قال الدكتور عصام العريان عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين إن الجماعة تمر بأزمة شديدة، أرجعها إلى إصرار المرشد على عدم توليه لفترة ولاية جديدة للجماعة، بالإضافة إلى إخفاق النائب الأول له فى انتخابات مكتب الإرشاد، علاوة على اعتقال النائب الثانى فضلاً عن المناخ الإعلامى الذى يؤجج الأحداث. وأكد فى حواره مع الإعلامى يسرى فودة على قناةon. TV أن مكتب الإرشاد قادر على اختيار موفق للمرشد الجديد بما يحمله من أفكار تؤهله إلى ذلك فى إطار لم شمل الجماعة ودونما المساس بوحدتها، مشيراً إلى أن الجماعة لا ترغب فى الوصول إلى الحكم، واستكمل أن طموحات الانقلابيين فى الجماعات الإسلامية هى التى تهدف إلى ذلك. وأضاف أن الجماعة كائن حى يتعامل مع المجتمع حسب المناخ السائد فيه، مشيراً إلى أن الجماعة فى زمن التلمسانى شهدت مناخا منفتحاً بما حمله من أفكار فتفاعلت معه بمنطقها الدعوى والسياسى، لكن عندما واجهت الإقصاء المتعمد لها عن العمل الذى أنشئت من أجله لجأت إلى مواجهته. ولفت إلى أن النشاط التنظيمى الذى طغى على العمل الدعوى فى الفترة الأخيرة كان لهدف استراتيجى وهو"نشر الدعوة". وكشف العريان عن حاجة الشعوب إلى البديل الإسلامى بعد تطعيمه بروح وأفكار جديدة تواكب المتغيرات التى لحقت بالمجتمعات على اختلاف توجهاتها، بالإضافة إلى اتفاق وتوحد الإخوان على كافة الملفات والقضايا التى لم تحسم بعد، معرباً عن أهمية ما طرحه الدكتور البرادعى للحيلولة دون إتمام مايسمى "بحلم التوريث". ولفت أنظار العالم إلى رغبة كافة القوى والتيارات السياسية إلى التغير والتداول الديمقراطى للسلطة. وحول الجدل المثار بشأن انقسام الجماعة إلى تيارين"الإصلاحيين- والمحافظين" قال إنه ضد تصنيف الإخوان إلى تيارين، مشيراً إلى أن الجماعة إسلامية إصلاحية معتدلة. وأوضح الدكتور ضياء رشوان نائب مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية والخبير فى شئون الجماعات الإسلامية، انقسام الجماعة للعديد من التيارات، وتابع قائلاً: إن هذا لا يشين الجماعة، مشيراً إلى ارتفاع وتيرة الخلاف فى جسد الجماعة مرتقياً إلى قياداتها، مؤكداً انقسام الجماعة إلى تيارين، أحداهما: تيار "تنظيمى محافظ"، والآخر: أقرب إلى "الاعتدال والإصلاح". وذكر أن الجماعة حسمت آليات العمل الدعوى والسياسى على مستوى العالم باستثناء إخوان مصر ضارباً مثلا بإخوان الجزائر الذين شاركوا فى تشكيل حكومتها، واصفاً الجماعة داخل مصر بانعدام رؤاها لحسم الموقف. وفى مداخلة هاتفية للمهندس خالد داود القيادى بالجماعة انتقد إنتخابات مكتب الإرشاد الأخيرة، مشيراً إلى أنه يعد مذكرة تشتمل على حزمة من التجاوزات التى ارتكبها مجلس شورى الجماعة، واصفاً إجراءاتها "بالبطلان" بسبب مخالفة اللائحة بالاستفتاء على إجراء الإنتخابات عن طريق التمرير وقصوره على البعض وليس 100% من الأعضاء، بالإضافة إلى الشبهات التى تحيط بعمليات فرز الأصوات. ومن جانبه أكد ثروت الخرباوى القيادى المستقيل من الجماعة فى مداخلة ثانية تحفظه على التشكيل الجديد لأعضاء مكتب الإرشاد، مشيراً إلى وجود مدرستين داخل التنظيم، إحداهما تؤصل للعمل الدعوى المفتوح، والأخرى تهتم بالناحية التنظيمية، وهو ما استغلته الأخيرة فى غفلة لترسيخ وضعها فى التنظيم، وهو ما أدى إلى صعود مجموعة كبيرة من أعضاء المكتب الحاليين. وعلق الكاتب الصحفى نبيل شرف الدين على مسألة تولى الإخوان للسلطة "بالكارثة" مدللاً على ذلك بما حدث فى غزة بين فتح وحماس، متخوفاً من أن يتحول الأمر إلى موضة شرق أوسطية كما توقع أن المواجهات بين الإخوان والنظام ستكون أكثر حدة فى الفترة المقبلة وبلا تهاون من قبل الأخير.