أحدثت الثورة الشعبية المصرية, التي أطلق شرارتها جيل الشباب المصري يوم25 يناير2011 ردود فعل عالمية واسعة, فقد بادر الرئيس الأمريكي باراك أوباما بقوله: لقد الهمنا المصريون, وقد فعلوا ذلك بإسقاط الفكرة القائلة بأن نيل العدالة يتم علي نحو أفضل عن طريق العنف, لأنه كانت في مصر القوة المعنوية الخلقية السلمية, وليس الارهاب, وليس القتل الطائش, ولكن اللاعنف, والقوة المعنوية هما اللذان استطاعا ثني قوس التاريخ صوب العدالة مرة أخري فقد تأثر الأمريكيون بثورة الشباب في ميدان التحرير وغيرها من محافظات مصر, ونحن نريد أن نربي أبناءنا ليصبحوا كشباب مصر وقال رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلسكوني: لا جديد في مصر فقد صنع المصريون التاريخ كالعادة وأكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه يجب أن ندرس الثورة المصرية في المدارس وذكر الرئيس النمساوي هاينز فيشر ان شعب مصر أعظم شعوب الأرض, ويستحق جائزة نوبل للسلام, وعلق الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون علي أن صوت المصريين قد سمع, وأدعو لنقل سلمي حقيقي للسلطة, واحترام حقوق الإنسان في هذا اليوم التاريخي وأهنيء الشعب المصري علي نجاحهم في ثورتهم هكذا شهد العالم بالتغيير الذي صنعه شباب حصلوا علي تعليم متقدم, وأتقنوا التواصل والتخاطب عبر شبكة الانترنت, انتقلوا بمخطط الثورة من سماء المعرفة إلي سماء الانترنت, وفجروها حقيقة في ميادين التحرير في ربوع مصر المحروسة, وسجلها التاريخ بينما غابت عن المدرسة المصرية والمناهج الدراسية. إن المناهج الدراسية لابد لها أن تعكس واقع المجتمع المصري والمتغيرات الداخلية والخارجية, وأن تستلهم من ثورة25 يناير معايير تجديدها حتي تأتي لحمتها وسداها من نسيج الثورة المصرية. لتشكل إنسانا مصريا جديدا لمجتمع مصري جديد, مصر بعد ثورة يناير, وحيث تتطلب مناهجنا الدراسية أن تتمثل شعارات الثورة المقدسة: 1 احترام كرامة الإنسان المصري وتقدير شخصيته, حيث يركز التعليم علي: اعتزاز المتعلم بكرامته, وتقدير الدور الريادي لشخصية مصر, والفخر بهويته المصرية, واحترام القيم الانسانية, والالتزام بمفهوم المواطنة, وإظهار الانتماء والولاء للوطن, وتقدير قيمة العمل, وقيمة ما يعمله الآخرون 2 احترام الحريات وممارسة الديمقراطية من خلال تدريب المتعلم علي تقدير حق الاختلاف في الرأي والالتزام بحريات التفكير وحرة التعبير, والاعتزاز بأدب الحوار والنقاش والتفاوض, وإبداء الرأي في حرية وبموضوعية, واحترام ثقافات الآخرين, وممارسة الحقوق السياسية بوعي, واقتران الحقوق بالواجبات, ودعم الحرية قولا وعملا3 مراعاة العدالة الاجتماعية من حيث أن ينمو وعي المتعلم بأهمية التوزيع العادل لثروات الوطن, والربط بين قدرات الفرد ونوع العمل, والايمان بأن العمل حق وشرف وحياة والاسهام في نشر ثقافة التكافل الاجتماعي, وأن يقوم الفرد حسب انجازاته, وأن يتعامل مع الآخر بعدالة, وإن تفعل حقوق المرأة وحقوق الطفل4 استخدام آليات عصر العلم, حيث تؤدي المناهج الدراسية دورا فاعلا في استخدام المتعلم التفكير العلمي في حل المشكلات, والالتزام بأخلاقيات التعامل في العالم الرقمي, واحترام الملكية الفكرية والتواصل الاجتماعي عبر شبكة الانترنت والعمل وفق الفكر المنظومي الشبكي, وأن يفكر المتعلم عالميا ويطبق محليا, وأن ينتقي ويجمع المعلومات من مصادرها الأساسية5 تقدير العمل الجماعي, فعلي المناهج الدراسية أن تساعد الطالب علي أن يمتلك مهارات العمل الفريقي, وأن يلتزم بتقسيم العمل وتوزيع المسئوليات, وتدعيم التنافس الذاتي, وبين المجموعات, وأن يقدر الأعمال والمشروعات المجتمعية, وأن يقدر العمل الجماعي خدمة للوطن6 الايمان بذكاء الفرد وقدراته, وهذا يلقي علي المناهج الدراسية أن توفر مناخا يتسم بالحرية والبهجة والتسامح, حتي يفخر المتعلم بقدرته علي حل ما يقابله من مشكلات الجماعة, وأن يمارس مهارات النقد وإبداء الرأي, وأن يحترم التعددية والتنوع كمصدر إثراء, وأن يقدر ذاته ويحترم قدراته, وأن يعتز بذاته وأدواره في الحياة, وأن يؤمن بقدراته في تقديم كل جديد ومفيد انها دعوة لتغيير المناهج الدراسية وفق مطلوبات ثورة يناير التي تستوجب تحية إعزاز وتقدير للبنائين الجدد الذين ثاروا فهدموا الفساد, ثم هدأوا لبناء الأمجاد, انهم الخالدون شهداء ثورات الربيع العربي علي امتداد الأرض العربية المقدسة. انهم يناشدون البناءين الحقيقيين صانعي الحضارات والثورات والمستقبل علي امتداد قاعات الدرس مزارع الفكر البشري أن أبنوا مناهج دراسية جديدة قوامها الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية, من أجل إنسان عربي كوني جديد لمجتمع عربي عالمي جديد.