لم تكن تعلم كامبرليان ايان، أن زواجها من شخص عربى الجنسية سيجعلها ترتبط بالعرب للدرجة التى تجعلها تحاول السفر إلى غزة ومساعدة الفلسطينين هناك، كامبرليان ايان امرأة أمريكية عمرها (42 عاماً) وواحدة من عشرات النساء اللاتى أردن دخول غزة مع قافلة شريان الحياة لتقديم المساعدة للأطفال والنساء الفلسطينيات هناك، إلا أنهم فوجئوا بمنعهم من السفر، رغم اعتصاماتهم المتتالية ومطالبتهم السلطات المصرية السماح لهم بالعبور إلى غزة، ولكامبرليان قصة خاصة من المعاناة مع الشرطة المصرية، حيث إنها أم لطفل عمره (سنتان) عانى معها كثيراً فى الاعتصامات والإهانات التى وجهتها لهم الشرطة. ولدت كامبرليان فى أمريكا من أبوين مسيحيين تابعين لملة "شهود العرش اليهودى" والذين يروا أن اليهود محببين لله وقريبين منه، وبالرغم من ذلك كان لكامبرليان وجهة نظر أخرى منذ صغرها، فقررت أن تنشق عنهم وتزوجت من عربى جزائرى وأنجبت منه طفلها الوحيد ويبلغ عامين الآن، وكان سبباً فى ارتباطها بالعرب. كامبرليان تقول "العرب أشخاص ودودون لدرجة كبيرة ويعاملون الغرباء بصورة جيدة، فأثناء سيرى فى الشارع أجد العديد من الأفراد يتكلمون معى عن موطنى وحياتى وهذا لا يحدث فى أمريكا التى يقال أنها بلد الحريات، وعن زواجها من عربى تضيف "العرب ودودون بطبعهم وأنا أحبهم وأتمنى أن أكون جزءاً منهم". أما معاناتها كأم فتصفها قائلة "عانيت كثيراً مع ابنى منذ وصولنا للقاهرة، خاصة أثناء الاعتصامات وكنت أخاف أن يصاب ابنى بأذى أثناء تواجدى هناك، ووقتها شعرت بما يحدث للأطفال الفلسطينيين من أهوال وضغوط من الجانب الإسرائيلى الذى يقوم بأبشع الأفعال ضد هم". وتضيف كامبرليان ايان، أن السبب الرئيسى فى محاولتها السفر لغزة وتظاهرها فى القاهرة رغبتها فى أن يشارك ابنها النصف عربى، على حد قولها، فى هذا الحدث الهام وأن يساعد هؤلاء الأطفال حتى عندما يكبر تقول له إنه شارك فى هذا الحدث وأنه ساعد الفلسطينيين. وتوضح أن منع السلطات المصرية المستمر لهم جعلها تستنزف الكثير من الأموال التى أرادت أن تقدمها كمساعدات للأطفال الفلسطينين، مضيفة أنها شاركت من قبل فى أكثر من مظاهرة بأمريكا تطالب بحصول الفلسطينين على حقوقهم كاملة، لكنها صدمت من موقف الحكومة المصرية مع القضية الفلسطينية وبنائها للجدار العازل بدعم أمريكى". وتبكى كامبرليان ايان، وهى تتذكر الصور السيئة التى تراها للأطفال الفلسطينيين عبر وسائل الإعلام فى أمريكا والتى تصورهم بأنهم إرهابيون، وتتمنى أن تساعدهم بإنشاء مسرح خاص للأطفال هناك. كامبرلين هى كاتبة قصص أطفال فى أمريكا، وقد تزوجت منذ أسبوعين فقط بتونسى بعد انفصالها عن زوجها الأول وستنتقل للعيش فى تونس قريباً، مضيفة أنها أسلمت منذ أربع سنوات قائلة "أنا أعلم أننى لست مسلمة جيدة لكننى أتمنى أن أتقرب لله". وعن أكبر هدف تريد كامبرليان تحقيقه عندما تذهب لغزة هو أن تلتقى بصديقها "عمر" الفلسطينى، الذى لم تشاهده من فترة طويلة.