مجلس إدارة جودة التعليم بمجلس الوزراء يعتمد 529 مدرسة و184 معهدًا أزهريًا    شوشة: كل الخدمات في رفح الجديدة بالمجان ولا يشملها سعر الوحدة السكنية    تنظيم دورة تدريبية وتوعوية عن مراقبة الجودة بجامعة أسيوط    انعقاد النسخة الخامسة لمؤتمر المصريين بالخارج 4 أغسطس المقبل    أسعار الذهب في مصر بمستهل تعاملات اليوم الخميس 25-4-2024    تعليم القاهرة تكشف حقيقة تعديل مواعيد الامتحانات لطلاب صفوف النقل    القاهرة والجيزة تنضمان لحملة المقاطعة في بورسعيد.. «لا للسمك حتى نزول الأسعار»    المقاولون العرب تحصل على الجائزة الأولى في التشغيل والصيانة بمنتدى مصر لإدارة الأصول    جهاز تنمية المشروعات: ضخ نحو 2.4 مليار جنيه كقروض لأبناء سيناء ومدن القناة    تداول 10 آلاف طن بضائع عامة ومتنوعة بمواني البحر الأحمر    عاجل: أسعار الذهب اليوم الخميس 25-4-2024 في مصر    وزارة العمل: ختام برنامج تدريبي فى مجال التسويق الإلكتروني ببني سويف    200 يوم من الدبلوماسية والدعم.. مصر صوت الحكمة بغزة    الدفاع المدني بغزة يطالب بفتح تحقيق دولي في مجازر الاحتلال بمجمع ناصر الطبي    عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العسكرية بتل أبيب    عاجل| الدفاع المدني بغزة يطالب بفتح تحقيق دولي في إعدامات ميدانية ارتكبها الاحتلال    «القاهرة الإخبارية»: تفاؤل حذر في أوكرانيا بعد موافقة أمريكا على المساعدات    سيدات الأهلي يواجهن بترو أتلتيكو بنصف نهائي كأس الكؤوس لليد    موعد مباراة الزمالك ودريمز الغاني في نصف نهائي الكونفدرالية الإفريقية    أبورجيلة: فوجئت بتكريم النادي الأهلي.. ومتفائل بقدرة الزمالك على تخطي عقبة دريمز    طقس الفيوم.. شديد الحرارة نهارا معتدل ليلا    مصرع شخصين وإصابة 8 آخرين فى حادث سير بين تريلا وميكرباص بصحراوى البحيرة    خلال 24 ساعة.. تحرير 556 مخالفة لغير الملتزمين بارتداء الخوذة    هل يوجد تغييرفي مواعيد امتحانات الترم الثاني بعد التوقيت الصيفي؟.. التعليم توضح    المرور على 100 مخبز وتحرير محاضر بالجملة في حنلات تموينية بالدقهلية    تفاصيل سقوط فردي أمن وسائق بتهمة سرقة شركة بالسيدة زينب    «بنات ألفة» يحصد جائزة أفضل فيلم روائي طويل في مهرجان أسوان    الصحة: فحص 6.3 مليون طفل ضمن مبادرة الكشف المبكر عن علاج ضعف وفقدان السمع    صباحك أوروبي.. بقاء تشافي.. كذبة أنشيلوتي.. واعتراف رانجنيك    الأهلي يصطدم بالترجي التونسي في نصف نهائي كأس الكؤوس لليد    رئيس الإنجيلية يشهد افتتاح مكتبة كنيسة المقطم بمشاركة قيادات السنودس    مصرع وإصابة 10 أشخاص إثر تصادم سيارتين في البحيرة    بسبب مشادة كلامية.. مزارع ينهي حياة زوجته بقطعة خشبية في المنيا    «التعليم» تستعرض تجربة تطوير التعليم بالمؤتمر الإقليمي للإنتاج المعرفي    حمزة العيلى عن تكريم الراحل أشرف عبد الغفور: ليلة في غاية الرقي    الليلة.. أنغام وتامر حسني يحيان حفلا غنائيا بالعاصمة الإدارية    الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء "الأونروا" في دعم جهود الإغاثة للفلسطينيين    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس25-4-2024    أمر عجيب يحدث عندما تردد "لا إله إلا الله" في الصباح والمساء    هل يوجد فرق بين صلاتي الاستخارة والحاجة؟ أمين دار الإفتاء يوضح    الاتحاد الإفريقي لليد يعدل موعد مباراة الزمالك وشبيبة أمل سكيكدة    هيئة الرعاية بالأقصر تعلن رفع درجة الاستعداد تزامنا مع خطة تأمين ذكرى تحرير سيناء    الصحة: 3.5 مليار جنيه لإنجاز 35 مشروعا خلال 10 سنوات في سيناء    قبل مباراة مازيمبي.. مفاجأة سارة لجماهير الأهلي    علماء بريطانيون: أكثر من نصف سكان العالم قد يكونون عرضة لخطر الإصابة بالأمراض التي ينقلها البعوض    هل ترك جنش مودرن فيوتشر غضبًا من قرار استبعاده؟.. هيثم عرابي يوضح    مشاجرات خلال اعتقال الشرطة الأمريكية لبعض طلاب الجامعة بتكساس الرافضين عدوان الاحتلال    الفندق عاوز يقولكم حاجة.. أبرز لقطات الحلقة الثانية من مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني    الاحتفال بأعياد تحرير سيناء.. نهضة في قطاع التعليم بجنوب سيناء    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    هل يجوز قضاء صلاة الفجر مع الظهر؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    رئيس «الطب النفسي» بجامعة الإسكندرية: المريض يضع شروطا قبل بدء العلاج    مش بيصرف عليه ورفض يعالجه.. محامي طليقة مطرب مهرجانات شهير يكشف مفاجأة    تقسيط 30 عاما.. محافظ شمال سيناء يكشف مفاجأة عن أسعار الوحدات السكنية    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    حظك اليوم برج الميزان الخميس 25-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    فريد زهران: نسعى لوضع الكتاب المصري في مكانة أفضل بكثير |فيديو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«اليوم السابع» فى موقع العمل العظيم..المصريون يبدأون «مشروع الحلم»..بدء عمليات حفر مسار قناة السويس الموازية بين نقطتى «الدفرسوار» و«البلاح» شرق مدينة الإسماعيلية لاستكمال ما بدأه الأجداد


( نقلاً عن العدد اليومى)
منذ 150 عاما كان افتتاح قناة السويس التى استشهد فى حفرها ما يقرب من 120 ألف مصرى رووا بدمائهم مياه القناة وعمدوها بالدم.
واليوم الأحد وبعد مرور كل هذه السنوات يعيد المصريون كتابة التاريخ من جديد ويسطرون ملحمة جديدة فى الكتاب الذى بدأ المصريون التدوين فيه منذ آلاف السنين.
اليوم الأحد تبدأ عمليات الحفر الفعلى لمسار القناة الموازية لقناة السويس بين نقطتى الدفرسوار والبلاح شرق مدينة الإسماعيلية.
حفرها الأجداد بأيديهم ومعدات بدائية واليوم يكمل الأحفاد جهد الأسلاف بآلات ضخمة اختصرت عمل عقد من الزمان فى عام واحد.
«اليوم السابع» كانت هناك لتشهد انطلاق الملحمة وتفقدت موقع الحفر والقرى المحيطة بمساره ومدينة الإسماعيلية بعد يومين من إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى بدء العمل، ورصدت ردود الأفعال، الكل هنا مستبشر بما حدث ويشعر أنه يشارك فى صنع تاريخ جديد.
هنا الروح مختلفة وثابة تنظر إلى مستقبل توقن أنه سيكون أفضل بكل تأكيد.
الكل يريد أن يساهم، الكل يريد أن يعمل والكل يدرك أنه منذ سنوات طويلة لم يكن هناك فى مصر مشروع بهذا الحجم.
ما رأيناه على أرض الواقع يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن المصرى عندما يريد لا يقف أمامه مستحيل.
إنهم المصريون الذين عادوا من جديد للمساهمة فى مشروع الحلم المصرى الذى سرعان ما سيتحول إلى واقع بفضل سواعدهم.
