أقيمت مساء أمس، الاثنين، بمعرض الكتاب الدولى ندوة بعنوان "الوباء والصحة العامة"، تحدث فيها الدكتور عبد الرحمن شاهين، المتحدث الرسمى لوزارة الصحة، عن أنفلونزا الخنازير، حيث أكد أن هذا الفيروس لم يكن متوقعا له أن يصبح وباء، وكان المتوقع هو أنفلونزا الطيور. ومحصله ما حدث أنه أصيب حوالى 832 مصريا بأنفلونزا الخنازير توفى منهم 238 شخصا، بينما أصيب 90 بأنفلونزا الطيور توفى 30 شخصا فقط، وقد أثير الجدل حول قضيه مرض أنفلونزا الخنازير، وهو ما أدى إلى إحجام أولياء الأمور عن تطعيم أولادهم فى الحملة التى قامت بها وزاره الصحة. وأوضح أن المرض حقيقة مؤكدة وأن الادعاء بأنه ليس له وجود كاذب، فالعلماء أثبتوا أن انتشاره أسرع من فيروس الأنفلونزا العادية، ويقال إنه أسرع فيروس انتقل فى تاريخ البشرية، كما أن الأنفلونزا الموسمية كلها تصيب كبار السن والأطفال، ولكن هذا الفيروس يصيب مجموعات عمرية مختلفة، ومن المتعارف عليه أن الأنفلونزا بكافة فصائلها تصيب الجهاز التنفسى العلوى، ولكن هذا الفيروس يصيب الجهاز التنفسى السفلى ( الرئة)، وإذا ما تمكن منها تحدث مضاعفات خطيرة عادة ما تؤدى إلى الوفاة، لذلك لم يكن فى الأمر تهويل كما قيل، ولأننا ضمن 5 دول توطن فيها مرض أنفلونزا الطيور، فقد كنا نخشى الاندماج بين الفيروسين، وأن ينتج فيروس جديدا لا نعرف عنه شىء، وأشار شاهين إلى أن الدولة اشترت 5 ملايين جرعة من التاميفلو، ولم يستخدم منها سوى مليون و900 ألف جرعة، وتم إعادة باقى الجرعات إلى الشركة السويسرية التى تم الاستيراد منها. ومن جانبه أرجع الدكتور عبد الهادى مصباح، أستاذ المناعة، انتشار الأوبئة إلى التقدم التكنولوجى، فنقل الدم ومشتقاته من قارة إلى أخرى بسهولة عبر وسائل النقل الحديثة، جعل من الممكن أن تنتقل معه عدوى الفيروسات، بالإضافة إلى هجرة الطيور التى تحمل معها أكثر من نوع من الأنفلونزا، أضف إلى ذلك الاتصال المباشر بالحيوانات، وانتقال الإنسان عبر ثلاث قارات فى يوم واحد مما ساعد فى نقل العدوى. وأوضح مصباح أن الاستخدام العشوائى للمضادات الحيوية أظهر سلالات جديدة من الفيروسات أشد ضراوة فى مهاجمتها لجهاز المناعة. وأكد أستاذ المناعة أن ضعف جهاز المناعة سببه أسلوب الحياة الخاطئ، وبالتالى أصبح من السهل الإصابة بأى فيروس أو ميكروب.