وزير الصحة يشيد بدور التمريض في رعاية مصابي غزة    البيئة: 300 مليون يورو استثمارات التوافق البيئي في الصناعة    رجل الظل| «القاتل السياسي».. اختيار كوشنر المُلهم طريق ترامب نحو رئاسة أمريكا    لليوم الثاني على التوالي.. غارة إسرائيلية تستهدف منطقة حدودية بين لبنان وسوريا    اليوم.. قطار البريميرليج يصل لخط النهاية    مدير صندوق مكافحة وعلاج الادمان: مقراتنا بالجامعات تقدم التوعية للطلاب طوال العام    إصابة 3 طلاب إعدادية في مشاجرة داخل فناء مدرسة بالمنيا    6 عروض مجانية بإقليم القناة وسيناء الثقافى    عبير صبري تهنئ ريم سامي بمناسبة حفل زفافها    وزير الصحة يؤكد اهتمام القيادة السياسية بوضع استراتيجية متكاملة لتطوير التمريض    مباشر الدوري الألماني - فرانكفورت (0)-(0) لايبزيج.. بداية المباراة    الكل متفائل.. توقعات الجماهير لمباراة الأهلي و الترجي التونسي.. فيديو    وزير التعليم: بذل كافة الجهود لدعم التمكين الحقيقي للأشخاص ذوي الإعاقة    مدبولي: مصر ستكون مركزا إقليميا لتصنيع الأجهزة المنزلية الفترة المقبلة    موعد عيد الأضحى المبارك 2024.. بدأ العد التنازلي ل وقفة عرفات    مصرع طفلة دهستها سيارة "لودر" في المرج    سائقو الشاحنات في أوكرانيا ينظمون احتجاجا ضخما اعتراضا على قانون التعبئة الجديد    خبير يوضح أسباب الانقسامات التي تضرب مجلس الحرب الإسرائيلي (فيديو)    بعد الانخفاضات الأخيرة.. أسعار السيارات 2024 في مصر    الصحة العالمية تحذر من الملح: يسبب ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب    مصر تنافس على لقب بطولة CIB العالم للإسكواش ب3 لاعبين في المباراة النهائية    بعد الخلافات العديدة.. إشبيلية يعلن تجديد عقد نافاس    السفيرة سها جندي تترأس أول اجتماعات اللجنة العليا للهجرة    عاشور: دعم مستمر من القيادة السياسية لبنك المعرفة المصري    مسؤولو التطوير المؤسسي بهيئة المجتمعات العمرانية يزورون مدينة العلمين الجديدة    «الحرية المصري»: مصر لن تتخلى عن مسئولياتها تجاه الشعب الفلسطيني    تعرف على تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي.. في العناية المركزة    ليلة سقوط اللصوص.. القبض على 9 متهمين بارتكاب جرائم سرقات بالقاهرة    هل تستطيع إسرائيل عرقلة عمل محكمة العدل الدولية؟.. أستاذ قانون يرد    8 تعليمات مهمة من «النقل» لقائدي القطارات على خطوط السكة الحديد    محافظة القاهرة تنظم رحلة ل120 من ذوي القدرات الخاصة والطلبة المتفوقين لزيارة المناطق السياحية    فيلم فاصل من اللحظات اللذيذة يحتل المرتبة الثالثة في شباك التذاكر    البيئة: 550 مليون يورو استثمارات تمت وجارية بمجال التوافق البيئي في الصناعة    بينهم أبو تريكة.. قبول طعن 121 متهمًا على إدراجهم بقوائم الإرهاب    «المصل واللقاح»: متحور كورونا الجديد سريع الانتشار ويجب اتباع الإجراءات الاحترازية    الكشف على 1645 مواطنا في قافلة طبية ضمن «حياة كريمة» ببني سويف    حزب الله: استهدفنا تجمعا ‏لجنود الاحتلال في محيط ثكنة برانيت بالأسلحة الصاروخية    الأحجار نقلت من أسوان للجيزة.. اكتشاف مفاجأة عن طريقة بناء الأهرامات    أستاذ الطب الوقائي: الإسهال يقتل 1.5 مليون شخص بالعالم سنويا    طلاب الإعدادية الأزهرية يؤدون امتحاني اللغة العربية والهندسة بالمنيا دون شكاوى    جوري بكر تتصدر «جوجل» بعد طلاقها: «استحملت اللي مفيش جبل يستحمله».. ما السبب؟    