نادرًا ما نجد إنسانًا لا ينشد التغيير للأفضل، ولكننا لا نشاهد فى حياتنا العملية إلا القليل ممن يبدؤون عملية التغيير، والسبب فى ذلك نقص القوة الذاتية، وقد أشار إلى هذه العبارة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى ماراثون الدراجات بالكلية الحربية، ووجه حديثه إلى شباب مصر، مشيرًا إلى أن الطريق الطويل يبدأ بخطوة ويجب أن نوجه طاقة المصريين فى الاتجاه الصحيح. إن كل شاب فى مصر يجب أن يفخر بتاريخ بلاده، وهو تاريخ الحضارة الإنسانية حيث أبدع الإنسان المصرى وقدم حضارة عريقة سبقت حضارات شعوب العالم حضارة رائدة فى ابتكاراتها وعمائرها وفنونها أذهلت العالم والعلماء بفكرها وعلمها، فهى حضارة متصلة الحلقات تفاعل معها الإنسان المصرى وتركت فى عقله ووجدانه بصماتها، وقد تحقق كل ذلك من خلال القوة الذاتية للمصريين. وقد اثبت تاريخ مصر عبر عصورها المتعددة، إن المصريين يمتلكون تلك القوة الذاتية والتى كانت دافعًا لكل تقدم حدث على أرض مصر مرورًا ببناء الأهرامات وشق قناة السويس، وقيامهم بثورة على النظام الملكى والتخلص من الاحتلال الإنجليزى وبناء السد العالى، وتحرير أرض سيناء ثم ثورتى 25 يناير و30 يونيه. وقد حان الوقت لحفز القوة الذاتية فى المصريين بالطاقة التى تصقل وتعين أو تدفع الإنسان إلى تحقيق الأهداف وبث روح الأمل والتشويق، والطموح، والرغبة، والإرادة ويحتاج ذلك إلى تهيئة الأجواء ومن أبرزها: تشجيع التعاون داخل الفريق والتنافس مع الفرق الأخرى، مكافأة المحققين للنجاحات والإنجازات وتطوير المهارات الإدارية والقيادية للجيل الحالى والعمل على الإلمام الجيد بتقنيات التعامل مع فئة الشباب الهادفة إلى تطوير مهاراتهم والملكات التى تشكلهم تعد غاية فى الأهمية انطلاقًا من قواعد العمل على تشكيل القيادة بحدودها التى تضمن نجاح سير الدولة قدمًا وتحقيقًا لأهدافها التى يشكل قطاع الشباب الركيزة الأساسية فى العمل من أجلها. نحتاج الآن إلى تحفيز القوة الذاتية للمصريين لإعادة رسم خريطة مصر عمرانيًا وسكانيًا، حيث يبنى أبناء مصر دعائم حضارة جديدة، ولكنها بمفردات العصر الحديث بكل تحدياته لتتحول الأفكار الطموحات إلى إنجازات قابلة للتحقيق من خلال مشروعات عملاقة تغير الخريطة السكانية، لتتعدى حدود الوادى والدلتا القديم المزدحم وينفذ مشروعات قومية عملاقة فى الجنوب، للخروج من الوادى القديم إلى المساحات الأرحب من أرض مصر وهى أيضًا السبيل أمام مصر للدخول إلى القرن الحادى والعشرين والألفية الثالثة، مكونة بناء حضاريًا تصنعه سواعد أبنائنا المصريين.