كم هو غالٍ هذا الوطن، وكم ينتفض أبناؤه من أى ضير يمسه، وكم يبذل العرق ومن قبله الدماء من أجل شبر من أرضه، وكم خرج الشعب مجاهداً بكل ما يملك حتى لا تنكس راية وطنه، وكم حفر التاريخ فى صلبه بطولات لشعبنا الذى سطر قيم الحرية على مدار تاريخه، وكم وكم وكم؟؟؟ سؤالى هو "هل ستدخل مصر حرباً فى الفترة القادمة؟". والإجابة هى: وهل خرجت مصر أصلاً من الحروب كى تدخل فيها؟ مصر يمارس ضدها كل يوم نوعاً جديداً من الحروب، من أناس يعلمون مكانتها جيداً، ويعلمون أنه لو سقطت مصر سيسقط الشرق الأوسط بأكمله وشمال إفريقيا وليست الدول العربية فقط كما يعتقد البعض. الحروب حديثاً ليس معناها جيوشاً تواجه جيوشاً، أو أسلحةً تدمر مدناً، أو غزواً يقهر حدوداً، الحروب الآن تعددت وسائلها وطرقها، وبات هناك أنواعاً شتى من الحروب منها الآن: حروب الجيل الرابع، والحروب الاقتصادية، والحروب النفسية "ويستخدم هذا النوع ضدنا بكثرة"، حروب المعلومات، وقرأتُ حديثاً عن نوع جديد من الحروب اسمه "حروب الجن"، وهى حروب التقنيات الحديثة والتحكم عن بعد وهى حرب تقوم على الخداع العلمى، والقوى فيها هو الذى يملك علماً، وهى مقدمة للجيل السادس من الحروب الذى سيبدأ تنفيذه ضندنا قريباً، لنقهر هذا النوع أيضاً كالمعتاد، ويأتى الشعب المصرى كعادته بحلول خلاف كل التوقعات، ويقلب السحر على الساحر، ولا نكل ولا نمل، فنحن مقاتلون منذ القِدم. وهناك العديد والعديد من أنواع الحروب، ولكن الشعب المصرى بطبعه يصنع المستحيلات، ولا يتوقف عن الدفاع عن أرضه وسلامة أركانه وبنيانه. ولكن السؤال "هل ستدخل مصر حرب جيوش فى الفترة القادمة؟" المخطط والمؤامرة الواضحة الآن التى تحاك للشعب المصرى، والتى تطرق لها المشير عبد الفتاح السيسى فى حواره مع الإعلامين هو "مخطط إفشال الرئيس القادم"، وإفشال الرئيس القادم لا يعنى إفشال شخص كما يعتقد البعض ولكنه إفشال دولة، أى صناعة ذوبان كامل لأسس تلك الدولة، ولو فشلت الدولة بالتأكيد ستدخل حرباً من قوى متربصة تنتظر الفرصة وتسعى بكل ما تملك لتحقيقها، ولكن هيهات!!. حرب الجيوش نحن لا نخشاها، ونقول لأى معتدٍ يحاول أو يفكر غزواً أو تنكيلاً بدولتنا: أمامك كتب التاريخ لا تقرأها، ولكنها ستخبرك هى ماذا يفعل المصريون بالمعتدى، وأقوى حالات الشعب المصرى عبر التاريخ هى حالات الحروب، نحن لا نخشى الحروب ولن نركع لأى معتدٍ يحاول المساس بأرصنا، ولا نعتدى نحن وتلك هى عقيدتنا، ولكن نذكر حتى يفيق الواهم من مخططه الذى سينقلب عليه مؤكداً!!!.