلة النوعية فى نجومية الكومى، والتى انتقلت به من ملاعب كرة القدم إلى المحاكم، واستمرت أضواء الأقسام ومبانى النيابات تلاحقه منذ ديسمبر وحتى أواخر يناير الماضى، يتم استدعاؤه تارة للتحقيق معه، وتارة أخرى لسماع أقواله، والتى كانت جميعها تسير فى اتجاه واحد، هو اتهام الكومى للأميرة الخليجية خلود العنزى بالنصب عليه والاستيلاء على 70 مليون جنيه، ولكن فى نهاية المطاف تبين أن الكومى قد منح السيدة الخليجية كل هذه الملايين فى مقابل قبولها به زوجا عرفيا، ثم اختلفت معه فظهرت الملايين المهداة لها، ومازال الملف مفتوحا، ومحكمة جنح قصر النيل ستنظر يوم غدا الأربعاء الدعوى المقامة من الأميرة السعودية ضد الكومى، تتهمه فيها بسبها وقذفها، مطالبة فى دعواها بمبلغ 10 ملايين جنيه، عما أصابها من أضرار معنوية ومادية. ويبدو أن الطريق إلى النيابة أصبح قدر الكومى، فاسمه أصبح من الأسماء «العنكبوتية»، الممتد والمتوغل والمتشعب فى كل الملفات من قضايا أراض وإسكان وأندية، مرورا بالبترول، انتهاء بملف قضيه وزير الإسكان السابق الدكتور محمد إبراهيم سليمان، فالكومى قبل أن يفيق من حفظ بلاغاته ضد العنزى، وجد نفسه مطلوبا فى نيابه الأموال العامة للتحقيق معه فى قضيه البلاغات المقدمة من نواب البرلمان ضد وزير الإسكان السابق الدكتور محمد إبراهيم سليمان، حيث ورد اسم الكومى فى ملفات التحقيق أمام نيابة الأموال العامة العليا، وتم استدعاؤه والتحقيق معه وقررت النيابة إخلاء سبيله مؤقتا لحين اكتمال التحقيق مع جميع الأطراف. الكومى يظل لغزا كبيرا فى عالم المال والشهرة فى مصر، فالرجل هبط بالبراشوت فجأة على الوسطين المالى والرياضى، ولا يُعرف من أين جاء بأمواله الطائلة، وما هو المجال الذى فتح أمامه أبواب مغارة على بابا، ليغرف منها الياقوت والمرجان، وينفق الكثير منها تحت أقدام سيدة خليجية، وينفق أيضا ما يقرب من 11 مليون جنيه - حسبما أكد فى تصريحاته العديدة - تحت أقدام لاعبى النادى الإسماعيلى.