مفتي الجمهورية: يجوز التبرع للمشروعات الوطنية    «الري»: بحث تعزيز التعاون بين مصر وبيرو في مجال المياه    محافظ المنيا: استقبال القمح مستمر.. وتوريد 238 ألف طن ل"التموين"    جهود قطاع أمن المنافذ بوزارة الداخلية خلال 24 ساعة فى مواجهة جرائم التهريب ومخالفات الإجراءات الجمركية    موناكو ينافس عملاق تركيا لضم عبدالمنعم من الأهلي    نهائي أبطال إفريقيا.. 3 لاعبين "ملوك الأسيست "في الأهلي والترجي "تعرف عليهم"    أبرزهم رامي جمال وعمرو عبدالعزيز..نجوم الفن يدعمون الفنان جلال الزكي بعد أزمته الأخيرة    موعد مباراة بوروسيا دورتموند أمام دارمشتات في الدوري الألماني والقنوات الناقلة    "الإسكان": غدا.. بدء تسليم أراضي بيت الوطن بالعبور    مسئولو التطوير المؤسسي ب"المجتمعات العمرانية" يزورون مدينة العلمين الجديدة (صور)    خبيرة فلك تبشر الأبراج الترابية والهوائية لهذا السبب    ما حكم الرقية بالقرآن الكريم؟.. دار الإفتاء تحسم الجدل: ينبغي الحذر من الدجالين    الفصائل الفلسطينية تعلن قتل 15 جنديا إسرائيليا فى حى التنور برفح جنوبى غزة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 18-5-2024    حادث عصام صاصا.. اعرف جواز دفع الدية في حالات القتل الخطأ من الناحية الشرعية    الأرصاد: طقس الغد شديد الحرارة نهارا معتدل ليلا على أغلب الأنحاء    قبل عيد الأضحى 2024.. تعرف على الشروط التي تصح بها الأضحية ووقتها الشرعي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة 13.. مبارك واغتيال أنور السادات..مبارك قال: علاء أصيب بفقدان وعى أمام التليفزيون وجمال أخذوه من أمامى بالمنصة بعد إطلاق الرصاص
نشر في اليوم السابع يوم 04 - 07 - 2014

بعد إفطار يوم الثلاثاء 6 أكتوبر 1981، أجرى الرئيس السادات اتصالات مع ابنه جمال فى أمريكا، ومع صديقيه عثمان أحمد عثمان، وسيد مرعى، ومدير المخابرات العامة، ونائبه، ووزير الداخلية، وأمين عام الحزب الوطنى، وارتدى ملابسه ونزل ليجد نائبه مبارك ووزير دفاعه محمد عبدالحليم أبوغزالة فى انتظاره.. توجهوا لوضع إكليل الزهور على قبر الجندى المجهول، واتجهوا للعرض العسكرى، وفى أثناء العرض العسكرى تحدث السادات مع مبارك على يمينه وأبوغزالة على يساره، وكان الحديث يدور عن تنظيم احتفالات ضخمة فى 25 إبريل 1982، اليوم المقرر لاستعادة سيناء بناء على اتفاقية السلام مع إسرائيل، وكان السادات يراهن على أن عودة سيناء من الاحتلال سوف تمكنه من استعادة هيبته، وتمنحه القدرة على مصالحة التيارات السياسية الغاضبة.. كان السادات يحتفل بانتصارات أكتوبر، وهناك زعماء معارضون قيد الاعتقال، من تيارات مختلفةو لكن القدر لم يمهل السادات، وبعد لحظات فى أثناء عرض للطيران تحولت المنصة إلى مرمى لنيران خالد الإسلامبولى وزملائه من تنظيم الجهاد.. سقط الرئيس السادات مضرجًا فى دمائه، وقتل وأصيب آخرون، وساد الهرج والمرج منصة العرض، وتفرق كل الأطراف فى اتجاهات مختلفة، سيارة حملت النائب، بينما غادر وزير الدفاع المنصة وسط حراسة من الشرطة العسكرية.
كان المصريون يشاهدون العرض فى التليفزيون، وسمعوا طلقات، قبل أن ينقطع الإرسال، وكان المواطنون يشعرون بأن هناك حادثًا جللًا، لكنهم لا يعرفون التفاصيل، فهم يعرفون أن البلد يعوم على بحيرة من الغضب والقلق.. كانت المعارضة من اليسار واليمين وكل الاتجاهات تقف للرئيس السادات بالمرصاد، وهو قد فقد أعصابه، واستمر يهاجم المعارضة بعنف فى كل اتجاه، ويتهمها بإشعال الفتنة الطائفية والعنف. كانت الأحداث الطائفية اشتعلت فى الزاوية الحمراء، بسبب خلافات حول نشر غسيل، واتهم الرئيس السادات المعارضة بإشعال الفتنة، وأصدر قرارات اعتقال لما يقرب من 3 آلاف معارض وسياسى.
