داعية إخوانى ينصح أعضاء الجماعة بطاعة الحاكم حتى وإن"ضرب ظهوركم وأخذ أموالكم"..راغب السرجانى: شحن الشباب فى الجهاد والنفير خطأ فادح ويؤدى للفكر التكفيرى.. وأبو السعد:الجماعة ستشن حملة هجوم ضد الداعية

فجر راغب السرجانى الداعية المحسوب على جماعة الإخوان حالة واسعة من الجدل فى صفوف الجماعة وأنصارها، حيث اعتبر فى مقال نشره عبر موقعه الشخصى على شبكة الإنترنت أن شحن الشباب فى قضية الجهاد والنفير والشهادة خطأ فادح، وأشار إلى أن هذا الشحن سيؤدى أما إلى الجهاد فى غير موضعه أو اللجوء إلى تكفير الحاكم والحكومة.
وبعث السرجانى فى المقال الذى حمل عنوان "الله أعلم بالظالمين" مجموعة من الرسائل لأنصار جماعة الإخوان حيث استشهد بمجموعة من المواقف فى السيرة النبوية للتدليل على عدم جواز إعلان الجهاد ضد الحاكم المسلم وقال: "الرسول صلى الله عليه وسلم لم يُعْلِن الجهاد فى حياته إلا على الكفار الصرحاء، وليس هناك استثناء واحد لذلك فى سيرته"، وأشار إلى أن من أخطر المخالفات الشرعية هو "أن نخلط بين الظلم الواقع من كفار لا يُؤمنون بالله واليوم الآخر وبين الظلم الواقع من المسلمين أنفسهم؛ لأن هناك فروقًا فقهية هائلة بين الحالتين" -بحسب قوله-
واستشهد السرجانى بموقف الرسول صلى الله عليه وسلم مع حذيفة بن اليمان عندما أمره بأن يسمع ويطيع الأمير وأن ضرب ظهره وأخذ ماله، وأضاف: "الرسول صلى الله عليه وسلم -الذى نعرف اشتياقه إلى الجهاد- هو الذى يأمر حذيفة رضى الله عنه بالسمع والطاعة للظالم، والفارق أنه مع أبى جهل وقريش يتعامل مع زعيم كافر ودولة كافرة، وفى الموقف الثانى يتعامل مع حاكم مسلم ولو كان لا يهتدى بهديه، ويتعامل مع حكومة مسلمة ولو كان فيها رجال لهم قلوب الشياطين؛ فالظالمون كما يتبيَّن لنا أنواع؛ قال تعالى: {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ} [الأنعام: 58]، وبين هذين الموقفين -موقف الجهاد الصريح، وموقف السكوت التام- هناك ردود أفعال أخرى كثيرة موصوفة فى السُّنَّة النبوية؛ ولكن البحث فى القرآن والسُّنَّة عن ردِّ الفعل الأمثل ليس أمرًا سهلاً يمكن أن يفعله عامَّة المسلمين؛ إنما يحتاج إلى قراءة متعمِّقة متفحِّصة مِنْ علماء بالتفسير والسيرة والفقه؛ فقد يستخدم مسلمٌ آيةً أو حديثًا أو موقفًا فى غير موضعه بحسن نيَّة".
وتابع: "إذا أدركنا ذلك فإننا سنفهم مدى الخطأ الفادح الذى يقع فيه بعض المسلمين بشحن الشباب فى قضية قتال وجهاد ونفير وشهادة؛ بينما السُّنَّة تقتضى عكس ذلك؛ فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يُعْلِن الجهاد فى حياته إلا على الكفار الصرحاء، وليس هناك استثناء واحد لذلك فى سيرته، فناتجُ هذا الشحن سيكون واحدًا من اثنين؛ إمَّا الجهاد فى غير موضعه، بكل تبعاته على الأُمَّة، وإمَّا اللجوء إلى تكفير الحاكم والحكومة والأعوان، وكلا الأمرين خطير"!
ومن جانبه أكد مختار نوح القيادى الإخوانى المنشق اهمية تصريحات الشيخ راغب السرجانى حول ضرورة إعادة جماعة الإخوان النظر فى تحفيز شبابها على الجهاد والشهادة، مشيرا إلى أن حديث راغب السرجانى حول السمع والطاعة يكون للقانون والمؤسسات، وموضحا أن الإخوان لن تستطيع الرد عليه لأن ما قاله صحيح، ولأن قيادات الجماعة تجهل بالأمور الفقهية.
وأضاف نوح فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع" أن جماعة الإخوان تحتاج مزيدا من التربية، وتظن من نفسها أنها تتميز عن الشعب مصرى، إلا أن الشعب المصرى يتميز عنها بأن لديه مزيدا من الخلق والسلوك الإسلامى الصحيح، موضحا أنه لا يوجد جهاد ضد شعب مسلم، وأن هذا من الأمور التى تجهلها جماعة الإخوان.
فيما قال طارق أبو السعد الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن هذا المقال الذى كتبه راغب السرجانى سيكون له تأثير على عدد من أعضاء الإخوان، موضحا أن السرجانى أراد أن ينأى بنفسه عن تصرفات الجماعة .
وأضاف أبو السعد فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع" أن جماعة الإخوان سوف تتنكر لهذا المقال، وستبدأ فى شن هجوم شنيع على الرجل، وستتهمه أنه تلقى أموالا من أجل أن يقول ذلك، لافتا إلى أن السرجانى يرى أن السلوك العنيف لجماعة الإخوان يهدد أمن مصر فأراد لهم النصيحة.
موضوعات متعلقة..
مفاجأة.. "الإخوان" تشكل "تنظيم حرق الشوارع وقطع الطرق بالبنزين".. يسعى لإحداث شلل مرورى بالعاصمة والمحافظات.. ومصادر: الجماعة تسميه "المجهولون".. ويتكون من 4 حركات تابعة ل"الإرهابية"