استضافت مصر ممثلى إسرائيل وفلسطين، ومنهم مسئولين من حماس، لتأمين عملية وقف إطلاق النار فى غزة وهو ما يعتبر نجاحا كبيرا للدبلوماسية المصرية ويمكن القول أن هذه الوساطة تمثل فرصة ثمينة لإدارة الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى لكى تلعب دور الوساطة فى مشكلة غزة وإبراز تأثيرها الإقليمى. وقال الكاتب الصحفى سامى كوهين، وهو تركى يهودى، فى مقال نشرته صحيفة ميلليت التركية اليوم الجمعة إنه تم التوصل لهدنة لعدة مرات بين الأطراف المتنازعة جراء الجهود الدبلوماسية المصرية المثمرة التى ستنتهى صباح اليوم وغير معروف حتى الآن إذا كانت هناك إمكانية للتوصل لتمديد فترة الهدنة أم لا، ولكن فى كافة الأحوال هذا يمثل تطورا إيجابيا للسياسة المصرية. وأضاف كوهين فى مقاله أنه دون أى شك نجحت الدبلوماسية المصرية فى مبادرة وقف إطلاق النار والفترة التى لحقتها، على الأقل فى هذه المرحلة، وحول علاقات مصر مع حماس قال أن الحوار مستمر بين الجانبين مقابل وجود علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، و بالتالى توجد فرصة كبيرة سانحة للدبلوماسية المصرية. وتستفيد مصر من هذه الحالة حيث دخلت منذ اللحظة الأولى من اندلاع الأزمة بين حماس وإسرائيل وخلال هذه الفترة قدمت الأممالمتحدة، والولايات المتحدةالأمريكية، والدول الخليجية وعلى رأسها السعودية دعمها لمصر وبهذا الشكل أصبح الأمر سهلا على الإدارة المصرية وظهر للجميع أنها الجهة الإقليمية الفاعلة. وقال كوهين إن تحرك مصر الإقليمى يوضح لنا وضعية الدبلوماسية التركية، وبكل تأكيد نرغب فى تولى أنقرة مبادرة فى مجال المفاوضات السياسية بين الطرفين المتنازعين ورغم بذل وزير الخارجية أحمد داود أوغلو جهودا مكثفة وشاركت تركيا فى الجهود التى تقودها الأممالمتحدة والولايات المتحدة لوقف هجمات إسرائيل على قطاع غزة، إلا أن أنقرة لم تتمكن من لعب دور الوسيط بل تولت دور جزئيا أو مساعدا ويعود ذلك لانقطاع العلاقات الدبلوماسية بين تركيا وإسرائيل والتصريحات القاسية التى أطلقها رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان خلال حملته للانتخابات الرئاسية ضد إسرائيل وبالتالى تسبب فى ضياع الفرصة على تركيا. وأوضح الكاتب التركى أن أزمة غزة كانت ستكون بمثابة فرصة جديدة أمام تركيا للظهور مرة أخرى على الصعيد الإقليمى بعد المصاعب التى شهدتها فى علاقتها مع العراق وسوريا ومصر.