قال الدكتور رأفت عبد الباسط أستاذ علم الاجتماع بكلية آداب جامعة حلوان إن فكرة تغيير العلم ترتبط بوجود مرحلة أو فترة جديدة تمر بها البلاد، مضيفا "بما أننا نعيش مرحلة مستمرة لثورة يوليو ليست فيها جديد فإنه لا داعى للتغيير، وإن هناك أولويات كثيرة لابد أن نركز عليها بدلا من هذه الفكرة، فالتركيز على التغير الجوهرى وليس الظاهرى هو الواجب ويجب أن يعلم الكبير قبل الصغير، أن علم مصر هو رمز للانتماء وللحب وللحماس، والذى يفقد معناه كثير من الأجيال الحالية الذين ليس لديهم الحب والحرص للعلم مثل الأجيال السابقة". متفقا مع ما سبق قال الدكتور يحيى الرخاوى أستاذ الطب النفسى: "المسألة ليست فى العلم، ولكن فيمن يحمله ويقدسه، الأزمة فيمن يحيى العلم ويتعايش معه كرمز يشير إلى ما وراءه من دلالات خفيه سواء أكانت سياسية أو اجتماعية". ويرى الرخاوى أن هذا التغيير الشكلى لا قيمة له، بل إنه يوهمنا بالتغيير حتى يشغل اهتمامنا فنهدأ عن واجب تغيير أنفسنا، وحكامنا، وحياتنا برمتها، فالمعنى الحقيقى للعلم هو من يتجمع حوله هو وأهله وهم ينتصرون، أو يحافظون على كرامته فى أى امتحان حرب أو اقتصاد أو سياسة أو حتى فى مباريات الكرة، "العلم" كما يقول هى مجرد رسالة، تذكرة، احتمال بداية، لا أكثر ولا أقل. ومن جانبه أكد الدكتور أحمد زايد عميد كليه الآداب بجامعة القاهرة وأستاذ علم الاجتماع، أن دافع هؤلاء الشباب لتغير العلم المصرى الحالى يعكس نمط فكرى غير ناضج، كما لو أن تغييره سوف يصلح من مجريات الأمور السلبية لأن العلم المصرى يجسد تاريخ طويل وذكريات من الكفاح والألم الشعبى ولم يكن اختياره اختيار وليد اللحظة وعمليه تغييره تعتبر أشبه بعمليه لتشويه التاريخ، مضيفا: "استجابة المجتمع تتحدد وفق ظروف ومفردات التغيير بمعنى "أسبابه والقائمين على التغير، هل التغير وليد تفكير جماعى أم فردى" فنحن أصبحنا لا نعمل فى إطار منظومة جمعيه تتسم بالتفكير ضمن إطار جماعى، وكل منا أصبح له فكره ورؤيته المنفردة الذى يعتبرها بمثابة الحل السحرى، ووفقا لهذا النمط الفكرى السائد نكون نخطو نحو تشويه محقق للذاكرة الوطنية فاتجاه الأفراد بأفكار منفردة بعيده عن القضايا الجماعية يخلق نوعا من الانقطاع التاريخى فى المجتمع وذهب الدكتور على أبو ليله رئيس قسم علم الاجتماع جامعة عين شمس فى تفسير هذا التوجه الشبابى بأنه نوع من الاحتجاج على رموز الدولة المتمثل فى "العلم المصرى" كنوع من الاحتجاج، وإصابة الشباب المصرى بالحنق الشديد، لأن الدولة لم تقدم إنجازا حقيقيا لهم ولا تعمل على حل مشكلاتهم الممثلة فى حقوقهم الشرعية فى الحياة من مسكن وصحة وتوفير فرص عمل لهم وتعليم ومجارى ومواصلات... إلخ .. إلخ فهى لا تقدم إشباعا لحاجاتهم الأساسية. وأضاف: ومن ناحية أخرى فإن اختيارهم المتمثل فى علم أخضر موضوع عليه أهرامات الجيزة يعتبر نوعا من أنواع التقوقع داخل الهوية وهروب إلى العظمة والتراث الماضى، فضلا عن السلبية التى أصبح عليها المجتمع حاليا فمواطن الشارع أصبح غير مبال بمجريات الأمور من حوله نتيجة الظروف الصعبة المحيطة به، فإذا لم يهتز للضرائب العقارية هل سيتخذ موقف بالنسبة لقطعة قماش ترفرف فى الهواء...!! وأكمل: لابد أن ندرك أن حاله البلادة التى يعيشها رجل الشارع حاليا إثر الظروف البالية الحالية سوف تؤثر على المدى البعيد فى شكل الهيكلة المجتمعية، حيث سيصبح المجتمع أكثر ضعفا وسلبيه فالتخلى عن رمز من رموز المجتمع أشبه بالفرد الذى يبيع هويته وأخلاقه وقيمه.