أعمال الحفر تسير على قدم وساق بمسار القناة الموازية لقناة السويس تنفيذا لتعليمات الرئيس السيسى
العمل 24 ساعة على ثلاث ورديات للانتهاء فى عام واحد..أسطول من سيارات النقل الثقيل واللوادر يبدأ العمل ويتحدى تلال الرمال وتجريف الأرض ثم تعميق الحفر بسواعد مصرية من كل المحافظات
قبل ساعات من زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لتفقد أعمال حفر قناة السويس الجديدة على أرض الواقع، والوقوف على سير العمل بالمشروع، الذى تقرر أن تكون مدته 12 شهرًا بدلا من 3 سنوات. كانت جريدة اليوم السابع هناك فى مساء اليوم الثانى من انطلاق الحفر ترصد أولى خطوات المرحلة الأولى.
خلية نحل
على بعد أقل من 2 كيلو متر من معدية رقم 6 المارة بين الضفة الغربية لقناة السويس وأراضى الضفة الشرقية أسطول من سيارات النقل الثقيل تجاوز عددها نحو أكثر من 40 سيارة انتشرت وتوغلت فى صحراء الناحية الشرقية، ومعدات الحفر تصل إلى نحو 15 لودر بدأت جميعها فى أعمالها لشق مسار قناة السويس الجديدة البالغ نحو 35 كيلو مترا مربعا حفرا جافا تبدأ بعدها مرحلة التوسيع والتعميق للمجرى.
على جانب طريق الإسماعيلية نويبع بدأت أعمال حفر فى مشروع قناة السويس الجديدة أو «الحلم المصرى» كما أطلق عليه الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، أكوام كبيرة من الرمال نقلتها سيارات النقل من أماكن الحفر، حفر عميقة أحدثتها اللوادر فى الصحراء.
الجميع يعمل فى صمت من أجل إنجاز المشروع، خاصة بعد تقليص فترة إنجازه من 36 شهرا إلى 12 شهرا فقط، فعلى امتداد البصر كانت السيارات تتنقل بداخل أرض المشروع حيث تم عمل «مدق» لتسهيل حركة سير السيارات داخل الصحراء، لنقل ما تم حفره إلى خارج النطاق.
من كل صوب وحدب من سيناء والقناة ومن أماكن أخرى كل يهمه إنجاز عمله خلال فترة عمله المحددة من الثامنة صباحا وحتى الخامسة عصرا فلكل منهم قطاع محدد فى العمل يبدأ بتجريف الأرض ثم تعميق الحفر.
إصرار الرئيس السيسى على إنهاء المشروع خلال عام واحد فقط أجبر هيئة قناة السويس على زيادة عدد الشركات التى تقوم بعمليات الحفر من 17 إلى 30 شركة للالتزام بالموعد المحدد لتنفيذ المشروع.
مشروعات عملاقة
كما سيتطلب أيضا العمل طوال 24 ساعة على ثلاث ورديات، وزيادة حجم المعدات والآلات المستخدمة فى المشروع.
المحاسب طارق حسانين المتحدث باسم هيئة قناة السويس قال إن مشروع ازدواج المجرى الملاحى «الحلم المصرى» لما يحمله من آمال مستقبلية للمصريين، واتجاه الحكومة المصرية إلى المضى قدما فى مشروع لتنمية إقليم قناة السويس وتحويله إلى محور دعم لوجيستى متعدد الصناعات من خلال إكمال مشروعات شرق التفريعة ببورسعيد، والمنطقة الصناعية بالقنطرة شرق ووادى التكنولوجيا بالإسماعيلية، ومنطقة شمال غرب خليج السويس، أسرع خطوات حفر تفريعة بحرية جديدة بطول 35 كيلو مترا، و37 كيلو مترا توسعة وتعميق للمجرى الملاحى لتكون قناة موازية لإسراع حركة نقل البضائع بين البحرين الأحمر والمتوسط فى مدة لا تزيد عن ثمانى ساعات عبر قناة السويس التى تتوسط الخط الملاحى الدولى، وتجذب أكبر إيراداتها من السفن العابرة المحملة بالحاويات.
وأضاف المتحدث باسم هيئة قناة السويس «أن المدة الزمنية المقترحة لإنهاء المشروع كانت ثلاث سنوات ولكن طلب رئيس الجمهورية إنهاءه خلال عام واحد زاد الضغط على الشركات العاملة فى الحفر وزيادة ساعات العمل يوميا إلى 24 ساعة».
