سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأموات يستغيثون من الأحياء فى زاوية سلطان بالمنيا.. 12 ألف أسرة يعيشون بين المقابر ويطالبون رئيس الجمهورية القادم بتطوير المنطقة.. ويؤكدون انتشار البلطجة والمواد المخدرة
منذ مئات الأعوام كانت قرية زاوية سلطان التى تبعد عن مدينة المنيا نحو 5 كيلومترات، التى تقع تحت سفح الجبل، كانت قرية هادئة تقع منازلها على الضفة الشرقية للنيل فى حين تقع أراضيها الخصبة المزروعة على الضفة الغربية معاناة يومية من البلطجة وانتشار المخدرات وانتهاك لحرمة الموتى الأمر الذى دفع السكان إلى المطالبة اليومية بتطوير المنطقة، وكانت الرسالة إلى المشير السيسى فى حال فوزه برئاسة الجمهورية نطالبكم بالنظر إلى سكان المقابر وتوفير حياة كريمة لهم. وعلى أنغام الشيشة ورائحة اللحم تقضى أسر المنيا ساعات طويلة كل يوم جمعة داخل المقابر خاصة مقابر زاوية سلطان أو زاوية الأموات كما يطلق عليها سكانها التى تعد إحدى أقدم المقابر فى محافظة المنيا والتى اليوم أصبحت تصرخ وتستغيث ولكن لا تجد من ينقذها بعد الزحف العمرانى عليها والتوسع فى بناء المنازل للأحياء ليس ذلك فحسب بل من المواطنين من أبناء المنيا ممن عجزوا عن توفير سكن لهم والذين اتخذوا من تلك المقابر بيوتا لهم يقيمون فيها بشكل دائم ومنهم من يقيم فيها لبعض الوقت وآخرون يأتون لزيارة الأموات كل يوم جمعة. ويذهب الأهالى فى المنيا إلى تلك المقابر للاستجمام والاستمتاع بالوقت يحزمون متاعهم من طعام وشرب ويستقلون سيارتهم متوجهين يوم الجمعة إلى المقابر هناك ترى الكثير من الأشياء التى اختلط بعضها البعض فهناك من يبكى وهناك من يغنى وهناك من يشرب الشيشة وعلى نغماتها يجتمع الأصدقاء وآخرون ليس لهم مكان إلا مزاحمة الأموات والعيش بجانبهم. ويروى أحد سكان المقابر ويدعى صابر على ويبلغ من العمر 55 عاما قصته قائلا: أعيش منذ سنوات بين الأموات حتى أنهم أصبحوا أهلى وناسى ليس لى أحد يسأل علىّ وقد عجزت عن الحصول على شقة من مساكن المحافظة فلم أجد مأوى لى إلا هنا وأعمل فى المحاجر وأعود لأنام، وأضاف أنه يطالب بحقه فقط فى مسكن يؤويه فهو ابن هذا البلد، أما أم رمضان فهى من سكان مساكن الإيواء فقد أكدت أنها تأتى كل يوم جمعة إلى المقابر، لزيارة والدها وقد تبيت بجواره ليلة تدعو له فيها أيضا أم رمضان تقول نفسى فى مسكن أدامى أنا وأبنائى الأربعة فأين أذهب بهم وقد تقدمت كثيرا إلى المحافظة حتى أحصل على شقة إلا أننى لم أتسلمها إلى اآمن ودائما يسقط اسمى من الكشوف. أما محمد الشرف وهو من رواد بيوت أولياء الله الصالحين بالمنطقة فيقول إن زاوية سلطان بها ما يقرب من 23 مقاما لأولياء الله الصالح وهذا ما يجعل هذا المكان عامرا ونحن نأتى كثيرا وقد يكون أسبوعيا إلى هنا لزيارة الأولياء، موضحا أن المقابر اليوم تحدث بها انتهاكات كثيرة فأصبح الناس لا يحترمون الأموات ولا يوقرون حرمة الموتى فتجد البلطجة والمخدرات، بالإضافة إلى التزاحم الشديد بين الأموات والأحياء فقد أصبح الجميع يبحث عن مكان له، موضحا أن حرمة المقابر لم تعد كما كانت فى الماضى، مشيرا إلى أن الأفراح تقام والموتى يدخلون إلى مثواهم الأخير بها أكثر من 4 آلاف مقبرة "حوش"، وبالرغم من أنه توجد عدة خطوات قانونية لبنائها إلا أن العديد منها تم بناؤها فى السر. أما الحاج فتحى فرج والبالغ من العمر 63 عاما، وأحد سكان القبور بزاوية سلطان فقال: "أعيش هنا منذ أن ولدت فى الخمسينيات حيث يعد الحوش أحد الجبانات القديمة هو مسكنى ومقر عملى الوحيد أنا وأولادى الأربعة وزوجتى، بسبب الحالة السيئة التى تعانى منها البلد، فقد عرفتنى العديد من الأسر من خلال ذلك الحوش القديم لأننى أعمل "سقا" أقوم بتوزيع المياه عليهم عند كل زيارة منهم للمقابر الخاصة بهم وهو ده أساس أكل عيشى". ويستكمل "فتحى" كلامه قائلاً: أبيع جركن المياه لكل زيارة فى مقابل 3 جنيهات بعد أن أقوم بملئه من أحد المساجد القريبة من المنطقة، فهذه هى مهنتى الأصلية أنا وأولادى منذ عشرات السنوات، وعندما تتأخر زيارات أقارب الأموات لا نجد قوت يومنا فمصائب قوم عند قوم فوائد. وطالب الرئيس القادم للبلاد بالسلامة وتوفير مسكن محدود يؤويه بدلا من البقاء وسط تلك المنطقة، التى تثير النفوس ضيقا ورعبا فى بعض الأحيان ولكنها توفر له "الستر وراحة البال". فيما أكد اللواء صلاح زيادة محافظ المنيا أن الأولوية الأولى إلى المهمشين والعشوائيات وأن الدولة تولى اهتماما كبيرا لهم ونعدهم أن الأيام المقبلة سوف تشهد تطورا ملحوظا فى الخدمات وإنصافا للمظلومين وبناء المساكن لمحدودى الدخل.