"لو عندك أى استفسار أو رسالة للبرادعى أرسلها لنا لنوصلها إليه" نموذج مكرر لرسائل عدة وصلتنى وتلقاها المئات مؤخرا.. أفراد يتحدثون بلسان البرادعى، مجموعات كانت تحج إلى بيته على الطريق الصحراوى بشكل شبه يومى يودعون أوراقهم ورسائلهم بين يدى أفراد الأمن الذين يحرسون منزله أو قصره أو قلعته وينتظرون وقلوبهم تتأرجح بين اليأس والرجاء ليعود فرد الأمن ومعه الكلمة التى قد تحيى صاحب المسألة بقبول اللقاء، وقد تميت فيه الأمل بالاعتذار أو الإرجاء ! على الفيس بوك يكتب المحظوظون عن لقائهم الساحر والتاريخى بمخلص مصر الذى كاد ينسى اللهجة المصرية من طول السفر وبعد المسافة وكثرة الترحال.. والأكثر حظا يقفون على أبوابه التى غلقت بينه وبين الناس يوزعون علينا الأمل باليد اليمنى واليأس فى يسراهم يكاد يقول خذونى.. ألا يدركون أن صنيعهم يباعد بين الناس وبين البرادعى بأكثر مما فعل صنائع السلطة وأتباع السلطان من تشهير بالرجل وطعن فى وطنيته. قرأت مرة أنه عندما تولى عمر بن عبد العزيز الخلافة فوجىء بمن يتبرعون بالقيام بدور الحجاب يحجبون بينه وبين الرعية فيتلقون الرسائل والمظالم ليعرضوها عليه –أو لايعرضوها– فما كان منه إلا أن نهرهم قائلا: - خلوا بينى وبين الناس. سيادة الرئيس المنتظر، إن الحاجب يحجب وما أكثر الحجاب حولك!!! وإن كانت هذه حالك وحالهم وأنت خارج السلطة ومازال بينك وبين العرش أميال وأجيال من القهر والظلم والخوف، فكيف تكون حالك لو توليت الحكم وانشغلت بالعرش وهتافات المؤيدين؟