حذر قيادى بارز فى تيار رجل الدين الشيعى مقتدى الصدر، من تكرار السيناريو السورى فى العراق، بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام (داعش) على محافظة نينوى, شمال بغداد, بما يسمح بتدخل عسكرى من قبل إيران و"حزب الله" اللبنانى بذريعة الدفاع عن الشيعة. وقال القيادى الصدرى لصحيفة "السياسة" فى عددها الصادر اليوم الخميس إن الوضع العراقى لا يحتمل أى تدخل من هذا النوع، فضلاً عن أن هذا التدخل الايرانى ومن قبل "حزب الله" فى سورية "أدى عملياً الى تعقيد الصراع السورى وإلى تشجيع الجماعات الجهادية من كل بلدان العالم للذهاب الى ذلك البلد الذى يواجه حرباً طاحنة منذ اكثر من ثلاثة أعوام، وبالتالى هذه التجربة محكومة بالفشل وستفضى الى حدوث المزيد من التداعيات على الأمن الإقليمي". وأضاف أن "أى تدخل ايرانى ومن قبل حزب الله وبأى مستوى فى الوضع العراقي, سيؤدى الى نتائج عكسية، بمعنى ان حدة الاحتقان الطائفى ستزداد بين المكونات العراقية، كما ان المكون السنى الذى يقاتل التنظيمات الارهابية وفى مقدمها "داعش" ، سيتراجع عندما يرى وجود مقاتلين ايرانيين ولبنانيين وربما يمنيين من طرف الحوثيين". وشدد على أن "رئيس الوزراء الحالى نورى المالكى وباعتباره القائد العام للقوات المسلحة يجب أن يتحمل المسؤولية الاولى والرئيسية عن الانهيار الأمنى الذى وقع فى نينوى وبقية المحافظات الشمالية والغربية, وبالتالى هناك تساؤلات جوهرية بشأن جدوى ارساله للفريقين فى الجيش عبود قنبر وعلى غيدان وبقية القادة العسكريين الى مدينة الموصل, ثم بعد ذلك انهارت القوات الأمنية وانسحبت من مواقعها، وهذا معناه باختصار انه المسؤول الاول عن الفشل الأمنى ومن الطبيعى ان يسقط هو من رئاسة الحكومة كما سقطت نينوى بيد المسلحين". واعتبر القيادى العراقى الشيعى أن الحديث عن إعلان أحكام الطوارىء فى ظل وجود المالكى كقائد عام للقوات المسلحة، "أمر فى غاية الخطورة لأن ذلك معناه حصوله على الولاية الثالثة لرئاسة الوزراء، بحجة محاربة الإرهاب". وأشار القيادى الصدرى الى أن جماعتى "أبو الفضل العباس" و"عصائب أهل الحق" استثمرتا سيطرة المسلحين على نينوى، شمال العراق لبدء حملة حشد طائفى فى المحافظات الجنوبية الشيعية، وكأن ما يجرى هو حرب بين الشيعة والسنة، كما أن فتح باب التطوع فى القوات الأمنية فى هذه المحافظات وبهذا التوقيت، "خطأ جديد ترتكبه حكومة المالكي، لأن التطوع يجب أن يكون فى اطار سياقات قانونية فى وزارة الدفاع وأن لا يقتصر هذا التطوع على مدن بعينها وعلى مكون بعينه، دون الآخر، لأن ذلك يوحى بأن على سكان هذه المناطق الشيعية أن يكونوا مستعدين لمواجهة المناطق السنية". وأكد أن المالكى يشعر بصدمة سياسية بالغة فى الوقت الراهن، افقدته فرحته بفوزه ب95 مقعداً فى الانتخابات البرلمانية الاخيرة، "لأنه اكتشف أن اسلوبه الذى كان يفاخر به فى تشكيل قيادات العمليات المرتبطة مباشرة به هو أسلوب مدمر للمنظومة الأمنية والاستراتيجية للدولة العراقية".