إن مصر هى أعظم دولة فى العالم فالفراعنة منذ 7 الآف سنة يعتقدون بأن هناك إلهاً، والمصريون متدينون بالفطرة واعتنقوا النصرانية ثم اعتنق قطاع كبير منهم الإسلام وعاشوا معا أبد الدهر لهم نفس الهموم والآمال يحبون بعضهم فى وئام ومحبة لأن الدم الذى يسرى فى اجسادهم واحد والجينات تتوارثها الأجيال، والخلافات التى قد تحدث بينهم مثل الخلافات التى تحدث داخل العائلة أو الأسرة الواحدة. إن أعظم نصارى العالم هم المصريين فى تمسكهم بدينهم وشرائعهم والوصايا، وكذلك أعظم مسلمى العالم هنا فى مصر. ويمتاز أهل مصر بغيرتهم الشديدة على دينهم وعلى وطنهم (يتساوى هنا النصرانى أو المسلم سواء كان متدينا ملتزما أو عاصيا فاجراً أو علمانيا فالكل غيور على دينه ) فمثلا إذا اندلعت نارا فى كنيسة أو مسجد ( أو حوادث طرق ) تجد الجميع يهرع للإنقاذ دون تأخير ودون تمييز للديانة والكل يقول ربنا يستر ويسلم حتى لو كان الفرد مخمورا أو على معصية وقت وقوع المصيبة وهى دى عظمة الشعب المصرى وحضارته وأصالته ونجع حمادى مسقط رأسى (يكاد يتساوى فيها عدد الكنائس والأديرة بعدد المساجد) نعيش فى محبة ووئام وانسجام نتمتع ونستمتع معا ونستذكر دروسنا سويا ونحن صغارا ونتشارك الهموم والآمال، فالقيادة الساسية عندما فكرت فى تعيين محافظ نصرانى اختار محافظتنا لتنول هذا الشرف لطبيعة أهلها فلم يكن الاختيار اعتباطيا أو عشوائيا ولم نجد غضاضة فى ذلك. وعظمة مصر فى حكامها المسلمين وتعاقبهم على مختلف العصور حافظوا على النصارى وكنائسهم وأديرتهم فى طول البلاد وعرضها وعدم المساس بها بل وحمايتها من أى مكروه (هدم أو حرق أو استيلاء) على عكس المسلمين فى جمهوريات الاتحاد السوفيتى وأوربا الشرقية على أيدى الشيوعيين والنصارى الأرثوذكس (الكنيسة الشرقية لتلك الدول) من محاربة عقيدتهم ومنعهم من الصلاة وتحويل مساجدهم إلى أندية وصالات لهو وللقمار مع مسخ هويتهم بتغيير أسمائهم ومحاربة شعائرهم وتعليمهم الدينى ومنعهم من الصلاة وتعرضهم للقتل والإبادة حتى وقت قريب (يوغسلافيا السابقة). إن الكنائس المعاصرة بمصر تبنى على هيئة قلاع حصينة وأبراج شاهقة وبها ملحقات بنائية ضخمة متعددة الأدوار ولها أنشطة اجتماعية وثقافية وتعليمية (بأحدث الوسائل ) ورياضية واقتصادية وطبية وسكنية(للشباب) وتنظيم رحلات ترفيهية وثقافية طوال العام، وتوفير سكن للقساوسة مكيف ومجهز بأرقى وأحدث التجهيزات مع وسائل الاتصال السلكية واللاسلكية والفضائية ووسيلة مواصلات خاصة وخلو رقابة الدولة أما بالمقارنة بالمساجد وائئمتها نجدهم فى حقيقة الأمر هم المضطهدين، وإن الادعاء بوجود خط همايونى كذب وافتراء لاوجود لة إلا فى مخيلة المتعصبين والمتطرفين النصارى والأفاقين من المسلمين وكلاهما مزايدين لتحقيق مصالحهم الشخصية. يوجد بمصر أكبر عدد من الكنائس والأديرة فى العالم (وأيضا من حيث المساحة) بالمقارنة بعدد النصارى الذين يأخذون إجازات فى أعيادهم غير الرسمية (الغطاس –خميس العهد- سبت النور- حد