سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خبراء نفسيون يكشفون تأثيرات التوقيت الصيفى: تغيير المواقيت سلاح ذو حدين.. ويؤكدون: ربما يؤدى إلى الاكتئاب والنوبات القلبية أو يُحيل لفكرة الاستقرار.. وأمريكا صاحبة الاقتراح وألمانيا أول من نفذته
لتغيير التوقيتات تاريخ خاص بدأ من أحقاب تاريخية فائتة، وكان دائما ما يعود إلى دوافع اقتصادية، الأمريكى "بنجامين فرانكلين" أول من طرح فكرته فى عام 1784، و تحقَّقت فكرة التوقيت الصيفى لأول مرة أثناء الحرب العالمية الأولى، حيث أجبرت الظّروف البلدان المتقاتلة على وجود وسائل جديدةٍ للحفاظ على الطاقة. ومن هنا كانت ألمانيا أول من أعلنت التوقيت الصيفى، وتبعتها بريطانيا بعد فترة قصيرة، على اعتبار أن التوقيت الصيفى يحد من استهلاك الطاقة، لقدرته على حفظ الطاقة الكهربائية فى الولاياتالمتحدة وكندا، لأن التأجيل من أوقات الشروق والغروب يقلل من استخدام الإضاءة الصناعية فى المساء على حسب النظريات الاقتصادية المختلفة. ولكن هذا التوقيت كان له تأثيرات أخرى على الجانب النفسى للأفراد وعلى تأدية مهامهم اليومية، مما يعيق هدف الأنظمة فى توفير الطاقة، فغالبا ما يكون للتغيير فى الساعة البيولوجية عوامل سلبية داخلية. وتقول الدكتورة "شيماء عرفة" أخصائى الطب النفسى: "يعتبر تغيير الساعة البيولوجية أو كما هو متعارف عليه "تغيير التوقيت" من أكثر المسببات إلى الاضطرابات النفسية الموسمية الصيفية، فقد يزيد التوقيت الصيفى من حالات الاكتئاب من خلال التسبب فى استيقاظ الناس مبكِّرًا، لأن تحوُّلات الساعة والتوقيت تتسبب فى تعطيل النوم وتقليل منفعته للجسم. وتابعت: "ومن جانب آخر فإن تغيير التوقيت وفقا لفصل الشتاء أو الصيف أثر على الإنسان بشكل لا شعورى لأن هناك علاقة فطرية بين الإنسان والطبيعة وفكرة الإدراك والشعور واللاشعور، ومن ثم يتحكم ذلك فى بعض سلوكياته الحياتية مثل الخمول والكسل والأرق والشعور بالتعب العضوى دون سبب واضح. وأضافت: "يعتبر شروق الشمس إشارة نفسية لبدء وقت العمل، حيث يمنح طول المدة التى يرى بها الإنسان ضوء الشمس الشعور بالاطمئنان وعدم العزلة، على عكس الشعور الذى يتملك من الإنسان وقت الظلام من مخاوف وغيبيات قد تؤثر على الفرد بشكل أو بآخر وتحيله إلى الاكتئاب المؤقت. كما استشهدت بالدراسة التى وضعها خبراء من جامعة "ألاباما" التى أثبتت أن هناك العديد من الأضرار التى تنتج عن تغيير التوقيت فى دول العالم إلى التوقيت الصيفى على صحة الإنسان، والتى تتلخص فيما يلى: الإرهاق بسبب عدم أخذ القسط المناسب من الراحة مما يصيب الإنسان بالتوتر، فضلا عن زيادة فى خطر حدوث نوبات قلبية بنسبة 10%، تأثير مضر بالجسم والخلايا بما فى ذلك الاستجابة للالتهابات التى يمكن أن تساهم فى حدوث نوبة قلبية، وأخيرا انعكاس سلبى للأطفال على صحتهم ونموهم بسبب اضطراب مواعيد نومهم وذهابهم للمدارس. كما أشارت إلى بعض