تحدثت صحيفة "الجارديان" البريطانية فى افتتاحيتها عن التطورات فى المنطقة وتوجيه ضربات جوية ضد تنظيم داعش فى سوريا، وقالت إن داعش سيُهزم فقط لو توصلت القوى الإقليمية إلى اتفاق كبير وهدنة على الأقل فى العداء بين الشيعة والسنة والذى أدى إلى الحرب فى سورياوالعراق. ورأت الجارديان أن الضربات الجوية تمثل خطوة أخرى مقلقة نحو المجهول فى الشرق الأوسط، متسائلة عن احتمالات الخسائر بين المدنيين ومصير الرهائن واحتمال وقوع عمليات انتقامية قاتلة على الأراضى الأمريكية والأوروبية، وعدم الاكتراث بالقانون الدولى والتأثير غير المحتمل على الصراع السورى للتوسع فى الحملة. وتابعت الصحيفة قائلة إن الضربات لم تكن مفاجئة على الرغم من أن البعض أعتقد أن الأمريكيين قد ينتظروا فترة أطول قبل أن يتخذوا القرار. وسيأتى القرار البريطانى بشأن ضرب داعش فى العراق قريبا جدا، وربما يتم النقاش حوله أمام البرلمان هذا الأسبوع، إلا أن المشاركة فى الهجمات ضد سوريا أقل تأكيدا، وربما تختار بريطانيا مثلما فعلت فرنسا أن تظل خارج الساحة. إلا أن بريطانيا ملتزمة بالفعل بالمعركة ضد داعش حتى وإن كانت الطائرات البريطانية لم تقم بضربات جوية فى العراق ناهيك عن سوريا. وتمضى الصحيفة قائلة أن أساس هذا الالتزام هو الاقتناع بأن داعش يمكن وقفه وتسوية الحرب فى سورياوالعراق عندما تتوصل القوى التى أشعلت الحرب ومولتها، حسبما تقول الصحيفة، إلى اتفاق إقليمى بقطع إمادات الأسلحة والمال والدعم السياسى لوكلائهم، وهى التسوية التى ستشمل أيضا هدنة فى الصراع الأكبر بين السنة والشيعة فى المنطقة. ولتحقيق هذا الاتفاق، يكون للعمل العسكرى دوره وهو التخفيف من حدة زخم داعش والدفاع عن الجماعات التى تتعرض لهجوم والمساعدة فى دحر قوات داعش. وأوضحت الصحيفة أن مشاركة الدول العربية فى الضربات ووجود مؤشرات على إعادة التقارب بين إيران والسعودية قد يشير إلى بعض التقدم فى هذا الشأن.