حقق غطاس مصرى الرقم القياسى العالمى، إذ غطس تحت الماء لعمق 332 مترًا و35 سنتيمترًا لمدة 13 ساعة وثلاثين دقيقة، فى مياه البحر الأحمر. أحمد جمال جبر، تحدى كل الظروف معتمدًا على نفسه فى التدريب بقراءة كتب الغطس والتأهيل النفسى ورياضة اليوجا، بالإضافة إلى التدريب على التنفس، دون مدرب حتى تفوق على الرقم الذى سبق أن حققه الغطاس البرتغالى نونو جوميز والبالغ عمقًا نحو 318 مترًا قبل تسعة أعوام. وقال جبر، البالغ من العمر 41 عامًا، خلال حوار ل "فيديو7"، قناة اليوم السابع المصورة، "دربت فى أكثر من اتحاد دولى للغطس، وحتى أصبحت مدرب مدربين فى الاتحاد الدولى لغطس المخاليط، ودخلت مؤخرًا موسوعة جينيس بالغوص، حيث حصلت على أعمق غطسة فى التاريخ البشرى بعمق 332.35 متر". وعن وصوله لهذا العمق، قال: "كان هدفى أنى أصل لعمق 350 مترًا، ولكن لما وصلت للعمق الذى حققته أُصِبت بتشنجات ورعشة فى اليدين وهى إصابة تأتى أعراضها بالتدريج وليست مرة واحدة، وكان أي سنتيمتر زيادة معناه أن أفقد حياتى"، مضيفًا: "استطعت الحصول على علامة عمق 335 مترًا، ولكن ساعات الغطس والكمبيوتر ليست مصممة للنزول إلى مثل هذا العمق، فقمنا بإيجاد بديل بجلب حبل وقمنا بقياسه فى جامعة القاهرة وكان مختوما بخاتم النسر وتم قياس الحبل من قبل دكتور من جامعة القاهرة مندوبًا أمام مندوب موسوعة جينيس للأرقام القياسية، وعلامات موجودة على الحبل بالرقم القياسي، وعندما وصلت للعلامة 335 مترًا، كان هناك زاوية ميل بالحبل لاحظها مندوب جامعة القاهرة ومندوب موسوعة جينيس، وبعملية حسابية، قاموا بخصم 2 متر و65 سم". وأضاف: "البحر من زمان وهو حياتى حتى الاجازات بالنسبة لى وأنا طفل يعنى بحر مش أي مكان تانى، وأنا بحب المياه، ووالدى الله يرحمه كان بيودينى رحلات الكشافة البحرية، وكانو بيرتبوا رحلات لجنوب سيناء وشرم الشيخ وطابا ودهب ونويبع وكنت مبهور بيها جدًا وأنا صغير، وأول غواص شوفته فى حياتى كان عندى 8 سنين فى نويبع، واليوم ده قررت إنى أمارس الرياضة دى"، لافتًا إلى أن هذه الرياضة لم تكن منتشرة وقتها بين المصريين وكانت إمكانيتها المادية عالية جداً، على حد قوله. وتابع الغطاس المصرى: "بدأت بعدها بفضول بشراء الكتب من موقع الأمازون وأقوم بقرأتها، حتى قررت منذ 4 سنوات أن أجرب على نفسى، تحديدًا فى شهر مارس عام 2010.. ولم تكن التجربة غطسة مجنونة حسبما قال الناس ولكنه كان بالنسبة لى بمثابة بحثًا علميًا"، مشيرًا إلى أنه ابتعد فترة بعد الثورة بسبب الأوضاع الأمنية والسياسية، ولكنه عاد مرة أخرى عندما استقرت الأوضاع. وأوضح: "تحقيق الرقم القياسى بالنسبة لى هو أسلوب حياة كامل، ويجب أن يكون لديك نوع من أنواع الثبات الانفعالى فى مثل هذا العمق بالذات، فهو تدريب نفسى قبل أن يكون تدريب بدنى". وعن المخاوف وكلام المقربين منه وأصدقائه عن إمكانية فشله، قال جبر: "لم أهتم بكلام الناس كثيراً، وركزت على تحقيق الرقم القياسى لأثبت أنهم على خطأ، فنحن نتعرض للمخاطرة بشكل مستمر، حتى نزولنا من السلم أو مرورنا فى الشارع به مخاطرة". وعن عائلته، قال "كنت أفضل الانعزال وعدم الاتصال بهم كثيرًا طوال فترة التدريب، وانقطعت عنهم تمامًا قبل المسابقة بيوم حتى لا أتأثر سلبيًا بمخاوفهم". وقال: "لن أقف عند تحطيم ذلك الرقم القياسى، وأنوى أن أقوم بشىء جديد فى عام 2015، وهدفى أن أصل إلى أعمق مركب غارقة، وأفكر فى البحر المتوسط فى أبو قير بالإسكندرية للوصول إلى المركب الخاصة بنابليون، والتى لم يكتشفها أحد حتى الآن". ووجه الغطاس المصرى صاحب الرقم القياسى العالمى رسالة إلى الشباب "لا تيأسوا وتستلموا كل ما نحتاجه لتحقيق أحلامنا هو الإرادة والجهد المبذول وقبلها الثقة بالله وحده حتى نستطيع تحقيق أحلامنا، وكلمة المستحيل كلمة مجردة، فالطائرة كانت مستحيلة، كذلك السيارة والعجل وكل ما نستخدمه الآن كان قديما مستحيلاً".