فى الوقت الذى خرج فيه الآلاف من أبناء الوطن إلى شوارع وميادين قاهرة المعز، وأضعاف مثلهم الآلاف فى شتى مدن وقرى المحافظات المصريه ابتهاجاً بفرحة الفوز الساحق للمنتخب الوطنى المصرى لكرة القدم بأربعة أهداف نظيفة، والتى أحجمت الطرف الآخر المغرور المهزوم هو وجمهوره وأرجعته خائباً إلى حجمه ومستواه الأقل من العادى فجعلتهم صدمة الهزيمة المنكرة فى حالة هلع أبدى فغابوا عن وعيهم وتاهوا عن الوعى ودخلوا فى مرحلة التخاريف فلا تؤاخذوهم فى صحفهم أو إعلامهم، فلا على المرضى وخاصةً النفسيين أو المجانين حرج.!، خاصةً أنه قد خرج الآلاف أيضاً إلى شوارع وميادين معظم العواصم والمدن العربية الشقيقة منها مثلاً مدينة جدة الرائعة منهم المصريين ويشاركهم فرحة الفوز الساحق الأشقاء العرب من أهل الديار السعوديين وغيرهم من الأخوة العرب المقيمين، فما إن انتهت المباراة التاريخية والتى أبدع فيها الأبطال المصريون خلقاً ولعباً وفناً إلا وقد تزاحم واحتشد الآلاف فى وسط المدينة بشارع الملك فهد أو الستين وتغنوا بأغانى الفوز وتبادلوا هتافات النصر والرقص فى الساحات العامة وأمام الأسواق التجارية والجميع مصريون وسعوديون وعرب قد حملوا العلم المصرى يرفرف عالياً وهم ينشدون مرددين عالياً تحيا مصر، تعيشى يامصر، بينما ازدحم شارع الأمير محمد بن عبدالعزيز أو التحلية أشهر شوارع جدة وأرقاها بالسيارات تعلوها الأعلام، وجرت العادة أن يسود الهدوء ذلك الشارع الراقى لما يطأه من مستويات رفيعة من الناس ومايقع فيه من محال أنيقة وعالمية ولما فيه من انتشار مُنتظم لرجال الأمن والمرور إلا أنهم فى تلك الليلة قد شاركوا المحتفلين والمبتهجين فرحتهم فكانوا يحيونهم ويبتسمون ابتسامات التهنئة، وعلى امتداد نهاية شارع التحلية وبداية طريق كورنيش بحر جدة تزاحمت السيارات وأبطأ الجميع من سرعته محاولين المرور فى موكب احتفال موحد رائع أشبه بعُرس الانتصار التاريخى الفرعونى، ثم توقفت حركة السيارات جميعها ونزل مجموعة من الشباب يحملون الأعلام المصرية ويرفرفون بها عالياً بينما آخرون يدقون الطبول وآخرون يدقون على سياراتهم، حتى أنه من لم يشارك الفرحة سعد كثيراً، وجلس يُحى من بعيد وبينما كنتُ أقف محاولاً التصوير بكاميرا هاتفى المحمول، فقد حرص رب أسرة سعودى بالتوقف بسيارته أمامى، وحياناً قائلاً ألف مبروك.. ألف مبروك لمصر.. تحيا مصر.. والله تستاهلون، وبادلته التحية مبروك علينا جميعاً فالفوز لمصر نصر للعرب جميعاً.. بينما كان أشقاء عرب آخرون يهتفون بجدو.. جدو..زيدان .. وطيلة موكب البهجة حرص ولدى محمد وجلس على نافذة السيارة رافعاً العلم مرفرفاً عالياً وأطفالى غيداء وبسملة يهتفون تحيا مصر.. تحيا مصر، فكم أنتم رائعون أيها المصريون بالتفافكم حول راية بلدكم واتحادكم على حب وطنكم، وكم أنتم طيبون وكرماء وضمائركم صافية أيها الأشقاء العرب على اجتماعكم ومشاطرتكم إخوانكم المصريين بهجتهم وفرحتهم بالنصر، فقد كتب الأستاذ محمد صادق دياب بجريدة الشرق الأوسط السعودية اللندنية مقاله الحيادى "الجزائر مصر.. مصالحه أم تصفية حساب!؟" فى الأربعاء 27/1/2010، ولم يخفى الرجل صراحةً مشاعره الطيبة تجاه مصر وشعبها مطالباً المعلم شحاتة فكتب يدعوه" أن يغير من أسلوبه، بتمزيق ورقة الكربون التى لعب بها مبارياته السابقة، وإعادة ترتيب الأوراق لتحقيق المفاجأة المطلوبه، وعدم الانتظار وأكمل "لاعب شاب موفق مثل محمد «جدّو» ينبغى أن يشارك من بداية المباراة، فالتوفيق الذى حالف مشاركاته السابقة من شأنه أن يضعه فى أقصى حالات الاستعداد النفسى للمزيد من التألق.. واختتم مقاله "دعونا ننتظر لنرى من يضحك أخيرا"، نعم أستاذ دياب قد تحقق النصر وضحكنا وسعدنا أخيراً والحمد لله، فقد أسعدونا وشرفوا العرب جميعاً بأخلاقهم العالية ورياضتهم الرائعة أبناء مصر وأبطالها المعلم حسن شحاتة، والأبطال الشباب جدو، وأحمد حسن، عبد الشافى، وحسنى عبد ربه، والحضرى السد العالى، والكابتن شوقى غريب وسائر أعضاء الفريق.. فتحيه ود وتقدير واحترام لمصر العظيمة وأبناءها، فقد سهر الجميع ليل الخميس الماضى حتى ساعات الصباح الأولى، وكان يوم الأحد التاريخى يوم تحقيق الحلم العظيم فمازالت الأعلام المصرية ترفرف خفاقةً عالية على آلاف السيارات وكثيراً من الأبنية، ومن لم يستطع الحصول على علم مصر صنعه على ورقة كبيرة، ولصقه على مركبته واحتفل وشارك مع المحتفلين.. ودائماً من نصر إلى نصر.. مليون مليون مبروك.. على العرس الفرعونى الجديد.