كانت إذاعتا لندن ومونت كارلو أول من أذاع خبر الاغتيال، وبعد الظهر قال راديو القاهرة إن رصاصات أطلقت خلال العرض العسكرى فى اتجاه المنصة، وإن الرئيس السادات ونائبه مبارك ووزير الدفاع أبوغزالة غادروا المكان، وبعد ربع ساعة قطع راديو القاهرة إرساله وأذاع البيان: «اليوم وفى حوالى الساعة الثانية عشرة وأربعين دقيقة وفى أثناء العرض العسكرى، أطلقت جماعة رصاصاتها فى اتجاه المنصة الرئيسية، وفى أعقاب ذلك جرح رئيس الجمهورية وبعض من مرافقيه، وتم نقل سيادة الرئيس إلى حيث يشرف على علاجه الأطباء المتخصصون، فى حين يتابع نائب رئيس الجمهورية جهود الأطباء».
أقلعت طائرة هليكوبتر من أمام المنصة تحمل الرئيس أنور السادات إلى مستشفى القوات المسلحة بالمعادى، وانطلقت سيارة عسكرية تحمل نائب الرئيس إلى المستشفى، وقال مبارك نفسه عن هذا اليوم: «خرجت من الحادث بإصابة فى يدى لم تكن خطيرة، وإنما مجرد زجاجة، لم تكن رصاصة، شظية صغيرة لا يزيد حجمها على مللى، فالحادث كان مؤلمًا للجميع، مؤلمًا لكل من رآه حتى ابنى علاء الذى كان يتابع العرض العسكرى من المنزل، حدث له نوع من عدم التركيز وفقدان الوعى، كما حدث مع جمال أيضًا الذى صاحبنى إلى المنصة ورأى الحادث، ووقتها بحثت عنه ونظرت إليه، وبعد ذلك أخذونى فى السيارة إلى المستشفى، وعرفت أنه عاد إلى المنزل، وكان وقتها طالبًا فى الجامعة الأمريكية، والتجربة كانت مؤلمة بالنسبة له».
فى مستشفى المعادى العسكرى عبر مبارك الممر المؤدى إلى غرفة العمليات ورجال الحراسة والأطباء يفسحون له الطريق، دخل مبارك غرفة العمليات وشاهد السادات مسجى ومصابا، وكان فى تلك اللحظة فارق الحياة.. مبارك طلب من الأطباء مواصلة الجهد لإنقاذ الرئيس، وسأل عما إذا كانت الحالة تستدعى سفره للخارج أو استقدام أطباء من أى مكان، لكن كان الأمر انتهى والسادات غادر الدنيا.
كان النائب حسنى مبارك يبدو مشغولاً ومسكونا بالبحث عما وراء المنصة من أهداف ومخططات لمنفذى الاغتيال.. وهل هم أفراد أم جماعات وتنظيمات، كان يفكر فى تأجيل إذاعة أخبار رحيل الرئيس لأطول فترة إلى أن يتأكد من نجاح وزيرى الدفاع والداخلية فى بسط السيطرة على الوضع الأمنى.. كرر الاتصال بوزير الدفاع مرات، فى المستشفى وقف مبارك ومعه سكرتيره يطلب له اتصالات مع الوزراء.. وزير الداخلية النبوى إسماعيل، ووزير الخارجية كمال حسن على، خلاصة ما قاله مبارك لوزيرى الدفاع عبدالحليم أبوغزالة والداخلية النبوى إسماعيل كانت: تأمين الجبهة الداخلية، وكان الواضح أن اللواء النبوى إسماعيل لا يعرف الكثير عما جرى، وكان على مبارك أن يسارع بتغيير مهام الأمن، وهو هاجسه الأول والأخير.
فى هذه الأثناء.. تلقت جيهان السادات مكالمة خارجية من ابنها جمال السادات، وكانت الأنباء انتقلت للخارج.. قالت جيهان لجمال: «جمال.. هقولك حاجة مهمة ومش لازم يظهر على ملامح وشك أى شىء يلاحظه الناس اللى حواليك.. لقد أطلقوا النار على الريس أنور أبوك.. ولازم ترجع مصر فورا والموضوع يبقى سر».. اتصل جمال بالسفارة المصرية فى واشنطن لترتيب أمر عودته.. واتصل بالسفارة المصرية فى العاصمة البريطانية لندن لتدبير أحد جراحى القلب ليأخذه معه.. متصورا أن إصابة والده ليست خطيرة.
