نشر الصحفى البريطانى "روبرت فيسك" مقالا بصحيفة الإندبندنت يطرح فيه تساؤلات حول الدور القطرى فى تحرير الصحفى الأمريكى "بيتر كيرتس" الذى أمضى قرابة العامين أسيرا لدى جبهة النصرة السورية المرتبطة بتنظيم القاعدة، حيث شبه الإمارة القطرية بالأم الروحية لمنطقة الشرق الأوسط التى تقوم بدور يتجاوز رقعتها الجغرافية المحدودة. يقول "فيسك" إن قطر التى ساهمت فى شهر مارس الماضى بدفع مبلغ يقدر ب40 مليون جنيه إسترلينى (473 مليون جنيه مصرى) فى تحرير 13راهبة تم أسرهن فى مدينة "يبرود" السورية، قامت بتصرف آخر من المعتقد أنه السبب وراء تحرير الصحفى الأمريكى "كيرتس" رغم عدم وجود أى تأكيد من أى جهة على القيام بدفع الفدية المطلوبة لتحريره. ويرى "فيسك" بأن الظنون حامت حول قطر بعد أن قام مصدر يتبعها بتأكيد تحرير "كيرتس" وتسلم ممثلى الأممالمتحدة له، ويقول بأن هذا التصرف الذى قامت به الإمارة الصغيرة له أكثر من مدلول، فهى تبعث برسالة إلى بشار الأسد لتعرفه بمدى أهميتها فى الداخل السورى وتأثيرها فى الأحداث هناك، وهو الأمر الذى يعرفه "بشار" أتم المعرفة نظرا لحقيقة قيام قطر بتمويل المعارضة المسلحة التى تواجهه. ويرصد "فيسك" التدخل القطرى الأخير بعد إعدام المصور الصحفى الأمريكى "جيمس فولى" ، ويرى فى ذلك احتمالية تحول قطر فى المستقبل إلى حليف لنظام بشار الأسد - بعدما تغيرت النظرة الغربية إليه تدريجيا مؤخرا بسبب تطرف داعش- والحليف الأكثر قدرة على التحرك داخل المناطق المضطربة فى الشرق الأوسط لأمريكا. ويشير "فيسك إلى المفارقة التى تكمن فى قدرة قطر على تحرير رهائن فى سوريا، وعدم قدرتها على تسهيل الأمور على طاقم الجزيرة المحتجز فى مصر، وذلك بسبب اضطراب العلاقات بينها وبين الإدارة المصرية، علما بأن الجزيرة تتبع الإمارة. وينهى "فيسك" تقريره بأنه إذا كانت قطر تقدم تمويلا لجبهة النصرة السورية، مما من شأنه جعل الأخيرة تتجه لمحاربة الخلافة الداعشية الصاعدة بدلا من بشار الأسد، فإن المبالغ التى تصرفها الإمارة فى عين الغرب لا تعتبر مبالغ مهدرة على الإطلاق.