قرار حظر بناء المآذن

لقد كان هذا القرار ولا يزال من التعصب الأعمى الذى ينتهجه بعض المتعصبين الغربيين المعادين للإسلام والمسلمين، ففى الأعوام السابقة أقدم بعض الرساميين فى الجرائد والمجلات الدانماركية برسم صورة قبيحة ووصفوها أنها لرسول الإسلام وأعادت نشر هذه الصور بعض الصحف النرويجية بدعوى أنها حرية الصحافة، هل حرية الصحافة التعدى على معتقدات الآخرين؟! والآن وعلى الطريقة الحديثة يصدر قرار من سويسرا الدولة الوحيدة التى لا يوجد بها سوى مأذنة واحدة تقريباً وهذا القرار يذكرنى بوعد بلفور أو تصريح بلفور المعروف بوعد من لا يملك لمن لا يستحق الذى صدر عام 1917 الذى كان بمثابة المعاداة للإسلام والمسلمين ولا غرابة فى ذلك، فهم يحملون كل الكره والبغض للإسلام والمسلمين، ورغم كل تلك التحديات للإسلام والمسلمين فإنه ومن الملاحظ أن كل يوم يزداد عدد المسلمين فى جميع بقاع الأرض، وهذا يذكرنى بحديث النبى ( صلى الله عليه وسلم ) " ولن يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله الإسلام بعز عزيز أو بذل ذليل "، ولا ريب فى أننا نحن المسلمين أول من ينبغى أن يسأل عن تقصيرنا تجاه ديننا وعقيدتنا، لماذا لا نرسخ عقيدة التوحيد فى أنفسنا وأبنائنا؟ لماذا نجرى وراء أهواء الغرب ونحاول أن نقلدهم فى كل شىء؟ ولذلك فهم يعتبروننا فئران تجارب ولن تسود أمة الإسلام العالم حتى تحقق التوحيد على أرض الواقع، فنحن نرى الآن كل القوى الغربية تتسارع فى مهاجمة المسلمين سواء أكان ذلك فى العقيدة أو الاعتداء على أكثر الدول الإسلامية دون وجه حق ولا مبرر لذلك ولا أدعى أن كل الغرب متعصب ضد الإسلام والمسلمين، ولكن هناك الكثير من العقلاء الذين يكفلون الحق والحرية لكل المعتقدات، فمثلاً أعربت المقررة الخاصة المعنية بحرية الدين والمعتقدات، أسماء جهانغير خبيرة الأمم المتحدة، عن أسفها يوم 30/11/2009 بشأن تصويت السويسريين على قرار يحظر بناء مآذن جديدة، مشيرة إلى أن هذا الحظر يعتبر تمييزا ضد المسلمين. وقالت جهانغير "لدى مخاوف جدية حول التأثير السلبى لنتيجة هذا التصويت على حرية الدين والمعتقدات لأعضاء الجالية المسلمة فى سويسرا".
وأضافت "مما لا شك فيه أن حظر المآذن يعنى تقييدا لحرية التعبير عن الدين وتمثل تمييزا ضد أعضاء الجالية المسلمة فى سويسرا"، مشيرة إلى أن لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قد أكدت قبل شهر أن هذا الحظر يخالف التزامات البلاد بموجب قانون حقوق الإنسان.
وأنا أدعو كل مسلم فى العالم أن يرسخ العقيدة فى نفسه وأبنائه لكى تصبح أمة الإسلام محصنة ضد أعدائها، وبدلاً من تقليد الغرب فعلينا بأن نتبع النبى (صلى الله عليه وسلم ) ونقلد الصحابة والتابعين فى أخلاقهم وسلوكهم والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.