فى كل مجلس، فى كل موقف، فى أنحاء مصر كلها لا حديث إلا عن حكم محاكمة القرن وبراءة الرئيس السابق مبارك، فإننى سوف اتخذ لى مكانًا آخر، للحديث عن شىء مختلف، فأنا وغالبية الشعب المصرى يشغلنا حال الناس وما أصابهم من توترات عصبية بسبب سوء الأحوال المرورية فى الشارع المصرى، وتركه على ما عليه هو من أدوات اللهو بالعقول، ولذا فجانب من حديثى سيركز على هذه القضية السلبية وجانب آخر من حديثى سيركز على ملامح من الجوانب المضيئة فليس كل ما فى مصر خانة من السلبيات. لابد من كلمة طيبة لتطبيق جوانب من قانون المرور الجديد وأيضًا لوضع الكاميرات على الدائرى كل 750 مترا ووضع الحد الأقصى للسرعة 90 كيلو، ومخالفة وحبس المتعاطين ومخالفة من يخالف القانون، ولكن ما زالت هناك ثغرات كبيرة فى التطبيق فيما يتعلق بالاتجاه العكسى والصف الثانى والثالث والرابع والخامس إضافة إلى عدم تطبيق قانون الحارات حتى الآن. من البديهى إذا كانت الدولة ستطبق قانونا للمرور فلابد من أن تطبق المعايير العالمية والدولية وهى أن الحارات حوائط وليست مجرد خطأ أبيض يمكن المرور منه إلى الحارة المجاورة، وهنا أطالب الحكومة بأن تطبق قانون الحارات العالمى وتخصص الحارة الأولى يمين للمينى باص والأتوبيس والتاكسى، ويتم على أيمن هذه الحارة وضع المواقف لهذه الناقلات ولا يسمح بالتوقف العشوائى للميكروباص أو الأتوبيس ويمنع منعًا تامًا التوقف العشوائى للركن فوق الكبارى إلا فى مناطق المحددة لذلك، والحارة الثالثة والرابعة تخصص للملاكى للسرعتين البطيئة والسريعة، أما الحارة الثانية فتترك حرة للموتوسيكلات وغيرها. وهناك ضرورة ملحة لمنع الميكروباص من الاستيلاء على مواقف تحت الكبارى وفى الميادين الصغيرة وتخصيص مواقف محددة لهم، أرجو أن تقوم دوريات الشرطة بمراقبة هذه المواقف أسفل كوبرى الجيزة وأسفل كوبرى الدقى وعند ميادين نادى الصيد وغيرها. فى تناولى اليوم لقضية المرور أجد لزامًا على من طرح بعض النقاط فى موضوعات أخرى تبعث على الأمل لأن ليس كل ما نراه فى مصر هو المرور السىء وعدم تطبيق نظام الحارات الدولى فهناك علامات مضيئة لا يشعر بها المواطن والمواطنة لأنهما على سبيل المثال لا يستخدمان بعض من هذه الخدمات. وهنا أتحدث عن البريد المصرى، لقد قمت باستخدام بريد إحدى الشركات الدولية ووصل إلى المكان خارج مصر فى أسبوع ثم استخدمت البريد المصرى السريع لنفس المرسل إليه فوصل فى يومين. تحية كبيرة للبريد المصرى ولمكتب بريد نادى الجزيرة الذى ارسلت من عنده البريد السريع فى يوم من ايام الأثنين فوصل الأربعاء، ومن هذا المكتب حصلت على معلومة جديدة ومفيدة جيدا وهى أنه من خلال تقديم الرقم القومى لتحويل المال يظهر الاسم على شاشة الموظف والأجمل أن المرسل إليه يستطيع أن يتسلم المبلغ من أى مكتب بريد فى أى مكان بمصر، وأن دخول الحاسب الإلكترونى وتعميم العمل به قد أدى لهذه النتيجة الإيجابية والجميلة لعمل هيئة البريد المصرية. وليس ذلك فقط أود الحديث عنه ففى خضم ما نسمع عنه من أزمات أجد أجمل المشاهد فى مصر نهر النيل أمسى عليه كل ليله من نافذة شقتى، هو عشقى ومعشوقى، نيل مصر الجميل، وأطل عليه كل مساء لأنهى يومى وأتعجب بأننا نملك كل هذا الجمال وهذه النعمة وغيرهما بطبيعة الحال، ولا زلنا فى حالة أزمة وأزمات تتعدد فيها الانقسامات.