مرة أخرى ولن تكون الأخيرة تفعلها الأكاديمية السويدية وتصنع مفاجآة جديدة بمنح جائزة نوبل للآداب لاسم يكاد يكون مجهولا خارج بلاده، لم يكن فيما سارعت الصحافة الثقافية الغربية لاستخدام كلمات مثل كلمة "فضيحة" لوصف ماحدث! وهكذا يتردد السؤال الآن "من أحق بجائزة نوبل فى الآداب: الفرنسى باتريك مودينو أم قامات أدبية إبداعية ذاع صيتها عالميا مثل الإيطالى إمبرتو إيك، وأو التشيكى ميلان كونديرا، أو الروائية الأمريكية جويس كارول، ناهيك عن استحقاق مبدعين عرب مثل الشاعر والكاتب السورى الأصل أدونيس". وإلى جانب أدونيس ضلت الجائزة الكبرى فى الأدب طريقها لقامات أدبية من سادة القلم مثل اليابانى هاروكى ماروكامى، والألبانى إسماعيل قدرى، والأمريكيين فيليب روث، وتوماس بينشون، ومواطنتهم جويس كارول اوتس والجزائرية آسيا جبار والنيجيرية تشيماندا نجوزى والكينى نجوجى واتينجو والبيلاروسية سفيتلانا الكسفيتش والصومالى نور الدين فرح والكرواتية دوبرافكا أوجاريسك . وباتريك مودينو مؤلف رواية "الشخص المفقود" والذى فاز اليوم بأم الجوائز الأدبية العالمية وتعادل قيمتها المادية 1,1 مليون دولار أمريكى هو ثانى فرنسى يحصل على جائزة نوبل للآداب فى غضون خمس سنوات كما أنه بات يحمل رقم "11" فى قائمة الكتاب الفرنسيين الذين توجوا بجائزة نوبل للآداب . وعرف باتريك موديانو بالميل للابتعاد عن الأضواء ووسائل الإعلام حتى أنه غالبا ما يرفض لقاء الصحفيين أو الإدلاء بأحاديث للصحف ووسائل الإعلام المختلفة وهو معروف للقراء داخل فرنسا غير أن العديد من القراء فى العالم يجهلون هذا الكاتب الذى تناولت أشهر أعماله وهى روايته "الشخص المفقود" رجل مباحث يفقد ذاكرته ويسعى لاستعادتها. وولد باتريك موديانو فى ضاحية تقع غرب باريس بعد شهرين من انتهاء الحرب العالمية الثانية فى أوروبا فى شهر يوليو عام 1945 ووالده من أصل إيطالى يهودى كان قد التقى بوالدته وهى ممثلة بلجيكية فى العاصمة الفرنسية أثناء الاحتلال النازى لفرنسا. ويقول النقاد إن "يهودية باتريك موديانو والاحتلال النازى وفقدان الهوية" ثيمات تتكرر فى أعماله الإبداعية منذ قصته الأولى "مكان النجم" عام 1967 والتى تتمحور فى أغلبها حول باريس فى زمن الاحتلال وانعكاسات الحرب العالمية الثانية على مصائر أشخاص عاديين غير أن الكثير من هذه الأعمال لم تترجم أبدا للإنجليزية.