انتقدت صحيفة واشنطن بوست النهج الذى تتبعه إدارة الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، حيال إستراتيجية الانسحاب من العراق، وقالت إن سياسة أوباما المتعلقة بهذا الشأن يجب أن تكون أكثر شمولية، وألا تركز فقط على كيفية الانسحاب من هذا البلد بعد انتهاء حرب دامت سبعة أعوام. وتشير الصحيفة إلى أن الرئيس أوباما تمكن من خلال خطاب أخير له استغرق 71 دقيقة من المراوغة وعدم التحدث عن الشأن العراقى، ولكنه تطرق إليه مستخدما 101 كلمة روتينية فقط لا غير. والجدير بالذكر أنه طوال فترة حكم أوباما قصيرة المدى، تجنبت الإدارة مناقشة أهمية العراق الجيوستراتيجية خاصة فيما يتعلق بعلاقة الولاياتالمتحدةالأمريكية بهذا الشأن. ولكن، تقول الصحيفة: لا يجب أن تغفل واشنطن نقطة هامة فى الوقت الذى يغيب فيه العراق عن قائمة أولوياتها، وهى أن انسحاب القوات الأمريكية من العراق لن يقلل أبدا من أهمية الدولة الجيوستراتيجية. وترى واشنطن بوست أن بلاد ما بين النهرين كانت دائما نقطة التركيز الإستراتيجى فى المنطقة لآلاف السنين، ولطالما أثرت مصادرها على الكثير من البلاد فى الجزء الثانى من العالم. وعلى الرغم من انقسام أطياف السنة والشيعة ووجود محافظات للأكراد بين تركيا وإيران وتنوع الخصوم داخل أروقة العراق، لذا يخلص كاتب المقال هنرى كيسنجر إلى أنه ليس من مصلحة الولاياتالمتحدةالأمريكية ترك المنطقة واعتبارها ك"فراغ". كما ليس من الممكن فصل العراق عن الصراع مع الجهاد الثورى. ويرى الكاتب أن نتيجة الوجود الأمريكى فى العراق ستؤثر حتما فى التوازن النفسى فى الحرب ضد التشدد الإسلامى، ولكن يبقى السؤال هل سينظر إلى الانسحاب الأمريكى الجارى على أنه تراجع من المنطقة أم طريقة فعالة لاستمرارها. ولكن على ما يبدو اختفى العراق بشكل كبير من المناقشات السياسية فى واشنطن، فمثلا هناك مبعوثون خاصون لجميع الدول الحيوية فى المنطقة باستثناء العراق. ويؤكد الكاتب أن الإدارة الأمريكية يجب أن تدرك أهمية الدور الذى يلعبه العراق فى الإستراتيجية الأمريكية. للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به.