لحظتها خرج الدكتور محمد عطية طبيب الرئيس من غرفة العمليات ليعلن بأسى: «مافيش أمل.. الله يرحمه».. كان عدد من أعضاء أسرة الرئيس السادات تواردوا على المستشفى منهم أخوه عصمت وابنه طلعت وأزواج بنات الرئيس، وبعض الوزراء، أما ممدوح سالم رئيس الوزراء الأسبق ومساعد الرئيس فقد جلس إلى جوار أسرة السادات يبكى بحرارة.
بدت جيهان السادات أكثر تماسكًا ممن حولها من النساء، والرجال جلست إلى مقعدٍ أمام غرفة العمليات صامتة، كانت إحدى بناتها تجهش فى بكاءٍ مرير ولزم الأمر تهدئتها.. فطوقتها جيهان بذراعيها، بعد إعلان الأطباء عن وفاة السادات طلبت جيهان من الأطباء السماح لها بالاختلاء بجثمان زوجها لحظات.. سمحوا لها ورافقوها خشية أن يغمى عليها بالقرب من الجثمان.
دخلت جيهان الحجرة كان الجثمان مسجى تظهر فيه أماكن الإصابات «حينما رفعت الملاءة رأت ثلاث فتحات صغيرة جداً، إحداها فى ساقه واثنتان فى الصدر فوق القلب تماماً، كان يبدو نائما وفكرت فى لمسه ولما فعلت وجدت جسده متجمدا.. فلم تكن هناك حياة» خرجت زوجة الرئيس بعد دقيقة وهى تغطى وجهها بيديها.. ثم طلبت من حسن مرعى زوج ابنتها أن يستدعى الأبناء ليلقوا نظرة وداع على جثمان والدهم.. وخرج وراءها الدكتور سيد الجندى الطبيب الجراح ممسكا بيده نجمة سيناء، يبحث عن أحد ليسلمها له.. ولمح الحارس الخاص للسادات يقف صامتا يكتم حزنه.. اقترب منه الطبيب وسلمه الوسام.. فأخفى الحارس الوسام فى جيبه وهو يبكى.
سرى خبر وفاة السادات فى المستشفى، وأخذ المرضى الذين كانوا يرقدون فى أسرتهم يندفعون إلى أبواب قسم العناية المركزة لإلقاء نظرة على جثمان الرئيس، وأودع جثمان السادات ثلاجة مستشفى المعادى فى حراسة الحرس الجمهورى.
خرجت جيهان تطلب رؤية النائب حسنى مبارك.. ولما رأته قالت له: «انتهى كل شىء.. مصر هى الأبقى.. أرجو أن تلتفت إلى مصر.. فتجمع وزراءك وتدير شؤون الدولة.. أرجوك»، ورد مبارك ماتقوليش كدا.. لكنه غادر المستشفى إلى منزله فى مصر الجديدة أمام قصر العروبة وفى يده ضمادة.. نزع ملابسه العسكرية وارتدى بدلة «سفارى» داكنة، وكان اطمأن على سلامة زوجته وابنه جمال الذى كان يرافقه فى العرض العسكرى، وأبلغ الوزراء بالإجراءات التى اتخذت للحفاظ على الأمن الداخلى، وأحاطهم علمًا بالمعلومات الأولية عن الحادث، وكان يعلم أن رئيس مجلس الشعب الدكتور صوفى أبوطالب بحكم الدستور هو رئيس الجمهورية. كان أبوطالب نقل من المنصة، وفى المنزل تلقى خبر وفاة السادات، وأن عليه التوجه لاجتماع لاتخاذ الإجراءات اللازمة، كانت قوات الحرس الجمهورى وصلت منزل رئيس مجلس الشعب واصطحبوه إلى حيث الاجتماع.
مبارك قال لجريدة مايو 18 أكتوبر 1981: «حقيقةً لم أعد أرى ما أمامى تماما كما لو أن ستارةً سوداء حجبت النظر عنى أشياء كثيرة دارت فى رأسى وكان أكثرها إلحاحا هو ماذا سيحدث الآن.. وعندما أيقنت من يأس الطب وعجزه عن إنقاذ الرئيس فكرت فى الانسحاب.. فلم تكن لدى رغبة فى تولى المسؤولية من بعده.. والرئيس رحمه الله كان يعرف ذلك.. فكثيرا ما أكدت له أننى لن أبقى فى موقعى إذا فكر فى ترك موقعه.. ثم فكرت فى مصر.. فى الأخطار التى تحيط بها وفى الظروف التى تواجهها هذه الأيام.. وعقدت مجلس الوزراء وقدمت أمامه تفاصيل ما حدث فطلبوا عقد المكتب السياسى للحزب الوطنى للاقتراع على شخص رئيس الجمهورية القادم.. فطلبت أن يجتمع المكتب فى اليوم التالى ولكنهم أصروا على عقده فى نفس اليوم وفوراً.. واجتمع المكتب السياسى ولم أتكلم كلمةً واحدةً وتركت أعضاء المكتب يتكلمون الواحد بعد الآخر وأصروا جميعا على اختيار شخصى لرئاسة الجمهورية.. وكان رأيهم أننى أستطيع أن أحفظ للبلاد وحدتها وأوفر لها أمنها واستقرارها». والحقيقة أن مبارك كان ذاهبا للاجتمع وهو يعرف أنه رئيس البلاد، وكان يرى فى عيون المسؤولين تلك النظرة التى كانوا ينظرون بها للرئيس السادات، قبل ساعات قليلة.
