نعيش منذ فترة فى مرحلة تشهد صراعًا حادًا بين الفضيلة والرذيلة، والشباب عنصر هام فى ترجيح الفضيلة طالما يتسلح بالأخلاق. ينفطر قلبى حين أتابع ما يكتب أو يقال عن حالات التحرش بالفتيات والسيدات ويؤلمنى أكثر تصويرها بالفيديو ومشاهدتها وكأنها مادة للتسلية. ليس شرطًا أن تقف المرأة للصراخ فى وجه المجتمع كى ينصرها، وليس شرطًا أن تعلن النضال ليل نهار فى ميدان العمل العام حتى تجبر قوى التخلف على إقرار حقها فى الشعور بالأمان. فالمرأة من الأساس تنصر مجتمعها كله من خلال المساهمة فى أكبر عملية تجهيز لنماذج إيجابية من الفتيات والسيدات اللواتى يشاركن بدورهن فى التفاعل الصحيح مع المجتمع وتنمية إنجازاته، ليزداد اعتماده عليها فيمنحها نفس الفرص وذات المزايا. نظرة على المرأة المصرية فى الاستحقاقات الانتخابية الماضية، والتى شاركت فيها بقوة وأعلنت عن نفسها بصوت مسموع. لم تعرف الصمت أو تقبل التهديد لم تستسلم للابتزاز، لم تكتم صوت الحق ولم تسقط أو تهزم لها راية بل ظل دائما قلبها حىّ الضمير وموزون بميزان العدالة ورؤيتها لا تشوبها أى ملامح للأنانية. انصروا المرأة التى كرمتها الأديان السماوية.. انصروا المرأة التى صاغت الحاضر واستشرفت المستقبل برؤية وطنية محترفة كاملة الوعى، حطمت الجمود، ولن تتوانى أن تغوص فى حقل ألغام مادام سيحقق التنوير المجتمعى المنشود. انصروا المرأة التى تنطلق بسرعة البرق تسابق الزمن وتمارس التفعيل الذاتى لدورها الحضارى. لا أملك أخيرًا سوى أن أطلب من المجتمع طلبًا واحدًا: آن الأوان أن تحفظوا للمرأة مكانها ومكانتها وأن تمدوا أيديكم وقلوبكم إليها لا عليها ولتنضم معكم إلى الطريق للمستقبل، واصنعوا سويًا شمسًا كبيرة لا تنطفئ وباقة من الزهور لا تجف وينبوعًا من المحبة لا ينضب أبدًا. حمدى