الزعف- القيامة) ونصف يوم عمل يسبق تلك الأعياد ولهم تأخير ساعتين كل يوم أحد بواقع أكثر من مائة ساعة سنويا ومجموع كل ذلك يقرب من شهر مدفوع الأجر ولايوجد قانون ينص على ذلك ومخالف لمواد الدستور. وكيف لمضطهد أن يترك سيارته فى عرض الشارع ليل نهار وفيها ما يدل على عقيدته ودون الإحساس بالخوف عليها وده فى حد ذاتة دليل على أن مصر بلد الأمان لكل أهلها. أتمنى من القيادة السياسية بالتوجيه بعمل فيلم وثائقى ونسخ أقراص مدمجة وألبومات صور عن الكنائس والأديرة والأنشطة التى تمارس فيها والتى لامثيل لها فى أكبر دول العالم ولا فى أية دولة وذلك لإظهار الوجة الحضارى والرد على كل افتراءات اللجان التى تدعى حماية الاقليات الدينية وحقوقها. الغريب أن هناك فئة من المسلمين ( الأسرة والعائلة) بالتأكيد أكثر عددا من النصارى يتعرضون للقمع وانتهاك الحرمات ومصادرة الأموال والحريات بالاعتقال وتشريد ذويهم وضياع مستقبل أولادهم علاوة على حرمانهم من الوظائف العامة وتقلد المناصب القيادية ولانجد من يقول أنهم مضطهدين ( والكثير منهم ليس لهم اتجاهات سياسية مناوئة للدولة). استطيع أن أجزم أنه لولا سماحة الحكام المسلمين فى مصر لما احتفظ النصارى بصحيح ديانتهم وكنائسهم وأديرتهم على مر العصور ولما استحقوا بجدارة أنهم أعظم نصارى العالم وأسعدهم (كأقليات دينية وصفة الأقلية أرفضها) لأنهم يحصلون على امتيازات بالمقارنة بفئات كبيرة فى المجتمع مثل المنتمين للتيارات الإسلامية المتنوعة (وتجد الكنيسة بها أكبر صلبان فى العالم مجسمة ومضيئة وبعدد كبير). إن حادثة اغتصاب طفلة قاصر 12عاما وقبل حلول عيد الأضحى فلو كان الفاعل مسلما كان قد تم قتلة ( وطرد أهله وتبرأ قبيلته منه) وأسرتها تجد الدعم من عائلات أخرى، وهنا كانت المفارقة أن يكون الجانى نصرانى فذلك يثير حفيظة المسلمين (العصبية الجاهلية ويستوى هنا الفاجر والعاصى والعلمانى أو صاحب السوابق الجنائية الذى يقتل بدم بارد) فإن الغيرة على الدين يتساوى فيها الجميع (وذلك النوع من الجرائم عار على الأسرة والعائلة والقبيلة للضحية والجانى أيضا)، وكما سمعت بأن أهل الجانى وكبار رجال النصارى طلبوا من الأمن أن يتركوا الجانى ليكون صيدا سهلا للثأر منه وحقنا للدماء وإطفاء نار الفتنة فى مهدها وسمعت أن الأمن تشبث بأن القانون لابد وأن يأخذ مجراه لذا حدث ما حدث من جريمة نكراء ومنحطة ليلة عيد الميلاد ( لاحظ إن الحادثتين تليهم أعياد وأفراح) وإن الإعلان بأن الجانى من أصحاب السوابق جنائيا لم أصدق الأمن وقلت إن الأمن لجأ لتلك الحيلة لإنهاء الأوضاع ولأن المتهمين سلموا أنفسهم ! ولم اقتنع بذلك إلا بعد إعلان نيافة البابا كيرلس. إن الحل يأتى من منظمات المجتمع المدنى وأصحاب الفكر والرأى وعلماء الدين والنفس والاجتماع ( على أن يتجردوا من مناصبهم الحكومية والحزبية) وفى حضور الغلاة والمتشددين والمتطرفين من كلا الجانبين بعيدا عن شيوخ الخارج وأقباط المهجر (همومهم وآمالهم تتبع أجندات وطن هاجروا اليه ).