حذرت إحدى المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان فى أمريكا من أن المنظمات ذات الأفكار الوطنية المتطرفة فى الولاياتالمتحدة شهدت تزايدا كبيرا خلال العام الأخير لاسيما بعد وصول أول رئيس أسود إلى البيت الأبيض، مايهدد الأمن الداخلى الأمريكى. وذكرت منظمة "ساوثرن بوفيرتى لوو سنتر" أن عدد المنظمات ذات التوجهات الوطنية المتطرفة فى أمريكا ارتفعت من 149 منظمة وجماعة فى عام 2008 إلى 512 عام 2009 من بينها 127 ميليشيا شبه عسكرية. ونقلت صحيفة "لوموند" الفرنسية عن بيان صادر عن هذه المنظمة التى أسست فى عام 1971 للدفاع عن الحقوق المدنية قولها "إن أفكار ومعتقدات المنظمات ذات التوجهات الوطنية المتطرفة التى تمارس نشاطها حاليا فى الولاياتالمتحدة تتباين ما بين الإيمان بالتفرقة العنصرية وكراهية اليهود والعرب والمسلمين والأسبان والأجانب بصفة عامة". وأضاف البيان أن بعض هذه المنظمات ترفض الأفكار الاشتراكية التى يعتقد أنها تسيطر على فكر الرئيس أوباما، وتمجد الفكر النازى فيما يعتنق بعضها كل هذه الأفكار مجتمعة ويعتنق البعض الآخر جانبا من هذه الأفكار أو واحدة منها. ولا تستبعد "ساوثرن بوفيرتى لوو سنتر" أن يكون العدد الحقيقى للمنظمات الوطنية المتطرفة فى أمريكا قد وصل إلى 950 منظمة وليس 512 منظمة فقط إذا أضيف إليها المنظمات الرافضة للنظام العالمى الجديد. وحذرت منظمة "ساوثرن بوفيرتى لوو سنتر" من أن هذه المنظمات نجحت فى استغلال حالة القلق التى تعترى المجتمع الامريكى بسبب المشاكل الاقتصادية الطاحنة والتغيير الذى يطرأ على التركيبة السكانية الأمريكية بسبب تزايد أعداد الملونين على حساب الأكثرية البيضاء بسبب موجات الهجرة وارتفاع معدلات النمو السكانى لدى الملونين لتعزيز أوضاعها وتقوية شوكتها فى المجتمع الأمريكى الأبيض. كما حذرت من أن وصول الرئيس أوباما للسلطة كأول رئيس أمريكى أسود يحكم أمريكا منذ تأسيسها على أيدى المهاجرين الأوروبيين أشعل الروح الوطنية المتطرفة خاصة بعد أن تزايدت الاتهامات له باعتناق الأفكار الاشتراكية تضامنا مع السود الذين يعانون من تدنى أوضاعهم الاجتماعية مقارنة بالبيض. وترى "ساوثرن بوفيرتى لوو سنتر" أن القلق على مستقبل أمريكا فى ظل الصعود الصاروخى لدول نامية مثل الصين والهند والبرازيل ساهم أيضا بقوة فى إيقاظ التيار الوطنى المتطرف بعد فترة ثبات أعقبت الاعتداءات التى شنتها المنظمات الوطنية اليمينية المتطرفة على مقر شركة "واكو" فى عام 1993 (86 قتيلا) والاعتداء على "أوكلاهوما سيتى" عام 1995 (168 قتيلا). ويأتى هذا التحذير الخطير فى الوقت الذى كشف فيه استطلاع للرأى العام نظمته كلا من صحيفة "وول ستريت جورنال" وقناة "إن بى سى نيوز" عن أن 60 فى المائة من الأمريكيين لديهم إحساس يصل إلى حد اليقين بأن الأمور لا تسير على ما يرام بشكل عام فى أمريكا وأن القادم أسوأ.