الطرق التى قد تساعدنا على التغلب على هذه المتاعب، والتى سبق أن تناولتها العديد من الدراسات العالمية، كالاستيقاظ نصف ساعة مبكرا فى اليوم السابق لتغيير التوقيت، إلى جانب ممارسة بعض التمارين الصباحية قبل الخروج من المنزل وتناول إفطار صحى وجيد والاستمتاع بأشعة الشمس فى الباكر. وأنهت حديثها، مشيرة إلى أن الساعة البيولوجية فى الجسم تبدأ فى التأقلم منذ بداية الاعتدال الربيعى. وفى حال رؤية الدول والأنظمة السياسية أهمية هذا التغيير لما يحمله من مقومات اقتصادية معينة مثل توفير الطاقة وغيرها، يدفعهم إلى اللجوء إلى هذا التغيير فمن الأفضل أن يكون الإعلان عنه، مرتبطا بتغير الفصول، كمحاولة للحد من هذه التأثيرات السلبية التى قد تزيد الأمر سوءا، وتقلل من الطاقات البشرية التى من المفترض أنها الترس الأساس فى ماكينة الحراك الاقتصادى الذى دفع الدولة فى الأساس إلى اتخاذ هذا القرار، لذلك ترى فكرة تردد النظام الحالى فى اتخاذ هذا القرار والتأرجح بين تطبيقه من عدمه قد يضر الأشخاص من الجانب النفسى وقد يعيقهم عن تأدية الواجبات المطلوبة منهم بالشكل الأمثل، خاصة فى بداية الأمر. وعلى الجانب الآخر، كان للدكتور "مينا جورجى" مدير التأهيل المسرحى بمستشفى الصحة النفسية بالعباسية، تحليل آخر لتأثير اتخاذ قرار تغيير التوقيت على الجانب النفسى للمواطنين تجاه النظام الحاكم الحالى، حيث قال: "هذا التغيير من الممكن أن يكون سلاحا ذا حدين فمن الممكن أن يؤثر إيجابيا، خاصة على الراغبين فى الاستقرار وعودة الأمن والأمان، لأنه بذلك يعيد لهم ذاكرة السنوات ما قبل الثورة التى كان يحدث بها هذا التغيير فى التوقيت. وتابع: "مما يشعرهم بشكل لا إرادى بعودة نظام ما قبل الثورة بكل ما به، مما يحيلهم إلى فكرة الاستقرار والعودة لكل طقوس ما قبل الثورة وهذا ما يرغبون به، لذلك قد يؤثر ذلك إيجابا على هذه الشريحة. وأضاف: "بينما قد يؤثر سلبا على الشريحة الأخرى التى تنتمى إلى الفكر الثورى، والتى تبحث دائما فى البعد عن كل ما له علاقة بالنظام ما قبل الثورة، لذلك قد يمثل لها هذا التغيير نقطة التقاء بين النظام الحالى والنظام البائد، مما يشعل داخلهم رغبة جامحة فى رفضه دون النظر فى إيجابيته أو سلبيته بالنسبة للنواحى الاقتصادية. أما بالنسبة لأصحاب الانتماءات الإسلامية، خاصة المؤيدين لحكم التيار الإخوانى، فيكون لهذا القرار أثر مغير فى نفوسهم، فمن الممكن أن يشعرهم بأنهم كانوا على حق، ويؤكد بداخلهم فكرة التمسك بمبادئهم الوهمية، خاصة أن هذا التغيير لم يحدث فى عهد "مرسى"، مما قد يخلط الأمر عليهم وعلى غيرهم من كل الشرائح إلى أن هذا النظام يتلاعب بالساعة البيولوجية أو الساعة الطبيعية للمصريين. وينهى حديثه قائلا: "لذلك يتغير التأثير النفسى بين الإيجابية والسلبية والتأثيرات النفسية المختلفة بالنسبة لنظرة المواطنين للنظام الحاكم الحالى على حسب طوائفهم وتياراتهم وانتماءاتهم.