"المرأة الحديدية".. هكذا يطلق عليها أهالى منطقة المدبح، التى شبت وشابت بينها، فعلى مدار 40 عاما لم تترك الأسلحة البيضاء بأنواعها المختلفة من يديها، وقررت أن يكون تصنيعها هى مصدر رزقها ومعينها الوحيد على الحياة، تاركة وراء ظهرها "قالوا وقولنا" منطلقة فى تجارة الأسلحة البيضاء وسط أكبر معلمين ورجال المدبح. "التشكيل، التجليخ، السن".. فى هذه الكلمات تختزل تفاصيل حياتها اليومية، فلم يمر يوما فى حياتها دون أن تقف على فرن تسييح المعدن ثم تبدأ فى تشكيله بالدق، وفى الأخير تقوم ب"تجليخه" أو تبيضه وسنه، معتبرة السنانة وصناعة الأسلحة مثله مثل أى فن تجيده السيدات مثل الرجال تماما. "السنانة مش مجرد أكل عيش دى مهنة العائلة من أول جد لغاية دلوقت".. هكذا بدأت "أم سيد" صانعة الأسلحة البيضاء بمنطقة مذبح السيدة زينب، سرد قصتها مع الكزلك والمطواة وغيرها من الأدوات التى تستخدم فى الذبح، متابعة: "جدى الأكبر كان سنان شاطر ورث المهنة لأولاده وأحفاده وكل العائلة بتشتغل فى المجال ده، وأنا بقى من وسط 21 أخ رجالة، قررت أشتغل زيى زيهم ورميت ورا ظهرى مخاطر المهنة وكلام الناس اللى مبيقدمش لكن بيأخر". وأضافت: 40 سنة مقضية حياتى بين ماكينات السن وأفران التسييح وعمر ما طبيعة شغلى القاسية نستنى إنى واحدة ست فكنت فى شغلى المعلمة "أم سيد" اللى بميت راجل وفى بيتى أم وزوجة عمرها ما قصرت فى احتياجات بيتها". أما عن مخاطر المهنة تقول: "المهنة فى حد ذاتها مغامرة لأنك طول الوقت بتتعامل مع أسلحة ونار وماكينات حتى الشظايا اللى بتخرج أثناء عملية السن ممكن تفقدنا بصرنا، وممكن برضو تتسبب فى بتر الأصابع، لكن أنا سيباها على الله واللى يقدر يعمله أخواتى الرجالة أقدر أعمله أنا كمان بنفس الحرفية وأكثر". أم سيد المرأة الحديدية أم سيد تسن السكين أم سيد مهنة سن السكاكين أحد العاملين مع أم سيد سوق المدبح للسواطير والسكاكين