قام الدكتور ممدوح الدماطى، وزير الآثار، بزيارة رسمية إلى اليونسكو فى 8 أكتوبر الجاري، وذلك بمناسبة عقد مؤتمر دولى بشأن المتاحف المصرية الذى تشارك فى تنظيمه الحكومة المصرية واليونسكو فى مقر المنظمة. وأكد الدماطى خلال كلمته بالمؤتمر أنه تبعاً للعديد من التقارير بشأن أعمال الترميم الجارية فى هرم سقارة، وهو قبر الفرعون زوسر، فقد تلقت اليونسكو من وزير الآثار تقرير تقييم تقنى مفصل بشأن هذه الأعمال، وذلك استناداً إلى التوصيات التقنية التى تضمنها تقرير اليونسكو الصادر عام 2011. تبادلت إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو، والدماطى الرؤى بشأن التعاون بين اليونسكو ومصر فى مجال المتاحف وصون مجموعات التراث الثقافية التى تضمها، وذلك بحضور السفير محمد سامح عمرو، مندوب مصر الدائم لدى اليونسكو ورئيس المجلس التنفيذى للمنظمة. وإذ شددت المديرة العامة لليونسكو على أهمية وثراء التراث الثقافى المصرى وشهرته على نطاق العالم، فإنها ألقت الضوء على علاقات التعاون الطويلة الأمد والمثمرة القائمة بين اليونسكو ومصر فى مجال صون التراث الثقافى، مشيرةً إلى الحملة الدولية لإنقاذ آثار النوبة. وقالت المديرة العامة فى هذا الصدد: "إن اليونسكو ومصر قد عززتا مؤخراً أواصر التعاون فيما بينهما، ولاسيما فى مجال المتاحف"، لافتة إلى الجهود التى تبذلها المنظمة حالياً والرامية إلى إصلاح متحف الفن الإسلامى الذى أصيب بأضرار فى يناير 2014. وتجدر الإشارة إلى أن اليونسكو تقود الجهود على الصعيد الدولى من أجل إصلاح مبنى هذا المتحف وما يحتويه من مجموعات، وذلك بتوفير أنشطة تدريب لموظفى المتحف بدعم من إيطاليا. ومن جانبه، أحاط وزير الآثار المديرة العامة علماً بالتعاون القائم بين عدد من المؤسسات المشاركة، مثل المجلس الدولى للمتاحف، ومتحف المتروبوليتان للفنون، ومعهد "سميثونيان" (Smithsonian)، وكذلك متحف "روميش جيرمانيش زينترالموسيوم" (Römisch- Germanische Zentralmuseum)، الواقع فى مدينة "ماينز، ألمانيا، وهى مؤسسات تقوم بتوفير المساعدة التقنية فى ما يتعلق بإصلاح القطع الثقافية التى تضررت وتعزيز قدرات الموظفين. أكدت المديرة العامة من جديد على التزام اليونسكو بمواصلة توفير الدعم التقنى الذى بدأ فى عام 1982 لإنشاء المتحف القومى للحضارة المصرية وتعزيز إدارة قدرات موظفيه. كما شددت إيرينا بوكوفا على المساعدة التى توفرها المنظمة للسلطات المصرية عقب أعمال السلب والنهب التى تعرض لها متحف ملوى فى أغسطس 2013، وأكدت مشاركة اليونسكو المتواصلة مع مصر فى ما يتعلق بمكافحة الاتجار غير المشروع بالقطع الثقافية المصرية. وصرح ممدوح الدماطى، وزير الآثار فى مصر قائلاً: "إننا نقدر كل التقدير ما تنجزه اليونسكو من عمل فى ما يتعلق بإصلاح متحف ملوى ومتحف الفن الإسلامى، وفى ما يخص البعثة التى أوفدتها المنظمة فى سبتمبر الماضى". وأضاف أن "مصر ملتزمة تماماً بتحقيق أقصى استفادة من تراثها الثقافى الفريد من نوعه. كما أن رئيس الوزراء دعا إلى عقد اجتماع للجنة وزارية تضم تسعة وزراء وممثلين عن السلطات المعنية فى القاهرة، وذلك لحشد كافة الجهود لحماية التراث التاريخى لهذه المدينة وتعزيزه". وبناءً على طلب من السلطات المصرية، قامت اليونسكو مع شركائها بزيارة إلى العاصمة المصرية، القاهرة، فى الفترة من 4 إلى 9 سبتمبر 2014، وذلك لاستعراض أوجه التعاون بينها وبين السلطات الوطنية وتقييمها، ولوضع خريطة طريق بشأن علاقات التعاون فى المستقبل بشأن مشاريع التراث الثقافى الرئيسية. وجدير بالذكر أنه يجرى فى الوقت الراهن التنسيق على نحو فعال من أجل توفير الدعم لمصر فى ما يتعلق بما تتخذه من تدابير طارئة لتحسين إدارة مدينة القاهرة التاريخية وصون معالمها. وصرح سعادة السفير محمد سامح عمرو، مندوب مصر الدائم لدى اليونسكو ورئيس المجلس التنفيذى للمنظمة، فى افتتاح المؤتمر المذكور:"إن الثقافة تربط فيما بيننا، وهى تندرج فى صميم النسيج الاجتماعى لكل مجتمع من المجتمعات. وما تمثله المتاحف فى الأساس إنما يتلخص فى أماكن تتيح للناس الاطلاع على تاريخهم والارتباط به". وتجدر الإشارة إلى أن المؤتمر المذكور، الذى حضره خبراء وعدد كبير من الوفود، أتاح الفرصة للتأكيد من جديد على أواصر التعاون القوية بين اليونسكو ومصر. وفى هذا الصدد، قالت إيرينا بوكوفا: "إن مصر هى على أقل تقدير عضو بارز ى اليونسكو؛ كما أن الحملة الدولية لإنقاذ معابد النوبة قد وضعت معياراً عالمياً لما يمكن أن يقوم به المجتمع الدولى فى ما يتعلق بحماية التراث العالمى. وهذا الأمر إنما يتسم بأهمية حاسمة اليوم، حيث يتعرض التراث الثقافى للاعتداءات فى أنحاء كثيرة من العالم؛ وهذه هى الرؤية التى ينبغى لنا أن نمضى بها قُدماً".