نشرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية تقريرا عن لعبة التجسس الحامية بين روسيا والغرب فيما يشبه الأوضاع التى كانت سائدة فى الحرب الباردة، وقالت إن هناك لعبة تجسس تجرى الآن فى أوروبا، وتكثف أجهزة المخابرات فى كل مكان من ألعابها مع اهتمام الوكالات الغربية بشكل خاص على جمع البيانات فيما يعرف باسم "التطفل". إلا أن الصحيفة تقول إن جهود الغرب، تتضاءل فى أهميتها مقارنة بما تفعله روسيا. فقد ذكر مكتب حماية الدستور بألمانيا أمثلة متزايدة على التجسس الروسى، وقال متحدث باس وكالة الاستخبارات فى السويد، إن روسيا زادت من أنشطة وكالاتها الاستخباراتية فى البلاد منذ بداية الأزمة فى أوكرانيا. بينما يقدر مسئول استخباراتى أوروبى رفيع المستوى أن موظفى وكالة الاستخبارات يمثلون الآن حوالى ثلث الدبلوماسيين الروس. وتؤكد نيوزويك أن التجسس لم يتوقف نهائيا عقب الحرب الباردة، ففى الشهر الماضى تم إطلاق سراح هيدران أنشلاج، الجاسوسة الروسية التى وصلت إلى ألمانيا مع زوجها عام 1988 بعدما قضت حكما بالسجن لمدة عام، وقد قام الزوجان بالتجسس على ألمانيا لأكثر من 20 عاما، حتى تم ضبطهما قبل عامين. بل إن روسيا نجحت فى إعادة تقديم الأسلوب السوفيتى القديم الذى يعرف باسم "عمليات النفوذ". ويقول بيوتر زاكوسكى، الخبير الأمنى بمعهد الدراسات الشرقية فى وارسوا إن هدف الروس حاليا هو الحديث الخافت عن الأنشطة الغربية فى أوكرانيا والحث على ضرورة إلغاء العقوبات الاقتصادية. إلا أن هذا مجرد جزء من هدف اسراتيجى أكبر، وهو إقناع الغرب بالاعتراف بحق روسيا فى تشكيل الموقف السياسى فى دول الاتحاد السوفيتى السابق. فخلال الأزمات، تكثف كل أجهزة الاستخبارات بالتأكيد جهودها، إلا أن الروس بدأوا فى فعل هذا على نطاق صناعى.