نرصد ظواهر استياء جمهور "القاهرة السينمائى" بالدورة ال36 من الكواليس

رغم الجهد المبذول من قبل الناقد الفنى سمير فريد، رئيس مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، وإدارة المهرجان، فى خروج الدورة ال36 بصورة تحاكى المهرجانات العالمية، وتشديده على ضرورة تفعيل عنصر التنظيم فى الحوار الأخير الذى أجراه مع «اليوم السابع» قبيل افتتاح المهرجان والذى قال فيه: «أوليت اهتمامى بعنصر التنظيم بالتحديد لكى يشبه مهرجان القاهرة المهرجانات الدولية، خاصة أن التنظيم لا يحتاج إلى أموال كثيرة لأننا مرتبطون بميزانية المهرجان المتقشفة»، فإن هناك ملاحظات وظواهر صاحبت حفل الافتتاح، ومنها سوء تنظيمه الذى أقيم بمحكى القلعة، حيث اقتحمت وسائل الإعلام والصحفيين والجمهور السجادة الحمراء المخصصة لمرور نجوم المهرجان دون اعتراض من قبل أفراد التنظيم، مما أدى إلى سقوط العديد من المراسلين نتيجة الازدحام الشديد والتدافع فيما بينهم.
ولم يكن التزاحم والسجادة الحمراء الظاهرة الوحيدة التى صاحبت حفل الافتتاح ولكن عاب البعض أيضا على إدارة المهرجان إقامة حفل الافتتاح بمسرح محكى القلعة، الأمر الذى دفع الكثيرين للرحيل مبكرا، نظرا للبرودة الشديدة، فضلا على اتساع المكان الذى كان سببا فى ضعف جودة الصوت فى نقل الحفل على الهواء مباشرة.
كما فوجئ جمهور المهرجان الذى تعرض أفلامه على 115 شاشة حسبما أكد سمير فريد، بوجود شباك تذاكر واحد فقط يخدم كل هذه الأفلام، الأمر الذى أدى إلى وجود تزاحم شديد على شباك التذاكر ووقوف الجمهور بالطوابير للحصول على التذاكر، ورغم أنه من المفترض أن يكون هذا المشهد إيجابيا لأنه يؤكد أن الإقبال الجماهيرى على عروض المهرجان كبير، فإن الأمر لم يكن كذلك من وجهة نظر الجمهور الذى يضيع الكثير من وقته للحصول على تذكرة الفيلم المنشود من شباك التذاكر، الذى يوجد به موظفان أو ثلاثة على أقصى تقدير، الأمر الذى يؤدى إلى بدء عرض الفيلم قبل حصوله على تذكرته، وبعد مرور عشر دقائق من عرض الفيلم وبعد أن يحصل المشاهد أخيرا على التذكرة، ويهدأ توتر التأخير ويقرر أن يحضر الفيلم الذى يريده رغم مرور ال10 دقائق الأولى من أحداث الفيلم يمنعه أفراد الأمن من الدخول، بعد بدء عرض الفيلم، ويرددون مقولة «النظام نظام».
ومن الأسباب الأخرى التى اعترض عليها البعض إقامة كل الندوات الخاصة بالأفلام المشاركة فى المسابقة الرسمية والمؤتمرات الصحفية لكبار نجوم وضيوف المهرجان فى مركز الإبداع فى قاعة متواضعة وضيقة هناك، وليس حجم القاعة هو المهم ولكن يعد مكان إقامة الندوة هو الأهم، حيث يضطر الضيف الذى يشاهد الفيلم فى المسرح الكبير إلى المرور ذهابا وإيابا من بوابات التفتيش الخاصة بدخول الأوبرا مرتين أو ثلاثة يوميا إذا أراد أن يحضر الندوتين الرئيسيتين لأفلام المسابقة الرسمية، ولا يعنى ذلك أنه لا يمر بنقاط تفتيش فرعية عند دخول المسرح الكبير أو الصغير أو عند دخول مركز الإبداع مرتين أو ثلاثا أيضا يوميا، ليكون خط سير الضيف «المرور من نقطة تفتيش الأوبرا الرئيسية ثم المرور من نقطة تفتيش المسرح الكبير وحضور الفيلم ثم الخروج من المسرح والسير 15 دقيقة على عجالة للوصول لنقطة تفتيش الإبداع والتزاحم لدخول قاعة الندوة ثم الخروج بعد انتهاء الندوة» ويتجدد الحال مع كل عرض جديد لفيلم يعقبه ندوة أو مؤتمر صحفى، ناهيك عن إقامة ندوات البرامج الموازية.
ومن الأمور التى لفتت نظر «اليوم السابع» فى الكواليس أيضا هو قلة النسخ المطبوعة لجدول المهرجان، حيث نفدت نسخ الجدول سريعا ولم يتمكن الكثيرون من الحصول عليها فضلا على عدم وجود مكان مخصص أو معرض لعرض الكتب التى أصدرها المهرجان للجمهور، ولكن اكتفت إدارة المهرجان بتسليم الكتب للصحفيين تسليم «أهالى» أى تسليم الكتب باليد من مقر المركز الصحفى.
وأخيرا قرار إدارة الأوبرا بغلق الباب الرئيسى لدخول الأوبرا لدواع أمنية، مما يضطر الضيوف إلى الالتفاف لمسافة طويلة حول الأوبرا للدخول من الأبواب الخلفية.
ورغم الانتقادات التى طالت حفل افتتاح المهرجان، فإن النجوم والمهتمين بصناعة السينما المصرية، أشادوا بإقامة الدورة ال36 فى ظل ظروف حالة «التقشف المادى» التى تعانى منها الدولة، وعلى رأسهم النجمة نادية لطفى وإلهام شاهين، وليلى علوى، ويسرا والمخرج الألمانى الشهير فولكر شلوندورف.