مأساة تعيشها قرية دانيال بمركز إطسا، حيث أغرقت مياه الصرف الزراعى مقابر القرية التى تستفيد منها 30 عزبة يسكنها أكثر من 25 ألف نسمة منذ خمس سنوات، حيث أصبحت جثث وعظام الموتى تعوم فوق المياه. يقول محمود فكرى (37 عاما) من أهالى القرية، هذه المقابر موجودة بعزبة صقر أبو جليل منذ أكثر من أربعين عاما، وتخدم جميع أبناء قرية دانيال والعزب التابعة لها، وهى مقسمة إلى مقابر للمسلمين ومقابر للمسيحيين، إلا أنه منذ أكثر من خمس سنوات قام مجموعة من الأهالى باستصلاح أراصى بالجبل تعلو المقابر، لكنهم صرفوا المياه التى تروى الأراضى على المقابر، مما تسبب فى غرقها دون أن يقف أمامهم أحد من المسئولين. أما شعبان صالح على (فلاح) فيقول نحن نعيش مأساة بسبب غرق هذه المقابر، حيث نعتبرها إهانة لأمواتنا، فحينما نقوم بدفن المتوفى نبحث كثيرا حتى نجد قبرا لا توجد به مياه، وبعد يومين نذهب ونفتح المقابر لنكشف على الموتى، ونرى من عامت جثته فوق المياه، فنقوم بنقلها لقبر آخر نقصت به المياه. أما جمال فكرى فيقول :"أكبر مشكلة تعانى منها القرية هى المقابر، فكيف نعيش ونحن نرى جثث الموتى التى أمر الله بإكرامها تهان وتعوم فوق المياه، وكيف لا يوفر لنا المسئولون مكانا للقبور والجبل واسع، ولكن الحيتان دايسه عليه وعلى الغلابة اللى زينا". ويقول صلاح فكرى أحد أبناء القرية: "قمنا باستخراج الأوراق اللازمة لتخصيص فدانين بالجبل للمقابر بدلا من المقابر التى أغرقتها مياه الصرف الزراعى، وجمعنا النقود من أبناء القرية لإنهاء هذه الأوراق وأنفقنا عليها آلاف الجنيهات، إلا أننا فوجئنا بعدما طالبنا بمقابلة المحافظ، للحصول على قرار التخصيص بأن هذه الأوراق ليست موجودة واختفت من المحافظة"، مؤكدين أنه رغم تخصيص جلال فوزى مراد، رئيس مركز ومدينة إطسا، فدانين كمقابر للقرية إلا أن الأهالى عندما ذهبوا لحفر القبور بالأرض المخصصة تعدى عليهم أصحاب المزارع التى أغرقت مياههم المقابر القديمة بدعوى أن الأرض ملكهم بوضع اليد، مما جعل الأهالى يتراجعون عن حفر القبور، مؤكدين أن المسئولين رفضوا تسليم الأراضى المخصصة لهم بقوة من الشرطة. وتساءل الأهالى إذا كان المسئولون لا يستطيعون إيقاف هؤلاء المتعدين على أراضى الدولة فكيف نواجههم، مطالبين بضرورة التدخل العاجل من محافظ الفيوم وحل مشكلتهم وإنقاذ جثث مواتهم، وقالت منى عبد الرحيم (ربة منزل) نحن نرتضى لأنفسنا الذل والفقر ونحن أحياء، ولكن لا نرضى إهانة أجساد موتانا التى تعوم على مياه الصرف الزراعى. من جهة أخرى قدم سيد مشاضى، عضو المجلس المحلى، طلب إحاطة حول أزمة المقابر بمركز إطسا، ورغم تشكيل لجنة برئاسة رئيس المجلس الشعبى المحلى لمركز إطسا ورأى بعينه غرق هذه المقابر، إلا أن المسئولين لم يقدموا حلولا. ومن جانبه أكد إبراهيم المليجى، رئيس المجلس الشعبى المحلى لمركز إطسا، حقيقة غرق المقابر بمياه الصرف الزراعى، مشيرا إلى وجود المتعديين على أراضى أملاك الدولة، وقاموا بإنشاء خطوط مياه مخالفة تقوم بصرف مياهها على هذه المقابر. أشار المليجى إلى أنه عندما طالب المجلس رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة إطسا ذهب لمعاينتها على طبيعة، إلا أن خلافا نشب بينه وبين أحد المزارعين بالمنطقة الذى تعدى عليه بالألفاظ، مما جعل رئيس الوحدة المحلية يقول إنه لن يحل هذه المشكلة إلا بعد تأديب هذا المزارع وأخذ حقه منه، مطالبا أهله بدفع مبلغ 100 ألف جنيه تبرع لصندوق الوحدة المحلية، وفى حالة عدم الدفع فعلى المجلس الانتظار حتى يخرج على المعاش لحل هذه المشكلة. ما سبق أثار غضب جلال فوزى مراد، رئيس مركز ومدينة طامية، الذى وقف فى المجلس مؤكدا أن التنفيذيين بالمحافظة مقسمون لمجموعات وكل منهما يريد أخذ الرأى لصالحه، مشيرا إلى أن الأزمة لها جانب سياسى، وأن المزارعين بالمنطقة ليسوا متعديين.