رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن رفض رئيس الوزراء الليبى أحمد معيتيق مقترح اللواء المتقاعد خليفة حفتر بتشكيل حكومة طوارئ يعقد الأزمة السياسية بالبلاد، لا سيما وأنه يصعد المواجهة مع الأخير. وذكرت الصحيفة – فى سياق تقرير نشرته اليوم الخميس على موقعها الإلكترونى – أن حفتر الذى يقود انتفاضة مسلحة فى ليبيا اقترح تشكيل هذه الحكومة من أجل حل ما قد يكون الأزمة السياسية الأخطر فى البلاد منذ الإطاحة بمعمر القذافى عام 2011. وأشارت الصحيفة إلى أن اللواء المتقاعد ناشد بذلك خلال مؤتمر صحفى عقده فى مدينة بنغازى الواقعة شرق ليبيا حيث ظهر مع قادة عسكريين عدة انضموا إلى ثورته. وأضافت الصحيفة أنه نال بوتيرة ثابتة خلال الأيام الأخيرة الدعم من ضباط جيش حاليين وسابقين وميليشيات تهيمن على كثير من المدن. وأوضحت الصحيفة أنه ومع ذلك فإن خصومه لم يظهروا مؤشرا على التراجع، حيث قال أحمد معيتيق رئيس الوزراء الذى تولى قبل أسبوعين فى تصويت يعد مثار نزاع إنه لن يترك منصبه، لافتة إلى أنه قادم من مصراته التى تقع فى غرب البلاد وتعد موطنا للميليشيات القوية المتحالفة مع الإسلاميين فى البرلمان. وقال معيتيق فى مؤتمر صحفى أنه لن يتنحى، مضيفا "لا يريد الليبيون العودة إلى الحكم العسكري"، فى إشارة كما هو من المفترض لحفتر. ونوهت الصحيفة إلى أنه فى نفس الوقت أصدرت وزارة الدفاع بيانا يطالب بإلقاء القبض على أى جندى ينضم إلى حملة حفتر، واعتبرت الصحيفة أن المواجهة متزايدة الحدة تهدد بالتحول إلى حرب واسعة النطاق، مذكرة بأن أكثر من 70 شخصا قتلوا فى هجوم يوم الجمعة الماضى شنته قوات حفتر على ميليشيات إسلامية بمدينة بنغازى فى عمل أشعل القتال الأكثر ضراوة فى البلاد منذ الحرب الأهلية قبل ثلاثة أعوام.