وفى الجلسة الطارئة للحكومة تحدث وزيرا الدفاع والداخلية عن الإجراءات التى تم اتخاذها تحسبًا لأى طارئ بعد حادث المنصة، ولم تستغرق أكثر من نصف الساعة، وفى الاجتماع الذى ضم الدكتور فؤاد محيى الدين أمين عام الحزب الوطنى وبعض الوزراء وقيادات الحزب، قال النائب حسنى مبارك لصوفى أبوطالب: أنت رئيس الجمهورية بحكم الدستور، افعل ما تراه مناسبا وأنت رجل قانون. وحسم الدكتور فؤاد محيى الدين قضية ترشح مبارك، وأصدر الرئيس المؤقت صوفى أبوطالب قرارا بفرض حالة الطوارئ، وطلب تأخير إذاعة خبر الوفاة، لحين ترتيب انتقال السلطة، وتم طرح اسم مبارك للرئاسة، وأنهى فؤاد محيى الدين الموقف وفتح القضية مع الفريق أبوغزالة، الذى بدا أنه الوحيد الذى يختار المجتمعون بينهما، وانتهى الأمر وحسم لترشيح حسنى مبارك.
وبعد ساعات طويلة من اللغط والحيرة الشعبية.. ظهر مبارك ليقول للمصريين: «يعجز لسانى وقد اختنق بما تموج به مشاعرى أن أنعى إلى الأمة المصرية والشعوب العربية والإسلامية والعالم كله الزعيم المناضل البطل أنور السادات».
وقبل اللحظة التى يعلن فيها الأطباء وفاة الرئيس أنور السادات، كان حسنى مبارك يشعر بأنه أصبح الرجل الأول، ومن واقع خبراته، كان يعرف أن الكل ينتظر ما يصدره عنه من تعليمات، أجرى اتصالات مع وزيرى الدفاع والداخلية ورئيس جهاز المخابرات وقيادات جهاز مباحث أمن الدولة، لتأمين الجبهة الداخلية، كان المشير أبوغزالة بالفعل أصدر تعليماته بخطة الطوارئ، وتحركت المدرعات والقطع العسكرية نحو المنشآت الحيوية، الإذاعة والتليفزيون ومجلس الشعب، ومجلس الوزراء.
ووجد مبارك الذى كان قبل ساعتين الرجل الثانى، هو الرجل الأول الذى ينتظر الجميع إشارة منه للتحرك لتبدأ مرحلة جديدة فى حياته، وهى مرحلة سوف تطول كثيرا لدرجة لم يكن مبارك ولا غيره يتوقعون أن تطول وتتكرر فيها الأحداث بشكل يدفع إلى الملل.
رحل الرئيس أنور السادات تاركا من خلفه الجدل حول سياساته وقراراته، تم اغتياله وسط جيشه أثناء الاحتفال بالذكرى الثامنة لانتصارات أكتوبر 1973، رحل ممرورا يرى أعماله محل خلاف ورفض من أطياف المعارضة بكل توجهاتها من اليسار واليمين، والإسلاميين الذين كانوا حلفاءه، بينما كان يصدق أكثر الصورة التى رسمها الغرب عنه، واستحق بها جائزة نوبل للسلام، لكنه كان فى عيون معارضيه وخصومه وبعض حلفائه مرتدا عن الوطنية وأحيانا عن الدين.. اغتاله ضباط ينتمون إلى تنظيم الجهاد أحد تنظيمات الجماعات التى ساهم السادات نفسه فى دعمها وتنميتها ضمن تحالفه السياسى مع التيار الإسلامى، فقد أخرج الإخوان من السجون وسمح بعودة الهاربين منهم من السعودية ودول الخليج، ودعم التيارات الإسلامية فى الجامعات لمواجهة معارضيه من اليساريين والناصريين.
