"عفت سامى".. أول سيدة عربية تحصل على شارة التحكيم الدولية ل"الاسنوكر"

بهدوء تضبط رابطة عنق أنيقة فوق بذلة مهندمة قبل أن تمسك شارتها بفخر وتثبتها، ترتدى جوانتى أبيض لتبدأ فى رص الكرات فى بطولة العالم للبلياردو"الاسنوكر" وتكتب اسمها بوضوح كأول سيدة مصرية وعربية وأفريقية تحصل على شارة التحكيم الدولية فى رياضة الاسنوكر.
عفت سامى أول سيدة عربية وأفريقية تحصل على شارة تحكيم الاسنوكر الدولية
هذه كانت عفت سامى، فى بطولة العالم الأخيرة للبلياردو الاسنوكر، المصرية التى فتحت بيديها بوابة عالم لم تدخله أى سيدة مصرية أو عربية من قبل، حول طاولة البلياردو قضت أكثر من عشر سنوات فى تمرينات متواصلة لتصبح لاعبة دولية ترفع اسم مصر فى رياضة لم تأخذ حقها فى أم الدنيا ولكن مع اللحظة الحاسمة وجدت التحكيم يسرقها من اللعب ويأخذها إلى عالمه لتبدأ رحلة الحصول على أول شارة دولية لسيدة.
أثناء أحد المباريات
تقول "عفت" لليوم السابع: يعتقد الكثيرون أن تحكيم البلياردو مجرد ضبط لأماكن الكرات وبعض القوانين البسيطة، لكن الواقع على عكس ذلك تماما، فالبلياردو وتحديدا نوع الاسنوكر به عشرات القوانين، وحركة الحكم فيه محسوبة بكل دقة وقرارته كذلك، ويحتاج لدراسة جادة وتمرين لساعات طويلة حتى يعتاد الحكم على كل المواقف ويتمكن من إدارة المباريات بكل دقة.
عفت أثناء إحدى البطولات
وتشرح اللعبة وتقول: البلياردو الإنجليزى، هو أحد أشهر أنواع "البلياردو"فى العالم، ويعتمد على طاولات واسعة مقارنة بباقى أنواع البلياردو، وطاولته لها جيوب إنجليزية ذات مواصفات خاصة، وعليها اثنتان وعشرون كرة بألوان مختلفة منهم 15 كرة حمراء، وكرة صفراء، وأخرى خضراء، وبنية، وزرقاء، وزهرية، وسوداء، إضافة إلى البيضاء التى يلعب بها اللاعب، وكل كرة لها رقم خاص سواء فى حال وضعها فى الجيب الخاص بها أو فى حال ارتكاب خطأ أثناء اللعب عليها، ويكسب فى نهاية كل مباراة الفريق الذى يسجل أعلى عدد من النقاط.
السيدة المصرية بتيشيرت المنتخب
وشاركت عفت سامى فى تحكيم نهائيات بطولة العالم الأخيرة حيث تم اختيارها ضمن أربع حكام فقط من أفريقيا، تقول: فى الحكام مفيش حاجة اسمها سيدات ورجال، أفريقيا كان لديها 4 أماكن بس سواء نساء أو رجال والحمد لله كنت أنا السيدة الوحيدة اللى تم اختيارها وتفضيلها على كتير حتى من الرجال الحكام.
أثناء إحدى المباريات
على عكس ما يعتقده الكثيرون تحكى عفت الشهيرة ب"علياء" أن رياضة البلياردو هى رياضة "أخلاق" قبل أى شىء، فاللاعب يجب أن يلتزم فيها بأخلاقيات قبل المهارة، ويجب أن يحترم منافسه ويقدم له التحية، وتؤكد أن اللعبة تحتاج لمزيد من الاهتمام فى المجتمع المصرى على أساس كونها رياضة وليست مجرد لعبة ترفيهية.
وعن أهمية اللعب تقول: يكفى أن خلال كأس العالم قبل الأخير الذى أقيم فى شرم الشيخ تمكن من أن يجعل دول مثل فرنسا وبريطانيا ترفع اسم مصر من الدول المحظور السفر لها وذلك بعد عودة بعثة البلياردو التى كانت تمثل فرنسا وبريطانيا إلى بلادهم بيوم واحد، وفى العديد من دول العالم يتم التسويق للعبة بشكل جيد وتدر دخل كبير على البلد من الرعاة الذين يقبلون على رعاية البطولات وحقوق البث.