كاتبة يهودية تدعو المثقفين المصريين للتطبيع مع إسرائيل

دعت الكاتبة اليهودية "لوسيت لنيادو" المثقفين المصريين إلى التطبيع مع إسرائيل، وأشارت إلى رفضها موقفهم المناهض للتطبيع، وقالت "من المفترض أن يكون للكتاب والشعراء موقفا مغايرا، فهم أكثر الناس إحساسا ويكتبون عن الحب والخير والجمال والإنسانية، وتساءلت "كيف يكون لهم مثل هذا الموقف؟"
جاء ذلك ردا على سؤال اليوم السابع حول موقفها من التطبيع الثقافى مع إسرائيل، كما رفضت "لوتيانو" إيضاح موقفها من الحركة الصهيونية، وأكدت ألا علاقة لها بالمسائل السياسية، وقالت "لقد كتبت كتابا يعنى بالحب والذكريات الجميلة، ولا علاقة لى بالسياسة" رافضة الإدلاء بأى تصريح عن موقفها السياسى من حكومة إسرائيل اليمينية أو الشعب الفلسطينى.
جاء ذلك خلال حفل التوقيع الذى عقدته مكتبة ديوان فرع الزمالك بمناسبة صدور الطبعة العربية من كتابها "الرجل ذو البدلة البيضاء الشارك سكين.. وقائع خروج أسرة يهودية من القاهرة" الذى صدر عن دار الطنانى للنشر، وشهد الحفل حضورا كبيرا من اليهود المصريين الذين حرصوا على توقيع كتبهم من "لنيادو"، والتقاط الصور التذكارية معها، بالإضافة إلى بعض الأجانب المقيمين فى القاهرة، ومن بينهم يهود أيضا، حيث كانت "لنيادو" تسأل كل قارئ عن اسمه وهويته قبل أن توقع له نسخته.
وتحدثت فى بداية الندوة عن ذكرياتها بالقاهرة، وقالت "غادرت القاهرة مع أهلى فى ربيع عام 1963 وهاجرنا إلى إسرائيل، وكانت القاهرة وقتها مختلفة تماما عما نراها حاليا، فقد كانت أقل سكانا وأكثر هدوءا من الآن، وأتذكر حتى الآن كيف كان أبى يردد وهو يصرخ على ظهر المركب التى أبحرت من الإسكندرية مرددا بالعامية المصرية "رجعونا مصر.. رجعونا مصر".
وتضيف"عندما هاجرت إلى إسرائيل مع جدتى "إلكسندرا" لم نكن نشعر بالسعادة كما كان حالنا فى مصر، فالمجتمع اليهودى رغم أنه مجتمع متعدد الهويات إلا أنه كان ذا طبيعة أوروبية على العكس من المجتمع المصرى الشرق أوسطى الذى يغلب فيه العاطفة والتراحم على كل شىء.
وأكدت أنها زارت البيت الذى كانت تسكن فيه بشارع عدلى، وأضافت "طرقت الباب فوجدت أسرة مصرية تقطن مكاننا، عرفتهم بنفسى ورحبوا بى، وطلبت منهم أن التقطت صورة فى الشرفة، وهى الصورة التى وضعت على غلاف الطبعة العربية".
وعن معبد بن ميمون قالت "عندما رأيته تذكرت طفولتى، وكيف كانت والدتى تأخذنى للمعبد وتهددنى إن لم أنفذ أوامر الحاخام سيعطينى الطبيب "حقنة"، وعبرت عن أسفها من منع المصريين من زيارة المعبد".
وأكدت أنها تقتنع بالمصطلح "معاداة السامية" ولا تقتنع أن الشعب المصرى الذى يتمتع بقدر كبير من الطيبة يفعل ذلك، وأشارت إلى أنها لا تتذكر ما إذا كانت عائلتها تبرعت للوكالة الصهيونية أو لصالح إنشاء دولة إسرائيل أم لا، وقالت "لقد كان عمرى وقتها ستة أعوام ولا أستطيع أن أتذكر".