قد تلد السيدة ولادة طبيعية، ولكن عندما تواجه صعوبة فى ولادتها الثانية تلجأ إلى الولادة القيصرية، وهو أمر وارد ولا خطورة منه، ولكن هل الأمر ذاته يمكن أن يحدث وتلد المرأة ولادة طبيعية بعد الولادة قيصرية؟. سؤال يجيب عن الدكتور عطية أبو النجا استشارى أمراض النساء والولادة قائلا: على الرغم من أنه لا يوجد ما يؤكد صعوبة الولادة الطبيعية بعد ولادة قيصرية، إلا أن هذا الأمر يتعامل معه أغلب أطباء النساء كونه قانونا غير منشور، فالمخاطر التى قد تواجه المرأة فى تلك الحالة كبيرة وشديدة التعقيد ولا تحتمل المجازفة، فالعملية القيصرية ينتج عنها جرح بالرحم، وهو كأى جرح أخر يتكون حوله نسيج ليفى يتميز بطبيعته الصلبة التى تفتقد للمرونة، وبالتالى يعد أمرا خطيرا للغاية فى حالة انقباضات الرحم الشديدة التى تسبق الولادة والمعروفة بالطلق، فقد لا يحتمل الجرح شدة تلك الانقباضات ويتعرض الرحم لحالة تسمى"مزق الرحم الصامت"، وهو المزق الذى لا يسبب ألما شديدا ولا ينتج عنه نزيف، لذا يصعب تداركه ومع زيادة حدة تلك الانقباضات قد يتعرض الرحم لما هو أخطر وهو تمزق الرحم، والذى يعد من الحالات الحرجة جدا، حيث ينفجر الرحم ويصعب السيطرة على الجروج الناتجة عنه، مما قد يضطر الأطباء لإجراء جراحة لاستئصاله بشكل كامل للحفاظ على حياة الأم. ولذا يفضل غالبية الأطباء عدم خوض هذه المغامرة. ولكن هذا لا يمنع أن هناك بعض الحالات القليلة التى يمكن أن تنجح معها الولادة الطبيعية بعد ولادة قيصرية، ولكن يجب أن تتوافر بعض الاحتياطات اللازمة كأن تتم الولادة بغرفة عمليات مجهزة بأدوات الولادة القيصرية لاحتمال تغير الوضع فى أى لحظة.