قالت صحيفة نيويورك تايمز إنه عندما يصل الرئيس باراك أوباما، إلى بكين، الأحد، لتجديد جهوده الرامية إلى إعادة تركيز السياسة الخارجية الأمريكية نحو آسيا، فإنه سوف يجد الرجل الذى طالما تسبب فى إحباط له، خلال الفترة الأخيرة، مشيرة إلى الرئيس الروسى فلاديمير بوتين. وتنقل تصريح أدلى به السفير الروسى فى واشنطن، الأسبوع الماضى، قائلا: "أنتم تسعون للوصول إلى آسيا، لكننا هناك بالفعل". وتقول الصحيفة إن أوباما يعود إلى آسيا، ليجد روسيا زادت تقربا من الصين، مما يمثل تحديا عميقا للولايات المتحدة وأوروبا. يزور بوتين، أيضا، بكين، هذا الأسبوع، فى إطار سعيه للدعم الاقتصادى والسياسى، الأمر الذى وصفته الصحيفة الأمريكية أنه محاولة لإحداث انقلاب فى النظام الدولى من خلال تشكيل ائتلاف ضد ما تصفه كل من موسكووبكين بالغطرسة الأمريكية. وبغض النظر عما إذا كان الأمر مجرد ضجيج أكثر منه واقعا، مثلما يعتقد البعض فى واشنطن نظرا للاختلافات الجذرية بين البلدين، فإن البعض يرى أن إدارة أوباما عليها أن تتخذ مثل هذا التهديد على محمل الجد، خاصة أن موسكو تسعى إلى صفقات طاقة وتمويل وأخرى عسكرية مع بكين. وتشير الصحيفة إلى مراجعة جارية داخل البيت الأبيض بشأن سياسات الولاياتالمتحدة تجاه موسكو. المراجعة شملت عدة مسودات لسياسة المواجهة ضد ما يصفه مسئولو البيت الأبيض ب "بوتينسم"، على المدى الطويل، مع الاستمرار فى السعى نحو التعاون خاصة على صعيد القضايا الدولية مثل إيران والإرهاب ومنع الانتشار النووى. وعلى الرغم من عدم وجود اختلاف واسع فى الآراء داخل الإدارة بشأن كيفية النظر إلى بوتين، لكن هناك نقاش حول ما يجب فعله. وتنظر إدارة أوباما إلى جهود بوتين نحو مزيد من الشراكة مع الصين باعتبارها لكمة لواشنطن، ومع ذلك فإنها تنظر إلى هذا التعاون فى إطار تاريخ معقد وعدم الثقة المتبادلة والتفاوت الاقتصادى. وقال مسئول أمريكى، تحدث شريطة عدم ذكر اسمه، واصفا التحالف بين موسكووالصين: "سوف يستخدم كلا منهم الآخر. وعندما يتعب أحدهم أو يرى صفقة أفضل، سوف يبعد بها". ومع ذلك حذر آخرون من التقليل من هذا التحالف، وأشار جيلبرت روزمان، خبير الشئون الروسية: "هناك الكثير من الأدلة على أن العلاقة تزداد قوة". وأضاف أن هذا النهج بدأ قبل أزمة أوكرانيا، لكن يبدو أن الروس يتحركون بقوة تجاه الصين حيث لا عودة إلى الوراء". وقال جراهام أليسون، مدير مركز بلفر للعلون والشئون الدولية فى جامعة هارفارد، أن بوتين يرغب فى إقامة روتبط قوية مع الرئيس الصينى، شى جينبينج. مضيفا: "هناك كيمياء بين شخصية الرئيسية. كلاهما يحب الآخر ويتحدثا بصراحة وبمستوى من التعاون لا يجيداه مع شركاء آخرين". وكانت روسيا هى أول بلد يزوره الرئيس الصينى عقب توليه منصبه وقد حضر أولمبياد سوتشى، هذا العام، فى الوقت الذى قاطعها كلا من الرئيس أوباما والقادة الغربيين. وتقول نيويورك تايمز إن كلا الرئيسيين يقمعا المعارضة فى الداخل ويتشاركان وجهات النظر تجاه الولاياتالمتحدة، بإعتبارها قوة إمبريالية تسببت سوء إدارتها للنظام الإقتصادى العالمى فى الأزمة المالية عام 2008. موضوعات متعلقة بوتين يصل إلى بكين للمشاركة فى قمة "أبيك"