وأوضح حسانين «هناك مقولة تقول إذا كان اقتصاد الدولة ضعيفا، عليها العمل بكثرة لتحريك الاقتصاد، وضغط العمل، سيجعلنا نلجأ لعدد شركات أكثر».
لافتا إلى أن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة اعتادت على العمل مع 17 شركة مقاولات بدأت العمل فى حفر القناة، ولكن مع ضغط العمل سيرتفع عدد الشركات إلى 30 شركة لأننا سننجز حفر التفريعة، بالإضافة إلى حفر ستة أنفاق لربط الضفة الغربية بسيناء.
وأضاف: «مشروع ازدواج القناة كان قد تم طرحه من قبل، فى 2006 وثم فى 2012 بخطة الهيئة ولكن الدولة لم تكن مستقرة لإنهائه، والآن بعدما بدأت بوادر الاستقرار تظهر كان لزاما أن نبدأ فى التطوير بمشروعات عملاقة».
وتابع المتحدث باسم الهيئة أن «وزارة المالية تدرس طرق الاكتتاب بالأسهم فى حفر القناة الجديدة، ولكنها حتى الآن لم تستقر على شكل للشركة، ولا نستطيع طرح أسهم هيئة قناة السويس للاكتتاب لأنها شركة مصرية غير مطروحة للاكتتاب، ويمكن أن تنشأ شركة أخرى حسب قانون هيئة قناة السويس ولا يتعارض مع أصول الشركة كما أن الأسهم لن تكون مطروحة للبيع إلا للمصريين».
بدأت عمليات تطوير قناة السويس منذ عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات وانتهت فى عام 1980 بحفر تفريعات جديدة، وكان من المفترض أن تبدأ المرحلة الثانية عام 1984، ولكن نتيجة كساد البترول فى سوق النقل البحرى توقفت مراحل التطوير إلى أن بدأت من جديد عام 1990 بتوسيع وتعميق المجرى الملاحى.
تتضمن خطة تنمية القناة 42 مشروعا، منها 6 مشروعات ذات أولوية، وهى تطوير طرق القاهرة - السويس، والإسماعيلية - بورسعيد إلى طرق حرة، إنشاء نفق الإسماعيلية الذى يمر بمحور السويس للربط بين ضفتى القناة شرق وغرب، وإنشاء نفق جنوب بورسعيد أسفل قناة السويس لسهولة الربط والاتصال بين القطاعين الشرقى والغربى لإقليم قناة السويس، وتطوير ميناء نويبع كمنطقة حرة، وتطوير مطار شرم الشيخ وإنشاء مأخذ مياه جديد على ترعة الإسماعيلية حتى موقع محطة تنقية شرق القناة لدعم مناطق التنمية الجديدة وكذلك إقامة مطارين، وثلاثة موانئ لخدمة السفن، ومحطات لتمويل السفن العملاقة من تموين وشحن وإصلاح وتفريغ البضائع، وإعادة التصدير، وإقامة وادى السيلكون للصناعات التكنولوجية المتقدمة، ومنتجعات سياحية على طول القناة، إلى جانب منطقة ترانزيت للسفن ومخرج للسفن الجديدة مما سيؤدى إلى خلق مجتمعات سكنية وزراعية وصناعية جديدة ستوفر ما يزيد على مليون فرصة عمل للشباب المصرى.
الرئيس عبدالفتاح السيسى يتابع العمل بمشروع القناة ويوضح تعليماته لفريق العمل والمسؤولين عن المشروع
ارتفاع متوقع لأسعار العقارات بالإسماعيلية مع عمل شركات حفر القناة..زيادة الطلب على تأجير العقارات مع بداية المشروع.. و«الكرفانات» الجاهزة أحد الحلول المطروحة
على الرغم من ارتفاع أسعار العقارات والأراضى فى مدينة الإسماعيلية خلال الأعوام الثلاثة الماضية، فإن ازدياد العمالة الوافدة للعمل فى حفر قناة السويس الجديدة سوف يؤدى إلى رفع الأسعار مجددًا، حسبما توقع خبراء.
يقول أحمد إسماعيل، صاحب مكتب للتسويق العقارى: «مهندسون بشركات تعمل حديثًا بشرق قناة السويس طلبت تأجير شقق للإقامة فيها، وهذا دليل على انتعاش مقبل فى سوق العقارات».