ووسط حالة الجدل التى تلت رحيل السادات المفاجئ واغتياله بشكل عنيف، جاء حسنى مبارك، النائب الأول الذى اختاره السادات فى عام 1975، من بين قيادات القوات المسلحة الذين شاركوا فى حرب أكتوبر، ولم تكن أبعاد الأحداث واضحة، ولا أجهزة الأمن ملمة بما جرى، فقط أصدر وزير الدفاع أبوغزالة تعليماته بإغلاق المداخل والمخارج للعاصمة، وفرض الحراسة على المنشآت الحيوية فى العاصمة، لكن الأحداث كانت تتفاعل وتتجه إلى جنوب مصر.
كان المفترض دستوريا أن يلقى الدكتور صوفى أبوطالب بيان وفاة السادات، لكن ما حدث أن النائب حسنى مبارك هو الذى أعلن الوفاة، كان تبرير أبوطالب لذلك أنه أراد إفهام الناس أن الأمور مستقرة، لا انقلاب ولا حرب أهلية، وأن المرشح للرئاسة هو الذى يلقى الخطاب.
ألبرت برسوم سلامة وزير الهجرة وقتها هو الذى اقترح فرض حالة الطوارئ، وأن القرار صدر من صوفى أبوطالب بصفته الرئيس دستوريا وجرى نقاش انتهى إلى فرض الطوارئ لمدة سنة، لكن الحالة استمرت طوال فترة حكم مبارك بمزاعم وحجج كثيرة.
صوفى أبوطالب لم يوقع أى ورقة فيما يخص السياسة الداخلية أو الخارجية، وكانت القرارات كلها تصدر من نائب الرئيس، الذى تولى الرئاسة فعليا حتى قبل أن يتم انتخابه، وكان الجميع يتعاملون معه على أنه صاحب القرار، وكانت كل الأطراف داخل السلطة تريد إنهاء انتقال السلطة، ليطمئنوا على مواقعهم ويتأكدوا أنه لا توجد عوائق، وحتى صديقه وشريكه الفريق محمد عبدالحليم أبوغزالة، بدا مستسلما للأمر الواقع، حريصا على أن تتم السيطرة على الأوضاع والأحداث بحسم.
صباح السبت 10 أكتوبر خيم الصمت على القاهرة وخلت شوارعها إلا من رجال الشرطة.. ونقلت طائرة مروحية جثمان السادات من المستشفى إلى ساحة العرض، وفى الثانية عشرة إلا الربع وفى نفس المكان الذى وقع فيه الاغتيال بدأت طقوس الجنازة وسط إجراءات أمن صارمة وترقب شديد، حضر إلى القاهرة مجموعة من رؤساء الولايات المتحدة السابقين: جيمى كارتر وجيرالد فورد وريتشارد نيكسون.. ورافقهم هنرى كيسنجر وزير الخارجية الأمريكى سابقا وكاسبر واينبرغر وزير الدفاع فى إدارة ريجان ورفضت المخابرات الأمريكية اشتراك الرئيس رونالد ريغان لدواعٍ أمنية.. جاء الوفد الإسرائيلى برئاسة رئيس الوزراء مناحم بيجن، وكان الرئيس السودانى جعفر نميرى هو الرئيس العربى الوحيد الذى شارك فى الجنازة، واعترف عبود الزمر أنه كانت هناك محاولتان لتفجير موكب الجنازة.. لكن إجراءات الأمن المشددة حالت دون التنفيذ.. وكان الأمن الأمريكى أصر على نقل سيارات ليموزين مصفحة خاصة من الولايات المتحدة لتأمين تنقلات الرؤساء الأمريكيين السابقين.
جرى دفن جثمان السادات فى النصب التذكارى بناء على طلب جيهان التى تجاهلت وصية زوجها بدفنه فى مسقط رأسه ميت أبوالكوم.. وكان صوفى أبوطالب ذكر أن أحد المقربين للسادات اقترح أن يدفن فى الهرم الأكبر بجوار خوفو، أو فى الإمام الشافعى، باعتباره الخليفة السادس، وانتهى الرأى إلى أنه يدفن فى المنصة وأن يبنى له مسجد يليق بمقامه. وحين سألها مبارك عن المكان الذى سيدفن فيه السادات قالت: «لقد كان رجلا عظيما وليس رجلا عاديا.. لماذا ندفنه فى مكان يصعب على الناس زيارته؟ لماذا لا ندفنه فى المكان الذى مات فيه؟ ذلك المكان العسكرى الذى كان يعتز به».. فكان لها ما أرادت.. وأقيمت الجنازة وسط عزف موسيقى السلام الوطنى ثم المارش الجنائزى لفريدريك شوبان، وبعد مراسم الدفن نقلت جيهان وأفراد عائلتها إلى المنصة ومنها إلى الغرفة الثانية بجدار المنصة التى كانت تراقب منها عملية اغتيال زوجها، وظلت ما يزيد على نصف الساعة تقف هناك لاستقبال معزيها الذين أخذوا يواسونها- ومن بينهم سوزان مبارك زوجة حسنى مبارك وروزالين كارتر زوجة جيمى كارتر- ويصافحون باقى الضيوف.
