عندما قررت إنهاء حياة العزوبية والبحث عن شريكة للحياة للزواج، حاولت بقدر الإمكان تجنب أخطاء أصدقائى ممن سبقونى بالزواج، فعندما كنت أتحدث مع أصدقائى المتزوجين أجمعوا جميعهم على أن حماتك هى مفتاح سر سعادتك مع زوجتك. فحكى لى صديقى أنه عندما قرر الزواج أخطأ أخطاء بالجملة، كان أولها أنه أختار زوجة من زميلاته فى العمل، وبعد الزواج رأى أنها كابسة على نفسه فى البيت وفى الشغل، كما أنه لم يكن يعلم شيئا عن الموعد الأسبوعى للقاء عائلة زوجته فى منزل حماته، فهو مجبر أن يخرج من عمله مسرعا مع زوجته ويتجه إلى مدرسة أولاده ليصطحبهم إلى منزل حماته، حتى يستمتع بلقاء أصهاره. فيحكى لى عن أنه يجب عليه أن يحتمل أخو زوجته ونكاته السخيفة، كما أنه يجب أن يحتمل ما تقدمه حماته من طعام حتى وإن لم يكن يطيقه، وألا سوف يقابل (بلوية بوز) من زوجته تعكر عليه حياته لمدة أسبوع حتى يقابل حماته فى الأسبوع المقبل ويصلح ما أفسده. ويحكى لى صديق آخر عن حماته التى أتت لتعتنى بزوجته بعد مولودها الأول، وما عانه من مشاكل طيلة أربعين يوما هى مدة استضافة حماته عندهم، فهى سيدة لا يعجبها شيئا من شراء فاكهة أو لحوم أو فراخ، فدائما ما تنتقدنى لعدم إجادتى لشراء هذه الأشياء. وبعد أن استمعت لمشاكلهم مع حمواتهم، حاولت بقدر الإمكان أن أتجنب أخطاءهم فقررت ألا أتزوج زميلة لى فى العمل، وعندما أختار فتاة لا يكون لها أخوة ذكور، وكنت أتمنى ألا يكون لى حماة، ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه. فقد وجدت فتاة لا أخوة ذكور لها ولم تكن زميلة لى فى العمل ولكن سوف يكون لى حماة، فاستخرت الله وتزوجتها ولكن بعد سنة من الزواج أنهار منزل حماتى، ولأن زوجتى هى وحيدتها فقد انتقلت للإقامه معنا، ولك أن ترى ما أعانيه من مشاكل ولكن يجب أن أكتم غيظى وإلا ساجد (لوية البوز) الذى حدثنى صديقى عليها. ومع مرور الأيام تعودت عليها حتى هذا اليوم الذى رزقنا الله فيه بطفلنا الأول، فاصطحبت زوجتى وذهبت بها إلى المستشفى، ولم أرد إيقاظ حماتى حتى لا أزعجها، وبعد أن وصلت إلى المستشفى أعلمتنى إحدى الممرضات بأنه يجب أن تأتى سيدة لتساعدها، فتركت زوجتى وعدت إلى البيت لاصطحب حماتى، وما إن دخلت إلى البيت لإيقاظ حماتى، حتى وجدتها مستيقظة. فبادرتنى بالسؤال نزلتوا روحتوا فين وسايبينى لوحدى فرددت أبدا يا حماتى وصلت بنتك المستشفى وراجع علشان أخدك، وكنت هاتخلى بنتى تولد من غير ما أكون معها، ما أنا جاى علشان أخدك، سكتت وذهبت لتبدل ملابسها، وذهبنا للتوجه للمترو لاستقلاله، وفى الطريق كنت أحدث نفسى لا أتذكر بأنى خرجت أنا وحماتى بمفردنا فزوجتى كانت دائما معى. ودخلنا المترو وجلسنا أنا وهى بجوار بعضنا، فوجدتها توجه لى الكلام بقى كده ما كنتش عايزنى أقف جنب بنتى فى أول ولادة لها، أبدا يا حماتى أنا ما كنتش عايز أتعبك، فترد وأنا لو ماتعبتش لبنتى هاتعب لمين، وبعدين ما أنا تعبانة معاك مستخسر تغير لى الأوضة بتاعة النوم أو حتى تغير دهانها، يا حماتى أنا لسه على أقساط من ساعة الجواز وأول ما أخلصها أول حاجة هاعملها أغير لك الأوضة وأدهنها، فترد موت يا حمار، فابتلع إهانتها وأحدث نفسى أنا حمار يعنى الواحد لو شالها ورماها من شباك المترو مش يبقى حلال. فتصمت قليلا ثم تعاود الكلام مش كفايه مشحططنى فى المواصلات مش عارف تجيب حتة عربية حتى ولو نص عمر، معلش يا حماتى ادعى لنا أنت ربنا يوسع رزقنا ونجيب عربية، فترد ربنا بيقول اسعى يا عبد إنما أنت يادوب تروح الشغل وترجع تعقد على القهوة، أمال أنتى عايزانى أعمل إيه، شوف الناس اللى حواليك بتشتغل شغلانه واتنين، ما أنا بدور على شغلانة تانية مش لاقى، فترد بدور فين أنا عمرى ما شفتك بتروح حتة، ما أنا بروح بس مش لازم كل مشوار أروحه أحكى لك عليه، هو أنت بتحكى لى على حاجة ولا بتحكى لبنتى على حاجة يا عينى على حظك يا بنتى، أبتلع الإهانة للمرة الثانية وأصمت وأحدث نفسى مش عارف ماله حظ بنتك أهى متجوزة وليها شقة. بدل ما كان زمانها فى الشارع فى إحدى خيم الإيواء، وقبل أن أرد أجد نفسى قد وصلت إلى محطتنا فادعوها للنزول قبل أن أرميها تحت عجلات المترو.