وأضاف أن ارتفاع عدد الشركات العاملة فى الحفر إلى 30 شركة مع أعداد العاملين يشكل عبئًا على حجم العقارات الشاغرة لاستقبال العمالة الوافدة، موضحًا أن المستقبل فى الإسماعيلية للعقارات، خاصة خلال السنة الأولى من الحفر.
إسماعيل تلقى أثناء حديثه مع «اليوم السابع» بمكتبه اتصالًا من مهندس يعمل بشركة جديدة فى الحفر يطلب استئجار شقة، وينتظر عبور قناة السويس عبر المعدية ليتفقدها.
ويضيف: الطلب بدأ قبل أيام على وحدات للسكن، مثل الشقق المفروشة، وهو ما يفتح مجالًا جديدًا للغلاء، خاصة أن معظم مستخدمى الشقق المفروشة بالمحافظة هم طلاب الجامعة المغتربون، أو البحث عن إيجار وحدات كإيجار جديد للعمال والمهندسين، واللجوء إلى تأجير استراحات لأصحاب الشركات.
ويتخوف من حدوث هبوط فى أسعار العقارات، إذا ما قل الطلب على الوحدات السكنية، خصوصًا إذا ما وفرت المحافظة أو القوات المسلحة أماكن إيواء للمهندسين والعمال.
ويتوقع إسماعيل أن يرتفع الطلب على استئجار الشقق المفروشة لأصحاب الشركات، لكنها غير متوفرة بكثرة فى الإسماعيلية، مؤكدًا أن سوق العقارات بالمدينة لا تستوعب حجم العمالة الجديدة، رغم اتساعها.
ويضيف: «هناك حل أمام الشركات وهيئة قناة السويس لاستيعاب العمالة الوافدة، هو إنشاء كردونات سكنية من الكرفانات المجهزة للعمال، والتى تتحرك مع أماكن الحفر».
أما المهندس وليد ضحى، عضو مجلس نقابة المهندسين بالإسماعيلية، فيقول إن الإسماعيلية تعانى من ارتفاعات رهيبة فى الأسعار بصورة تفوق مثيلاتها فى القاهرة، بالرغم من حالة الركود التى تسيطر على السوق، وذلك بسبب سيطرة مجموعة من التجار على السوق، والذين يقومون بإنشاء اتحاد الملاك والشراء بأعلى أسعار، فضلًا على عدم وجود أراض جديدة، حيث أصبحت مدينة الإسماعيلية الآن مغلقة فى وجه البناء الجديد.
ويضيف: هناك أيضًا أفراد بدأوا فى تجهيز أنفسهم للاستثمارات العقارية ببناء أبراج، ورفض بيعها أو تأجيرها انتظارًا للرواج المتوقع من المشروع.
ويضيف ضحى أنه من المتوقع زيادة أسعار الأراضى فى قرى شباب الخريجين فى منطقة شرق القناة بجوار المشروع، لقربها الشديد من المشروع، ومن الاستثمارات المتوقع عملها فى تلك المنطقة.
ويكمل: فى قريتى التقدم والأبطال الواقعتين فى الضفة الشرقية للقناة يبلغ حاليا سعر الفدان خاليًا من الزرع «بور» نحو 50 ألف جنيه، بسبب المشكلات التى تواجههم فى مياه الرى والكهرباء والمواصلات، ويضيف: القرب من المشروع ووجود وادى التكنولوجيا سيخلقان أرقامًا فلكية فى المنطقة قد تصل إلى ثلاثة أضعاف، أى نحو 180 ألف جنيه للفدان بسبب الاهتمام المتوقع من الدولة لسكان هذه المنطقة لتحسين المرافق والخدمات والربط بينها وبين الإسماعيلية بنفق جديد أعلن عنه فى تفاصيل المشروع.
ويضيف: على الرغم من أنها أراضى دولة يتحكم فيها جهاز تعمير سيناء، فإن أعدادًا كبيرة من شباب الخريجين قد باعوا أرضهم للبدو المقيمين.
ويكمل: العقارات قد ترتفع إلى الضعف تقريبًا، وتستخدم العقارات فى السكن أو كمحال تجارية أو ورش أو أماكن تخزين وأماكن استضافة عمل.
