باحث أثرى: حياة المصريين القدماء قائمة على الرموز والدلالات

أقيم، مساء أمس، بقاعة الكلمة بساقية عبد المنعم الصاوى، لقاء بعنوان "معانى الرموز فى حياة المصريين القدماء"، حيث تحدث محمد جاد الله الباحث والمحاضر دولى فى شئون الهوية والحوار بين الحضارات ورئيس مؤسسة بناة السلام عن معانى الرموز فى حياة المصريين القدماء.
وأوضح جاد أنه من أنواع الرموز عند قدماء المصريين: "رموز الكتابة" وهى الرموز المكتوبة على جدران المعابد والشواهد، والنوع الثانى "الرموز المطلقة" وهى رموز صفات كالحب والقوة، والنوع الثالث "رموز تتعلق بالطبيعة" كالحشرات والنباتات والحيوانات.
وأشار جاد إلى أن المصريين القدماء كانت لديهم مجموعة من الألوان الخاصة لها دلالات وتعبيرات معينة كاللون الأحمر الذى يعبر أما عن الدم وإما الشر، أما اللون الأخضر فهو يرمز إلى كل ما يتعلق بالنبات، لافتا إلى أن اللغة الهيروغليفية هى نوع من أنواع الكتابات التى كان يستخدمها قدماء المصريين فى كتابتهم، وهناك رموز ذات دلالة صوتية كالرمز "البومة" والذى يرمز إلى حرف "الميم"، أما رمز "موجة البحر" فهو يرمز إلى حرف "ن"، وهناك رموز أو علامات ذو دلالاتين "مثل رمز" ثلاث جلود للنمر مربوطة" وهى ترمز إلى كلمة "مس" أو "رع "، وهناك رموز ذو ثلاث دلالات مثل حتب، والرموز بصفة عامة هى ليست طلاسم كما يظن البعض ولكن يمكن ترجمتها وقراءتها.
وتتلخص فلسفة الحياة عند قدماء المصريين فى الحياة الأبدية، فالمصريون القدماء كان لديهم إيمان تام بالبعث والخلود بعد الموت، ومن الرموز المشهورة مفتاح الحياة أو عنخ كما كان يسمى قديمًا، ورمز "جد" الذى يمثل العمود الفقرى لإله الخصوبة ويرمز إلى الشعور بالاستقرار والنماء، أما رمز" الواس" فهو رمز الشر والذى كان يمثل رأس ست رب الشر والحرب.
وكان لدى المصريين القدماء فكر أعمق فى فكرة الصراع بين الخير والشر، كما تم عرض صورة لصولجان والذى يدل على السلطة والسعادة وكان دائمًا يوجد هناك صولجان مركب يهدى إلى الملك، ومن الرموز الأخرى رمز العدالة والتى كان يسمى قديمًا "ناعت" وهو عبارة عن ريشة والتى ترتبط بالهواء،فالقدماء المصريون كانت العدالة تشكل لهم الهواء الذى يتنفسونه.
وأكد جاد أن كل شىء نراه يشكل رمزًا، وإذا كان إدراكنا للرموز أقل فإن إدراكنا للعالم يقل أيضًا، مشيرا إلى أن الرموز تشكل جزءًا كبيرًا من هويتنا المصرية، والهوية لها مقومات ومكونات منها فهم معانى الأشياء والأسماء والصفات التى تدور على مر التاريخ، تليها الفاعلية والتقدير يعطى نوعًا من الانتماء وعندما يشعر الفرد بالانتماء يشعر بالأمن والحماية فالأمن يبدأ من الداخل.