لم يجد ترشيح مبارك للرئاسة أية معارضة، كانت المعارضة انتابتها مخاوف من أن يكون اغتيال الرئيس مقدمة لانقلاب من الجماعات الدينية او تقف خلفه تنظيمات خارجية، ولهذا جرى الاستفتاء على مبارك مرشحا وحيدا وتم إخراج النتيجة بنسبة كبيرة بالرغم من أن الاغلبية لم تذهب للاستفتاء وكانوا يتعاملون مع مبارك على أنه أمر واقع.
أقسم مبارك أمام صوفى أبوطالب مرتين الأولى كنائب للرئيس ورئيس للوزراء بعد وفاة السادات فى القصر الجمهورى ومعه الوزراء، والثانية عندما انتخب رئيسا للجمهورية، وأقسم أمام مجلس الشعب.
صوفى أبوطالب شارك السادات الكثير من سياساته، وبرر الكثير من تصرفات وقوانين الرئيس أنور السادات وساعده فى حل لجنة الاتحاد الاشتراكى وأيضا تبنى تقنين الشريعة الإسلامية، وانتهى الأمر عند المادة الثانية فى الدستور التى نصت على أن الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع، وتم الاستفتاء عليها مع مادة تلغى تحديد فترات رئيس الجمهورية وهى المادة 77 التى استند إليها مبارك للاستمرار خمس فترات، وكان يستعد للفترة السادسة، كانت مشورات أبوطالب فيما يخص الشريعة الإسلامية تتناسب مع رغبة السادات فى التقارب أكثر مع الإسلاميين وجماعة الإخوان الذين دخل بعضهم إلى مجلس الشعب وقتها، وكان مقدمة لنمط من فقهاء القانون يقدمون للرئيس القوانين التى تعبر عن رغبته، وهو ما فعله فى قوانين الانفتاح الاقتصادى الذى جعل لجنة الأحزاب التى تقرر قبول أو رفض الحزب فى يد الحزب الحاكم، وهم من عرفوا بترزية القوانين.
وقال صوفى أبوطالب، إن بعض من فى السلطة تصور أن اغتيال السادات كان جزءا من محاولة انقلاب خاصة بعد امتداد العنف لأسيوط، لكن أبوطالب استبعد الانقلاب وقال إنه لو كان انقلابا لقبض القتلة على من فى المنصة، وقال أبوطالب إن السادات كان يتعامل مع الإسلاميين أو الإخوان المسلمين على أنهم ناس مش فاهمين، وبكرة الأيام هتثبت لهم صدق ما يراه الرئيس، لم يتعامل معهم على أنهم أعداء يدبرون لقتله.
الأربعاء 14 أكتوبر 1981 وبعد استفتاء شعبى خرج بنتيجة تأييد %98.46 لاختيار محمد حسنى مبارك رئيسا للجمهورية.. وقف مبارك وإلى يمينه الرئيس السودانى جعفر نميرى، وإلى يساره الدكتور صوفى أبوطالب رئيس مجلس الشعب.. وتلا اليمين الدستورية لتبدأ فترته الرئاسية الأولى، بعد أن تم نقل السلطة لمبارك، احتفظ حسنى برئاسة الوزراء بجانب رئاسة الجمهورية حتى بداية يناير 1982 وكلف الدكتور فؤاد محيى الدين بتشكيل الحكومة الأولى، كما أبقى على مجلسى الشعب والشورى، وقال إنه لا حاجة لتغييرهما، فقد لمس من طاقم السلطة حرصا على تمكينه من السلطة، ولم يلمح لدى أى منهم طمعا فى الحكم.
عاد الدكتور صوفى أبوطالب رئيسا لمجلس الشعب والدكتور صبحى عبدالحكيم رئيسا لمجلس الشورى، فقد تولى الدكتور صوفى أبوطالب الرئاسة لمدة 8 أيام، بينما كانت السلطة الفعلية فى يد مبارك الذى لمس منهم تعاونا، عاد الدكتور صوفى أبوطالب لرئاسة مجلس الشعب.
أما الدكتور صبحى عبدالحكيم عميد كلية الآداب، فقد انتخب رئيسا لمجلس الشورى عام 1980 وكان أول رئيس لمجلس الشورى فى عهد السادات، وبعد أن جاء مبارك ضمن قراره الإبقاء على كل المجالس والهيئات أبقى على مجلس الشورى كما هو، وأبقى على الدكتور صبحى عبدالحكيم رئيسا للمجلس حتى عام 1986، وكان يرأس المجلس الأعلى للصحافة ولجنة شؤون الأحزاب السياسية.