الرئيس السيسى يدشن العمل بمشروع القناة فى يومه الأول بحضور عدد من قيادات الجيش والمسؤولين
«القناة» تعيد أمل الحياة لقرى الشرق..أراضى شباب الخريجين هجرها أصحابها.. والمسؤولون اكتفوا بوعودهم لأصحابها.. السكان: نأمل أن تعطينا القناة الجديدة حقوقنا
تجمعات سكنية متباعدة يربطها طريق ملىء بالحفر والمطبات.. أفراد مختلفو الهوية منهم من ينتمى إلى القبائل التى تسكن المنطقة ومنهم من ينتمى إلى الوادى الذين استقروا هناك بعد حصولهم على أرض فيما سمى بمشروع أراضى شباب الخرجين ثم هجروها.. «التقدم والأبطال وأبوعروق والأمل والأحرار والسلام»، قرى تتراص بجوار بعضها فى الضفة الشرقية لقناة السويس مقتطعة من زمام شبه جزيرة سيناء بمساحة نحو 70 كيلو مترا مربعا تمثل نحو %48 من مساحة المحافظة وتتبع مركز القنطرة شرق بمحافظة الإسماعيلية.
«شبعنا كلام ووعود بتحويل الصحراء إلى أرض خضراء، زهقنا تصريحات عن تنمية القناة وسيناء وكل مسؤول (ييجى) يتصور هنا ويمشى لكن تبقى أزماتنا كما هى»، هذا لسان حال أهالى قرية التقدم النموذجية إحدى قرى الشرق التى تبعد فقط نحو 5 كيلو مترات عن مسار قناة السويس الجديدة التى يأمل أهلها فى أن يكون المشروع الجديد «الحلم المصرى» عهدا جديدا لهم.
القرية التى تم إنشاؤها قبل نحو 35 عاما منذ عام 1990 لتكون انطلاقة نحو قطعة أرض خضراء وسط صحراء سيناء اكتست باللون الأصفر بعد أن هجرها شباب الخرجين بعد بيعهم للأفدنة الخمسة التى تسلموها من الحكومة المصرية.
«شامل حارون» أحد أهالى القرية قال: «المشروع الجديد سيكون انطلاقة مصرية جديدة للتنمية والتعمير وسيخدم جميع الأطراف من الدولة والمستثمرين وصولا إلى الحاويات والسفن المارة فى القناة ثم المصريين لكنه لن يفيد أهالى شرق القناة، يكمل خلال العام الأول الذى سيتم فيه شق القناة وإنشاء البنية التحتية للمشروع فإن الاستفادة، لن تعود إلا على أصحاب الشركات والمقاولين وأصحاب المعدات الثقيلة وآلات الحفر، فى حين أن أهالى شرق القناة هم أصحاب مهن زراعية فلن يستفيدوا من تلك الأعمال».
«حارون» لا ينعى حظ قريته المستقبلى فى عدم الاستفادة من القناة الجديدة لكنه أيضا يعدد تلك المشكلات والأزمات التى تحيط بكل قرى الشرق، فيقول نرتبط بالإسماعيلية عن طريق المعابر المائية معدية رقم «6» ومعدية «سرا بيوم» اللتين تعملان حتى الثانية عشرة مساء وبعد إغلاقهما ننفصل عن العالم الخارجى وهو ما يستوجب تشغيلهما طوال 24 ساعة واستخدام أجهزة حديثة فى التفتيش وزيادة حارات العبور لأن ذلك من شأنه التأثير سلبيا على التنمية فى الشرق، قائلا: منتظرين الفرج وأمل العيش من حولهم.
