◄◄المركز يساهم فى عودة تألق علاقات مصر بأفريقيا بدعوة الصحفيين خاصة من بلدان حوض النيل حين نطل على إنجاز من نوع «مركز تدريب إقليمى لتدريب الصحفيين» وهو المركز التابع للمجلس الأعلى للصحافة، سيتبادر إلى الذهن وصف قاله الإعلامى الكبير حمدى قنديل عن صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى الذى يتبعه المجلس الأعلى للصحافة، قال قنديل: «صفوت الشريف يبقى فى كل حال آخر وزراء الإعلام البنائين.. هو المعلم الذى بنى صرح الإعلام المصرى الحديث». صفة «البنائين» يتم إطلاقها دائما على هؤلاء الذين لا يكتفون بالحديث عن المشروعات العملاقة، وإنما يمتلكون قدرة فولاذية على تحويل هذا الكلام إلى واقع عملى، ببناء الصروح التى تؤسس لهذه المشروعات. فعل صفوت الشريف ذلك وقت أن كان وزير للإعلام، وفى فترته سمعنا كلاما عن الأقمار الصناعية، ثم وجدناها حقيقة فى أيدى مصر، ومع الطفرات الإعلامية المتلاحقة عالميا وإقليميا، وجدناه يبذل كل جهد من أجل مواكبة تلك الطفرات بالشكل الذى يليق بمصر ومكانتها، وبناء على ذلك قرر إنشاء مدينة الإنتاج الإعلامى، وهى المدينة التى قامت فكرتها على نحو جامع فى التأسيس لأن تكون مصر مكانا إعلاميا جاذبا فيما يتعلق بأسس المهنة وتكويناتها المختلفة. وطبقا لوصف قنديل للشريف بأنه: «المعلم الذى بنى صرح الإعلام المصرى الحديث» فإنه ليس من المبالغة القول إن الشريف هو آخر وزراء الإعلام فى مصر. وإذا كانت صفحة صفوت الشريف مع وزارة الإعلام تحتاج إلى الكثير فى رصدها طبقا للمعيار الذى قاله حمدى قنديل، وتحتاج أيضا إلى التذكير بأن دوائر الرأى العام أصابتها الدهشة حين صدر قرار بنقل الرجل من وزارة الإعلام إلى رئاسة مجلس الشورى، وربما كان مبعث الدهشة أن الناس تعودت عليه وزيرا للإعلام يمارس هندسته البناءة فى مجال الإعلام، وربما كان مبعث الدهشة هو طبيعة مجلس الشورى نفسه الذى تعمقت سيرته عند الرأى العام بوصفه مجلسا ل«الكلام»، وليس للفعل، وأنه بالمقارنة بمجلس الشعب يفتقد السخونة التى تدفع الناس إلى متابعته باهتمام، بالإضافة إلى ذلك فإن تراث المجلس مع رؤسائه منذ نشأته بقرار من الرئيس السادات أكد على الكثير من المعانى السلبية السابقة، وتأسيسا على ذلك اعتبر البعض أن نقل الشريف إليه هو نوع من «الركنة» الهادئة، وأن المرحلة القادمة له لن تكون بأى حال من الأحوال مثل مرحلة وجوده كوزير للإعلام، لكن هناك من كانت له نظرة أخرى، وأذكر منهم الأستاذ جلال عارف نقيب الصحفيين السابق الذى سمعت منه رأيا يقول فيه: «ترقبوا مجلس الشورى مع صفوت الشريف.. سيكون له صوت مختلف وشكل غير الذى تعودنا عليه». وتحققت نبوءة جلال عارف، وأصبح مجلس الشورى غير الذى عهدناه، هناك مناقشات ساخنة فى حدود دور المجلس ووظيفته، وهناك حرص دائم على الاشتباك مع القضايا بنفس قدر الاشتباك من مجلس الشعب معها، وهناك تفعيل أكثر سخونة للمجالس والهيئات التابعة للمجلس، وفى القلب منها المجلس الأعلى للصحافة المنوط به وظائف كثيرة تخص مهنة الصحافة وأهلها وتحديدا فيما يتعلق بجوانب التدريب التى ترقى بأداء الصحفيين، وهنا يأتى الحديث عن مركز التدريب الإقليمى لتدريب الصحفيين. المركز تم تشييده على مساحة كبيرة بمبنى مجلس الشورى المطل على كورنيش النيل، والمركز مزود بأحدث أجهزة التدريب الصحفى وبه مكتبتان إحداهما إلكترونية، وضمان مجموعة هائلة من الكتب المصرية والعالمية عن تطور مهنة الصحافة بالإضافة إلى أرشيف واسع عن المعلومات الخاصة بالإصدارات الصحفية والتقارير العلمية المتعلقة بها. وتأكيدا على التواصل مع الساحة العالمية تم توقيع اتفاقيات مع معهد «بوينتر» الأمريكى ويعد أكبر المعاهد الأمريكية فى التدريب الصحفى، وكذلك مركز التدريب الصحفى فى باريس ومركز التدريب الصحفى بجامعة «دورتموند» الألمانية، ونصت هذه الاتفاقيات على إقامة الدورات التدريبية للصحفيين واستقدام المحاضرين وإرسال بعثات من الصحفيين المصريين إلى الخارج وزيارة المؤسسات الصحفية فى هذه الدول، وارتبط المركز باتفاقية تعاون مع البرنامج الأمريكى لتطوير الإعلام يتضمن تنفيذه عقد الدورات التدريبية ويحاضر فيها خبراء الفن الصحفى فى العالم. فوائد المركز متعددة ومتنوعة، ويتداخل فيها السياسى بالإعلامى، وتجلى ذلك فى دعوة 22 من رؤساء تحرير لأكبر صحف تصدر فى حوض النيل التسعة لحضور حلقة نقاشية حول العلاقات المصرية الأفريقية، وجاءت هذه الحلقة بمناسبة افتتاح المركز، وفى توقيت تسعى فيه مصر إلى استعادة دورها الحيوى فى أفريقيا، وهو الدور الذى لا يتحقق بالعناق والقبلات بين رجال الدبلوماسية المصريين والأفارقة، وإنما بتقديم البرامج العملية والعلمية التى يشعر منها قادة الرأى العام فى هذه البلدان بأنهم يأتون إلى القاهرة، ويعودون منها مزودين بالفوائد العظيمة التى تعود بالفائدة على بلدانهم، بالضبط كما فعل المركز، وإذا كانت قبلتنا فى التعارف الصحفى متوجهة نحو صحف الغرب، فإنه آن الآوان أن نعرف شيئا عن الصحف الأفريقية وصحفييها، خاصة فى دول حوض النيل، وبناء على ذلك يأتى الحديث عن المركز الذى يمكنه أن يحقق هذا الهدف. لمعلوماتك.... ◄ 1000 متر مساحة المركز تضم مكتبتين إحداهما إلكترونية