احتفظ مبارك بنفس حكومة السادات الاخيرة وتركيبة الحزب الوطنى ومجلسى الشعب والشورى لمدة ثلاثة أعوام، كان السادات قد تولى رئاسة الوزراء فى الفترة من مايو 1981 حتى اغتياله فى أكتوبر من نفس العام واستمر مبارك رئيسا للوزراء، حتى تم تعيين الدكتور فؤاد محيى الدين رئيسا للوزراء، فى 2 يناير 1982 كان محيى الدين أمينا عاما للحزب الوطنى ونائبا لرئيس الوزراء ووزيرا للصحة، وبدأ مبارك فى تعيين رئيس وزراء، وغير أيضا وزير الداخلية حيث أقال النبوى إسماعيل وعين حسن أبوباشا، وكانت وزارة الداخلية أكثر الوزارات التى شهدت تغييرا وسط جمود وزارى، كان أبو باشا هو الذى أدار عملية المواجهة مع المتطرفين المسلحين الذين اقتحموا مديرية أمن أسيوط، وقتلوا العشرات فى مشهد دموى، كان مبارك كلف أبوباشا بإدارة المعركة فى أسيوط، وكانت آخر معركة يخوضها مبارك من أجل استقرار الأمور، فمبارك لم يجد نفسه فى حاجة للدخول فى أى صراع من أى نوع من أجل السلطة.
◄ مبارك الفرعون الأخير .. الحلقة الأولى:كيف تصرف مبارك فى اليوم التالى للتنحى؟..طلب الاتصال بالنائب والمشير.. وانقبض من مشهد الأفراح فى الشوارع.. وتذكر شاوشيسكو وصدام وقال بلدنا مش كده
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة الثانية:قال لأوباما: أنت لا تعرف وبعدها سأل نفسه:من يكون هذا الشعب ولماذا ثار ضدى؟..عندما سقط الإخوان اعتبره تحقيقا للنبوءة..وأصيب بأزمة بعد تأكده أنه متهم
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة الثالثة.. رحلة أجداد مبارك من البحيرة إلى المنوفية.. قصة صاحب الكرامات..عبد العزيز باشا فهمى توسط لتوظيف والده حاجبا.. وأدخل مبارك الكلية الحربية
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة الرابعة..قصة مبارك وعبد الناصر..دخل مبارك الكلية الحربية عام 1947 بوساطة المحامى الشهير عبدالعزيز باشا فهمى وبعد عامين دخل الطيران
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة الخامسة..مبارك وسوزان الطريق للسلطة..ليلى والدة سوزان البريطانية رفضت خطبة حسنى لابنتها ثلاث مرات بسبب فرق السن والمستوى الاجتماعى
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة السادسة.. قصة أسر العقيد حسنى مبارك فى المغرب.. السادات قال لمبارك بعد عودته من الاتحاد السوفيتى: أنت طلعت عُقر.. وهيكل أشار لمشاركته فى اغتيال زعيم المهدية
مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة السابعة.. المخابرات الأمريكية كانت تحتفظ بفيديو عن مبارك وزوجته سوزان وقال باحث أمريكى زوجته الإنجليزية سبب اختياره .. كيف فضل السادات مبارك
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة الثامنة.. مبارك وأبوغزالة.. أسرار الحرب الخفية والإطاحة بالمشير.. خطط مبارك للتخلص من المشير بعد ظهور اسمه مرشحا للرئاسة فى أول اجتماع بعد اغتيال السادات
◄مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة التاسعة.. مبارك يطيح بأبوغزالة بضربة قاضية..صفقة مبارك وحسين سالم لتصدير 10 آلاف حمار للمشاركة فى الحرب بأفغانستان ضد السوفيت
◄مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة العاشرة.. مبارك خطط للإطاحة بمنافسه منصور حسن وقال له: ماتبقاش تلعب معايا تانى..تقرير المخابرات الإيطالية عن مبارك أثار غضب السادات فقال: حسنى بيلعب
◄مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة 11..مبارك وأشرف مروان..عندما هدد مروان: مبارك لا يمكنه منعى من دخول مصر.. أنا ..مبارك تقدم جنازة أشرف مروان وحرص على تبرئته من تهمة الجاسوسية
مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة 12.. لماذا أصر مبارك على سجن الفريق الشاذلى؟..مبارك غير صور حرب أكتوبر بالفوتوشوب ووضع نفسه مكان الشاذلى.. وابنة الفريق اتهمته بالتزوير


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.