هجرها شباب الخريجين بعد أن ضاقت بها الصحراء بما رحبت وبعد أن أصابتهم مشكلات نقص مياه الرى وانقطاع الكهرباء المستمر الذى يصل لنحو 15 ساعة يوميا وهو ما يصعب من عمليات الرى، فاضطر الشباب إلى بيع أراضيهم لسداد الديون التى تراكمت عليهم وعادوا إلى محال إقامتهم فى مختلف المحافظات، يبحثون عن عمل آخر غير الزراعة، كما يقول أبوعمر أحد أهالى شرق القناة، إن القرية التى اتسع نطاقها حتى شملت تجمعات سكنية منها أبوعروق وأبوعليان والزوايرة وأبوعريضة والعيايدة وتبة الشجرة أصبحت تعانى من واحدة من أهم المشكلات وهى عدم تقنين أوضاع مشترى أراضى شباب الخريجين وواضعى اليد فتلك الأراضى التى اشتروها من الشباب بعقود من الباطن لا تجد لها سندا قانونيا لدى الدولة ويصرون على سحب الأرض منهم ويرفضون أى محاولات للإبقاء على الأرض لأننا نقوم بزراعتها والاستثمار فيها، وهو ما يستوجب تقنين أوضاع واضعى اليد على الأراضى التى استصلحوها من أجل تعمير وتنمية منطقة شرق القناة وهذا بيد الهيئة لعامة للتعمير التى من المفترض أن تحرر عقودا نهائية للمشترين من الباطن للحصول على ملكية الأرض وأنهم مستعدون لسداد الأقساط الشهرية.
يعتمد أهالى قرى الشرق فى انتقالاتهم الداخلية أو إلى الإسماعيلية على وجود سيارات خاصة ربع نقل لا تعمل بانتظام وهو ما يعنى صعوبة التنقل بين شرق وغرب القناة وهو ما يساهم أيضا فى تلف المحاصيل التى يود أهالى الشرق نقلها للأسواق بالإسماعيلية لبيعها.
المياه والتعليم والصحة هى مشكلات أساسية فى المجتمع المصرى لكن هنا فى قرى الشرق يختلف الوضع تماما فأقرب مستشفى لقرية التقدم هو مستشفى القنطرة شرق المركزى تلك التى تبعد نحو 70 كيلو مترا عن القرية، بالإضافة إلى إغلاق المعديات ليلا وأيضا عدم وجود أطباء فى الوحدة الصحية بالقرية، وهو ما يعنى أن مريض هذه القرية لن ينقذه أحد من المرض أو الموت هكذا.. يضيف أبوعمر.
مدرستان فقط فى المنطقة ابتدائية وأخرى إعدادية، بالإضافة إلى معهد أزهرى فى حين يضطر أهالى المنطقة إلى إرسال أبنائهم إلى مدرسة أخرى بالإسماعيلية أو سرابيوم التى تبعد نحو 20 كيلو مترا ما يجعل أحد المطالب الرئيسية للأهالى هو إنشاء مدارس للتعليم الفنى خاصة الزراعى نظرا لارتباط أهالى المنطقة بحرفة الزراعة أو صناعية لتتواكب مع الحرف التى ستنتشر بالمنطقة جراء تشغيل القناة الجديدة وتكون أيضا لخدمة مشروع وادى التكنولوجيا.
فيما تبقى مشكلة مياه الشرب هى الأزلية فمصدر المياه فى المنطقة هى المياه المخزنة القادمة من محطات شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالقناة إلا أنه نتيجة انخفاض الكميات الموجودة بالخزانات يضطر الأهالى إلى شراء جراكن المياه العذبة من القنطرة شرق والإسماعيلية وتتراوح أسعار الجركن من 2 إلى 5 جنيهات أما المصدر الثانى للمياه فهى الآبار الارتوازية التى ترتفع فيها نسبة الملوحة وتؤثر على صحة المواطنين وتصيب البعض منهم بأمراض الكلى كما يروى سالم محمد.
المهندس ثابت الحارون أحد المستفيدين من مشروع شباب الخريجين قال إنه لابد من دمج أبناء الشرق والقناة للاستفادة من فرص العمل التى قيل إنها ستصل إلى نحو مليون فرصة عمل، مضيفا أن المشروع بشكله الحالى هو انطلاقة جديدة للمستقبل وسيعمل على توفير فرص عمل مستقبلية لأبناء الشرق لكنها لن تظهر فى العام الأول للتجهيز، موضحا: بعد اكتمال المشروع فإن الخدمات الحكومية سيكون لها وضع مختلف عن الوضع الحالى لأن المنطقة ستكون محور اهتمام للحكومة التى ستعمل على ضخ استثمارات فى تلك المنطقة وهو ما يعنى تحسين البنية التحتية والخدمية لقرى الشرق.
وطالب الحارون بضرورة تأهيل أهالى المنطقة وتدريبهم من خلال دورات تدريب للعمل فى مشروع القناة من أجل تنمية ثقافة التعامل مع الاستثمارات التى ستجتاح المنطقة حتى يكون لهم نصيب من فرص عمل المشروع.
السروى
بدء الإجراءات الفعلية لحفر القناة الجديدة اليوم.. محافظ السويس: المشروع يقضى على البطالة.. و«شباب الجمهورية الثالثة» ينظمون زيارة
تبدأ اليوم الأحد الإجراءات الفعلية لحفر مشروع ازدواج قناة السويس الجديد بطول 72 كيلومترا، وقالت مصادر بهيئة قناة السويس إن الهيئة تشهد استعدادات مكثفة ومتواصلة للانتهاء من وضع اللمسات الأخيرة لبرنامج ضغط الأعمال لإنهاء المشروع فى عام واحد بدلا من ثلاثة أعوام.
وأضافت المصادر أن الهيئة برئاسة الفريق مهاب مميش تقوم بعملية تكريك وتعميق ل 37 كيلومترا داخل المجرى الملاحى، بينما تقوم هيئة عمليات القوات المسلحة بحفر 35 كيلومتراً جافة خارج القناة مستعينة ب17 شركة مصرية تساعد فى عملية الحفر وإزالة الأتربة، موضحة أن الانتهاء من أعمال حفر ازدواج مشروع قناة السويس الجديدة سيتم فى أغسطس 2015.
من جانبه قال اللواء العربى السروى محافظ السويس إن مشروع محور التنمية بقناة السويس الجديدة سيقضى تماماً على البطالة بالمحافظة، مؤكداً أن جميع فرص العمل التى سيوفرها المشروع ستتوجه لأبناء مدن القناة، مضيفاً أن البطالة بالسويس من 25 إلى 30 ألف شاب طبقاً للإحصائيات.
وتابع المحافظ قائلاً إن السويس بصفة خاصة ستستفيد من المشاريع القومية حيث سيتم رصف عدد كبير من الطرق العامة منها ازدواج طريق (النفق رأس سدر)، فضلاً عن تطوير طريق (القاهرة السويس)، بداية من مدينة الشروق وحتى ما بعد مدخل السويس.
كما سيتم إنشاء حارة ثالثة خاصة بسيارات النقل الثقيل، وكذلك تطوير مداخل ومخارج (طريق الزعفرانة البحر الأحمر) وإنشاء نفق تحت قناة السويس سيكون الأكبر من نوعه فى منطقة الشرق الأوسط ويتسع لأربع حارات، وإقامة مطارين، وثلاثة موان لخدمة السفن، ومحطات لتمويل السفن العملاقة من تموين وشحن وإصلاح وتفريغ البضائع، وإعادة التصدير، وإقامة وادى السيليكون للصناعات التكنولوجية المتقدمة، ومنتجعات سياحية على طول القناة، إلى جانب منطقة ترانزيت للسفن ومخرج للسفن الجديدة مما سيؤدى إلى خلق مجتمعات سكنية وزراعية وصناعية جديدة. من جانبهم أكد أهالى سيناء أن مشروع قناة السويس الجديدة سيطرد الإرهاب من سيناء ويحولها لجاذبة للاستثمار حيث قال البرلمانى سابق «سلامة الرقيعى» إن المشروع سينهى عزلة سيناء ويسوق منتجات سيناء الصناعية والزراعية وسيوفر فرص عمل ويقضى على البطالة المتفاقمة. إلى ذلك تنظم الحركات والأحزاب سلسلة من الزيارات الميدانية لموقع المشروع إضافة إلى تنظيم فعاليات للترويج له، حيث تقوم جبهة شباب الجمهورية الثالثة اليوم الأحد بأول زيارة ميدانية تقوم بها جبهة شبابية لمشروع محور قناة السويس، وقال «طارق الخولى» مؤسس الجبهة إنه على الرغم من مشاركته فى الحفل الرسمى الذى دشن فيه الرئيس السيسى مشروع محور قناة السويس إلا أنه أصر على زيارة ميدانية أخرى له برفقة زملائه من أعضاء جبهة شباب الجمهورية الثالثة لتحفيز جموع المصريين على المساهمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.